قصة كفاحى عنوانها العزيمة والإرادة والإصرار
لا أفكر في اقتحام المجال السياسي
نيويورك لها طبيعة خاصة ونواجه العنصرية بصرامة
ماريانا زخارى أول مصرية تصل لمكانة مرموقة في شرطة نيويورك المعروفة بأنها رقم 1 في العالم كجهاز شرطة، مرت بالعديد من المواقف الصعبة خلال حياتها العملية، وبالتأكيد لم تكن الأمور سهلة للوصول لهذا المنصب إلى أن تحقق هدفها، وكان لجريدة البوابة هذا الحوار معها، فإلى نص الحوار:
أين ولدت ماريانا؟
أنا من مواليد الإسكندرية بمصر، عشت بها حتى انتهاء الابتدائية ثم هاجرت أسرتي إلى نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، عندما وصلت مع أسرتي إلى أمريكا كان عمري 11 عاما، استكملت دراستي فى مراحل التعليم الإعدادي والثانوى والجامعة ثم حصلت على درجة الماجستير فى العلوم السياسية.
كيف فكرتِ في الدخول لشرطة نيويورك؟
أنا مغرمة منذ الصغر بالقراءة وخاصة ما يتعلق منها بالتحقيقات فى الجرائم والبوليس وحكايات الحوادث، فذاكرت ودخلت العديد من الامتحانات التى جعلتنى قادرة على الانخراط فى العمل بل والمنافسة والتميز.
هل عملتِ في مجال آخر قبل الالتحاق بالشرطة؟
عملت بالتدريس فى كلية بروكلين وايضا كان لى فرصة للقيام بالتدريس فى أكاديمية الشرطة، وسافرت الى فرنسا فى منحة أخرى لمدة ٨ شهور وأفتخر دائما بأننى واحدة من ٣٥ ألف ضابط شرطة فى مدينة نيويورك - سمعة الجهاز الذى تعمل به متميز على مستوى العالم، وأشعر بذلك خلال سفرى أى مكان بمدى تقدير ما يقوم به هذا الجهاز فى حفظ الأمن بواحدة من أهم مدن العالم وهى العاصمة الاقتصادية والثقافية لأمريكا.
هل ساعدتك اللغة العربية في عملك؟
بالفعل إتقاني للغة العربية كان ميزة وأمرا مهما في عملى، دفع بى للأمام من بين زملائي وتقدمت الصفوف، فقد شاركت فى أكثر من تحقيق مهم، وساعدتنى اللغة العربية فى حل الكثير من الألغاز التى تحيط ببعض القضايا.
كيفية استفادة المصريين من جهدكم؟
نحن نتعامل مع المصريين ونساعدهم في إطار القانون، وما يسمح به القانون الأمريكي، ودائما يكون فيه مناقشات للمساعدة بلدنا مصر وتم إرسال مساعدات للأيتام بمصر، وهناك تواصل مع الشباب لتعريفهم على كيفية الانضمام لجهاز الشرطة، والتعامل الصحيح معه، ونعمل كحلقة وصل بين الجالية المصرية في أمريكا وجهاز الشرطة للتعريف بالتقاليد والعادات والتاريخ.
ما رسالتك لأبناء الجالية في نيويورك؟
لابد من المحاولة دائما والاجتهاد ومساعدة أبناء الجالية لبعضهم لتعلية اسم بلدهم في البلدان الاخرى، فقد حصلت على العديد من التكريمات فى أكثر من مناسبة لاجتهادي في عملي وأدعوا أبناء الجيل الثانى والثالث من أبناء الجالية المصرية والجاليات العربية أن يتقدموا لامتحانات جهاز الشرطة حيث هناك العديد من الفرص المتاحة.
كما أشارك أبناء الجالية المصرية في الاحتفالات الرسمية مثل احتفال المولد النبوى بالمركز الاسلامى بوسط مانهاتن، وغيرها من المناسبات المختلفة.
هل واجهتك صعوبات عند الالتحاق بجهاز الشرطة في نيويورك؟
كنت أُُدرس في الكلية وهناك اختلاف كبير في العمل، ما بين التدريس في الجامعة والعمل في جهاز الشرطة، والقرار لم يكن سهلا لتحويل العمل من أستاذ جامعي لضابط شرطة، ولأننى لا اعرف المستحيل بذلت كل ما في وسعى لنجاحى، والجميع يعلم أن العمل في جهاز الشرطة ليس سهلا فالتمرينات الشاقة واللياقة البدنية والجرى اجتزت كل ذلك بالعزيمة والإرادة والإصرار والتحكم في النفس، وكان أيضا لابد من مذاكرة القوانين حتى أكون على دراية كاملة بعملى ضابطا.
