الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوادث وقضايا

الدجال «جلب الحبيب ورد المطلقة وفك السحر» شعارات لاجتذاب الزبائن.. وخبير نفسي: 63% من المصريين يعتقدون بالخرافات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا يزال الدجال يتمتع بصيته القوي مادام يصدقه البعض وتلجأ إليه السيدات لحل مشكلاتهن سواء الأسرية، فبالرغم من التقدم العلمي والتكنولوجيا الحديثة، إلا أن هناك البعض ما زال يقع فريسة سهلة لهؤلاء المنافقين مدعين القدرة على حل المشكلات وعلاج الأمراض وفك السحر، فتكون النهاية كما هو المتعارف عليه كذبا يقود إلى جريمة نكراء "اغتصاب تحرش نصب"، تنتهك سذاجة من أسلموا كل مقاليد حياتهم إلى مشعوذ طمعا في حل مشكلة ما.
لم يقتصر الأمر على الريف واستغلال هؤلاء الدجالين لجهل بعض السيدات في تلك الأماكن، بل زاد الأمر مؤخرًا في الحضر والمدن الكبرى فبات التعليم أو الجهل هو السبب في ذلك، ما الدافع الذي يقود إلى الوثوق في هؤلاء المتاجرين بالدين والدين بريء منهم؟ من أين يأتون هؤلاء الضحايا بتلك الثقة العمياء في الدجالين ومن ثم تسليمهم الأجساد والأموال؟ لماذا مع التقدم العلمي والتكنولوجيا والتطور المستمر والتوعية الإعلامية والأخبار المقروءة والإذاعات المسموعة عن جرائم هؤلاء الشراذم ما زال الكثير يذهب إليهم؟
تحاول «البوابة نيوز» في السطور التالية من الإجابة عن تلك الأسئلة وغيرها فيما يخص ظاهرة عاني منها كثير من السيدات وتزايدت في الآونة الأخيرة من اغتصاب وتحرش وهتك عرض ونصب على يد الدجالين، من خلال عرض أحدث الوقائع التي حدثت وكذا وجود حلول للتصدي لمثل هؤلاء المشعوذين من وجه نظر علماء النفس والاجتماع وكذا العقوبة المتوقعة لهؤلاء المجرمين عن طريق خبراء القانون.
نصب واغتصاب
حررت ربة منزل محضرا ضد دجال واتهمته بالنصب عليها في مبلغ مالي والتعدى عليها جنسيا بعد إقناعها بقدرته على حل مشكلتها.
كان بلاغ ورد لضباط مباحث مركز شرطة منيا القمح من ربة منزل تدعي سلمى، بتعرضها للنصب والاغتصاب على يد دجال أوهمها بقدرته على حل مشكلتها، على الفور انتقلت قوة من مباحث القسم لضبط المتهم، وتحرر محضر بالواقعة، وجارٍ ضبط المتهم.
وصرحت سلمى الضحية لـ"البوابة نيوز"، بأنها لجأت للدجال لحل مشكلتها في عودة طليقها لأولاده الإنفاق عليهم، وأوهمها بقدرته على حل جميع المشكلات بالقرآن دون مقابل، ثم فجأة بعد ذلك طلب منها مبالغ مالية على عدة جلسات، ثم قام بتنويمها مغناطسيا بعدما أعطاها مشروبا بحجة أنه ضمن العلاج، وبعدما أفاقت وجدت نفسها فريسة له وأنه تم التعدى عليها جنسيا.
واتهمت سيدة أخرى بمنطقة الهرم دجال بالنصب عليها والتعدى عليها جنسيا وحملت منه وعندما اكتشفت ذلك أجهضت نفسها.
وتلقي ضباط مباحث قسم شرطة الهرم بلاغا من ربة منزل تتهم فيه دجالا بالنصب عليها والتعدى عليها جنسيا وحملت منه، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة التحقيقات. وصرحت الضحية فيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأن الدجال أوهمها بالعلاج بالقرآن والبخور، وقام بالنصب عليها في مبلغ مالي وقام بالتعدى عليها جنسيا دون رغبتها وحملت منه. وتمكنت الأجهزة الأمنية في قسم شرطة منشأة ناصر من القبض على دجال نصب على العديد من المواطنين بحجة قدرته على حل مشكلاتهم.
