« كم من مبصر عين لم يفده بصره، وكم من كفيف لم يبصر وبصيرته تشع نورا!».. مقولة تنطبق على الأسطى عجور الكفيف ميكانيكى عفشة السيارات فى بنى سويف.
فى البداية يقول الأسطى طه عباس محمد، ٧١ عاما، إنه من مواليد مدينة بنى سويف، وشهرته الأسطى عجور، يعمل فى مهنة الميكانيكا وعمره ١٢ عاما، وفقد عينيه فى هذه المهنة، ولديه ٦ أولاد.
وأوضح الأسطى عجور أنه تعلم هذه المهنة منذ صغره مع شقيقه الأكبر، وأحبها وعمره يناهز ١٢ عاما، وكان يعمل فى ورشة بمدينة بنى سويف، إلى أن قرر أن يستقر بذاته وفضل أن يكون له ورشة خاصه به وبالفعل قام بفتح ورشة بمركز ومدينة إهناسيا، منذ ٤٠ عاما وحتى الآن يعمل بها،إلا أنه فقد عينه اليمنى بسبب إصابته فى عينه فجأة بشاكوش يعمل به، ويرجع ذلك إلى استعجال أحد العملاء المترددين عليه، وكان يبلغ من العمر حينها ٢١ عاما، وبسبب تحمله على العين الأخرى وعدم الراحة وظل يمارس المهنة أيضا فقد الأخرى.
واستكمل أنه بعد فقدان بصره، لم ييأس واستمر فى عمله لكى يربى أولاده الـ ٦ بالرزق الحلال، حتى قام بتعليمهم وزوجهم وعلم منهم أيضا المهنة.
وتابع الأسطى عجور،أنه يوميا يأتى من مدينة بنى سويف إلى مركز أهناسيا لكى يعمل فى الورشة ولم ييأس ولو للحظه واحدة، ويعمل فى الورشة معه صبيان صغار فى السن، لكى يساعدونه فى تناول المفاتيح أو أى شىء يخص الشغل، وأيضا يتعلمون المهنة، مثلهم مثل باقى الصنايعية الكبار حاليا، الذى علمهم أيضا وهو كفيف.
و بسؤاله عن كيفية إصلاح السيارة أو العطل بها، فرد قائلا: «صاحب السيارة يأتى ويقول على العيب أو العطل اللى فيها» وبالتالى بسبب خبرته يعرف إيه سبب المشكلة اللى فيها بالظبط ويقوم بإصلاحه.
مؤكدا أنه رغم فقد بصره وأنه كفيف إلا أنه له عملاء كثيرون وإذا أتى أحدهم إلى الورشة لكى يقوم بإصلاح سيارته ولم يكن متواجدا بها فينصرف ويأتى مرة أخرى لكى يقوم بنفسه بإصلاح السيارة.
ومن جانبه أكد أشرف بن الأسطى عجور، على أنه أكبر أشقائه، وكان يبلغ من العمر ٨ سنوات، عندما فقد والده بصره، مؤكدا أنه وأشقاءه فى ذلك الوقت لم يدركوا ولا يشعروا ما حدث مع والدهم، إلا أن كبروا، وعلمهم وزوجهم، وطلبوا منه أن يجلس فى بيته، ولكنه رفض قائلا: «لو قعدت فى البيت هموت ومين هيأكلنى أنا وزوجتى المريضة وابنتي».
وطالب الميكانيكى الكفيف، الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية و محافظ بنى سويف الدكتور محمد هانى غنيم، بتوفير شقة له يسكن بها وزوجته القعيدة المريضة الذى يقوم أيضا بخدمتها وابنته، لأنه يسكن فى حجرتين بالإيجار ولم يقدر على تحمل أعباء المعيشة، متمنيا أن يحظى بعمرة إلى بيت الله الحرام.