في هذا السن الصغير كيف أصبحتِ أحد القيادات في شرطة نيويورك؟
ثقتي بالله، الانضباط الذاتي، والعمل الجاد، وحب العمل، جعلنى أصل لمنصبي الحالي والتحقيق في القضايا الكبيرة مثل قضايا غسيل الأموال، وجرائم دولية منظمة وهى من أخطر القضايا في نيويورك وأخذت قلادة لتميزي وكانت حاجة كبيرة في وقتها وبناءا عليها قبلونى في المباحث، وتواصلت بعدها الترقيات.
كيفية الترقيات في جهاز الشرطة الأمريكي؟
الترقيات في الجهاز الشرطى تأتي باجتياز امتحانات خاصة بهم وليس الترقية تتم بعدد سنوات الخدمة
ماهو دور أسرتك في قصة نجاحك؟
طبعا الأسرة كانت تدعم فالوقت كان ضيقا، وكان لابد من تنظيم الوقت لأنه قليل فالتنظيم بين الجامعة والشرطة والتمرينات كان أمر شاق، والطبيعي أنه كان هناك قلق كبير من الأهل، ولكن دعمهم للفكرة شجعني أن اصل الى مكانتي الان، وعندما دخلت المباحث كان يتم استدعائي في أى وقت طوال الـ24 ساعة، وكان هناك تفهم للأمر.
كيف تخططين لمستقبلك؟
كل يوم لابد أن أتعلم أمورا جديدة في حياتي، وأحاول أن أصل لمكانة أكبر في عملى. متى كانت آخر زيارة لكِ لمصر؟
زرت مصر كثيرا، وآخر زيارة منذ عام بالمناسبة هناك العديد من التطويرات في الفترة الأخيرة تستحق الإشادة.
من مثلك الأعلى؟
للمصريين أمثال كثيرة في جميع المجالات وهم ناجحين جدا ولكن المثل الأهم بالنسبة لي والدي ووالدتى لأنى تعلمت منهما التفانى في العمل والإخلاص والانضباط، وحب القراءة وأهميتها ومساعدة الآخرين، وحب الوطن.
هل حققتِ في قضايا للجالية المصرية؟
نعم، ومعظم القضايا التى قمت بالتحقيق فيها كانت بالقانون ولكن كنت دائما أقدم لهم النصائح، ومشاكل المصريين في أمريكا بسيطة فهم يحترمون القوانين ولم يقوموا بعمل مشاكل والمجنى عليهم أقوم بمساعدتهم وأتابع معهم أولا بأول.
هل تقومين بعمل ورش للجالية المصرية لتوضيح القوانين؟
نعمل على ذلك حاليا لعمل تلك الورش التى توضح القوانين للمصريين، وهناك عدد كبير من المصريين في جهاز الشرطة بنيويورك يعملون بإخلاص وهناك منهم من يوجد في مناصب عالية، ونقوم جميعا بالعمل معا لخدمة الجاليات بشكل عام والمصريين بشكل خاص.
كيفية مساعدة المصريين في الداخل من جانب الجالية؟
هناك أفكار عدة وسيتم ذلك عن طريق المؤسسات الحكومية وممكن النزول الى مصر لمساعدة أهالينا في الداخل ولم نتأخر يوما عن مساعدة بلدنا
هل تنوين اقتحام المجال السياسى فى مصر أو أمريكا؟
السياسة مجال كبير بالتأكيد ولكني في الوقت الحالي أعمل بجهاز شرطة نيويورك والذي يستنفذ كل طاقاتي، وأود أن أشير إلى أن العديد من قيادات نيويورك، كانوا من قيادات الشرطة وعلى سبيل المثال أريك أدم عمدة مدينة نيويورك المنتخب، فالعمل العام والسياسي في النهاية هما نتاج للعمل علي الأرض.
ما رأيك فى السياسات الأمريكية فى المنطقة؟
السياسيات الأمريكية دائما تتغير حسب مصلحة الشعب الأمريكي عموما وتابعت في الفترة الأخيرة التقارب الشديد للسياسة الأمريكية مع العديد من دول العالم ومنها مصر وسعدت كثير بتهنئة الحكومة الأمريكية لمصر بمناسبة تنظيمها مؤتمر التغيرات المناخية ٢.٢٢
هل واجهتِ أي تمييز عنصري؟
أعيش بمدينة نيويورك والتي تتميز عن باقي مدن العالم بقبولها للتنوع، فالمدينة هنا تحمل نموذجا مصغرًا لكافة الثقافات والديانات والحضارات، فالتميز العنصري موجود بالطبع حول العالم كله، ولكننا في شرطة نيويورك عموما نواجه ذلك دائما بصرامة للحفاط على هوية خاصة جدًّا بنيويورك وهي قبول الآخر.