كانت عدة بلاغات وردت لضباط مباحث قسم شرطة منشأة ناصر من ضحايا بتعرضهم للنصب من قبل دجال جمع منهم مبالغ مالية مقابل حل مشكلاتهم. وتمكنت القوات من ضبط المتهم واعترف بالنصب على ضحاياه، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة التحقيقات.
ضبط دجال للنصب والتحرش بالفتيات 
تمكنت الأجهزة الأمنية بالجيزة من القبض على دجال للنصب على المواطنين والتحرش بالسيدات والفتيات بحجة الدجل والشعوذة.
وفي سياق متصل قال الدكتور "وليد هندي" مستشار الصحة النفسية بأن ٦٣٪ من المصريين يؤمنون بالخرافات منهم ١١٪ من المثقفين والرياضيين وذوي المناصب العليا، مصر فيها أكثر من ٣٠٠ ألف مشعوذ ودجال، وهذا شىء صعب جدًا وخاصة أن شبكة الأخبار العربية صرحت عام ٢٠٠٨ بأن العرب ينفقون ٣٠ مليار سنويا في الدجل والشعوذة، وأن ٥٠٪ من السيدات يؤمن بقدرة حل مشكلاتهن من خلال الدجل والشعوذة والأمور الغيبية.
وأضاف هندي بأن كل ذلك يعود إلى عدة عوامل تجعل المؤمنين بالخرافات يتوجهون إلى حل مشكلاتهم بالدجل والشعوذة أولا إنما التنشئة الاجتماعية مثل العفريت أبو رجل مسلوخة والطقوس الشعبية في السبوع والسبع حبات والعلامة الزرقاء، كل ذلك يجعل الإنسان تفكيره خرافيا وعدم ربط السبب بالنتيجة.
ثانيا وسائل الدجل والشعوذة وكان هناك قنوات تبث برامج تحث على الدجل والشعوذة، وكانت هناك مذيعة شهيرة أذاعت حلقات كاملة عن الدجل والشعوذة ونمت عند المشاهدين فكرة الإيمان بالدجل والشعوذة، وهناك أيضا صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت.
وذكر هندى بأن الصدفة أحيانا تجعل عند المشعوذ مصداقية تجعل ضحاياه يلجأون له في حل مشكلاتهم، والوسائل التي يستخدمها المشعوذ مثل الشمع الأحمر والبخور تعطى للناس قناعة من السيطرة النفسية عليهم وتجعلهم مؤمنين بالمشعوذ وهنا ذكاء المشعوذ أيضا تعطيه القدرة والسيطرة النفسية على ضحاياه.
وأيضا عدم الإيمان بالطبيب النفسي وتفسير الأعراض على المريض بأنه وسواس قهري أو غيره، لذلك يلجأون إلى المشعوذين لتشخيص حالتهم بأنه "ملبوس"، أو من لها الرغبة في الزواج أو من لها الرغبة في العودة لزوجها أو البحث عن الآثار أو الرغبة في إلحاق الأذي بأحد الأشخاص يلجأون للمشعوذين.
وأنهى هندى حديثه قائلا كل ذلك من الممكن ينشئ جيلا جاهلا يؤمن بالخرافات والشعوذة وقال الله تعالي "لم يفلح الساحرون" وهذا يعنى أن كل ذلك خرافات ونصب على الأشخاص، ويتمنى أن تكون هناك قنوات للاستنارة والتركيز على مواضيع الدجل والشعوذة ونرسخ أفكار التوعية من اللجوء للشعوذة والدجل وتفعيل رجال الدين التوعية. 
العقوبات
أوضح المستشار "محمد كساب" المستشار القانوني عقوبة النصب والدجل ووفقا للمادة (٣٣٦) يُعاقب بالحبس كل من توصل إلى الاستيلاء على نقود أو عروض أو سندات دين أو سندات مٌخالصة أو أي متاع منقول، وكان ذلك بالاحتيال لسلب كل ثروات الغير أو بعضها إما باستعمال طرق احتيالية من شأنها إيهام الناس بوجود مشروع كاذب أو واقعة مزورة أو إحداث الأمل بحصول ربح وهمي أو تسديد المبلغ الذي أخذ بطريق الاحتيال أو إيهامهم بوجود سند دين غير صحيح أو سند مخالصة مزور وإما بالتصرف في مال ثابت أو منقول ليس ملكًا له ولا له حق التصرف فيه وإما باتخاذ اسم كاذب أو صفة غير صحيحة، أما من شرع في النصب ولم يتممه فيعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز سنة.