اختتمت أمس "الأحد" فعاليات الدورة الـ ٤٣ من عمر مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومنذ اللحظة الأولى التي تم فيها الإعلان عنه، شعر الجميع بقدوم دورة استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بداية من الأفلام المشاركة، والحضور المميز، والفنانين المكرمين، وصولا إلى الندوات والحلقات النقاشية التي تثري الحضور بمعلومات سينمائية وكواليس ملهمة لمحبي وعاشقي السينما، حتى أن إدارة المهرجان فرضت رسومًا مالية، لاستخراج كارنيهات الإعلاميين والصحفيين لتغطية فعاليات المهرجان، وهو ما لم تفعله خلال الدورات الأخيرة، وهو ماسبب بعض التذمر من قبل الكثيرين على ذلك القرار.
الجمهور يتهم منى عبد الوهاب بعدم أحقيتها لتقديم "القاهرة السينمائي"
ومع بدء فعاليات الافتتاح، تفاجأ الكثيرون بحفل افتتاح مميز، ولكنه تعرض لبعض الإخفاقات غير المتوقعة، حيث انتقد الكثيرون تقديم الإعلامية منى عبد الوهاب لحفل الافتتاح، خاصة وأنها المرة الأولى التي تقوم فيها بتقديم حفل مباشر أمام الجمهور، وهو ما جعلها في حالة ارتباك ورهبة، كانوا واضحين عليها بشكل كبير، حتى أنها قد نست أن تقدم إحدى عضوات لجنة التحكيم، وتسبب ذلك في إحراج كبير لها، وهو ما خلق نزاعا بينها وبين الفنانة بشرى، فور انتقاد الأخيرة لأداء هبة أثناء تقديمها الحفل.
اتهامات بإحراج على ربيع لإدارة المهرجان
كما علق الكثيرون على كلمة الفنان على ربيع خلال حفل الافتتاح، واعتبروها إدانة للمهرجان، حيث أكد البعض أنه تهكم من امتناع المهرجان عن دعوة ومشاركة الأفلام الكوميدية داخل المهرجان، وهو ما أرجعوه سببًا لامتناع الفنان الكبير عادل إمام من المشاركة في المهرجان، ورفضه الدائم للتكريم به.
افتتاح لتكريم العظماء
ولكن بالرغم من ذلك أشاد الجميع بالفيلم الذي قدمته إدارة المهرجان تقديرًا وعرفانًا بنجوم الفن وصناع السينما الذين فارقونا خلال السنوات الماضية، وتركوا كبير الأثر لتاريخ السينما المصرية، كما أن لتكريم الفنانة الكبيرة نيللي طابع ورونق مميز، تفاعل معه الجميع، وأكد أنه بادرة مميزة من إدارة المهرجان، لتكريم قامة فنية راقية كالفنانة نيللي، التي ظلت حاضرة بالرغم من غيابها عن تقديم الأعمال الفنية، وهو ما يبرهن على تميزها وتفردها واستحقاقها الجائزة.
"القاهرة االسينمائي" يحقق حلم شنودة.. ويقدم عبد الحليم كمطربة
ومن أبرز النجاحات التي ظهر بها حفل الافتتاح، تقديم الموسيقار الكبير هاني شنودة للمرة الأولى على مسرح دار الأوبر المصرية، والتي وصفها بأنها كانت حلمًا كبيرًا له، إضافة إلى تقديم الفنانة هند عبدالحليم، كمطربة للمرة الأولى من خلال أغنية سينما الحياة والتي أهداها المهرجان لجميع المشاركين بصناعة السينما من جمهور وفنانين ومخرجين ومنتجين ومصورين وغيرهم.
تكريم كريم عبد العزيز
كما كان لتكريم الفنان الكبير كريم عبد العزيز نكهة خاصة أضفت على المهرجان بريقاُ مميزا، وأظهرت للجمهور جانبا جديدا للفنان كريم عبد العزيز الذي لم يعرفوه عنه، نظرًا لغيابه عن الظهور الإعلامي، واشتياق الجمهور الكبير له، ذلك بخلاف تاريخه الفني المميز الذي بدأه من الصغر بوقوفه أمام الزعيم عادل إمام، والسندريلا سعاد حسني من خلال فيلم المشبوه.
مشكلة نفاد التذاكر
وبدأت فعاليات المهرجان، بوجود تنظيم مختلف، حيث حرصت إدارة المهرجان، على تجنب نفاد التذاكر الذي عاني منه الكثيرون خلال السنوات الماضية، الأمر الذي أعاق العديد من الصحفيين والإعلاميين من متابعة عملهم، كما حرم الكثير من الجمهور من مشاهدة أعمالهم المفضلة، حيث عملت إدارة المهرجان على تكثيف شباك التذاكر وتقسيمه لفئات، حتى يستطيع الجميع حجز التذاكر بشكل أسهل وأكثر مرونة.
أفلام شجعت الجمهور على الحضور
وشهد حضور المهرجان على الجودة الكبيرة في اختيار الأعمال المشاركة بالمهرجان والتي أعطت ثقلًا كبيرا للفعاليات، حتى أن معظم أفلام المهرجان قد نفدت تذاكرها، في جميع العروض التي قدمت فيها، والتي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير ووضعته في حيرة من أمر الأفلام التي تستحق التأهل للفوز بجوائز المهرجان، حيث إن معظم الأفلام تعرض للمرة الأولى بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا كما أنها حصدت العديد من الجوائز في الكثير من المهرجانات العالمية الكبرى.
جائزة الجمهور
نجاح كبير حققه الفيلم الأردني "بنات عبد الرحمن" خلال عروضه بالمهرجان، بداية من الإقبال الجماهيري الكبير عليه، وصولًا إلى الإشادات الكبيرة التي صحبته خلال أيام المهرجان، حيث إنه قد تنبأ الكثيرون من حضور الفيلم، بأنه سينافس بقوة للحصول على جائزة الجمهور، نظرًا للأصداء الإيجابية الكبيرة التي لحقت الفيلم وفكرته وأداء صناعه منذ اليوم الأول لعرضه.
صناع "الكيت كات" يكشفون تفاصيله عقب ثلاثين عاما
استكمالاُ لسلسلة الاحتفاءات والتقدير للقامات الفنية المميزة، التي أثرت السينما المصرية بالعديد من الأعمال المبهرة التي تركت علامة فارقة للجميع، احتفت إدارة المهرجان بصناع فيلم الكيت كات من خلال إقامة حلقة نقاشية احتفال بمرور 30 عامًا على إنتاجه، ضمت صناع العمل، الذين كشفوا عن كواليس التحضير لذلك العمل الضخم، وتكلفته، والأسس التي تم اختيار عليها الرواية الأساسية للفيلم، ودور الرقابة في تغيير اسم العمل من ""عرايا في الزحام" إلى "الكيت كات"، وغيرها من التفاصيل التي أبهرت الحضور، وأفضحت عن عظمة ذلك العمل الذي عشقه الجميع.
غياب النجوم عن السجادة الحمراء
على غير المعتاد.. تغيب العديد من نجوم الفن عن التواجد على السجادة الحمراء المصاحبة للأفلام، وحملت فقط صناع الأفلام في العديد من العروض، وهو الأمر الذي لم نعتد عليه خلال فعاليات ذلك البرنامج العريق الذي طالما تتضمن فعاليات وجود كبار نجوم الفن الذين يتألقون على سجادته الحمراء.
ظافر العابدين.. مخرجًا للمرة الأولي بـ"غدوة"
حالة استثنائية خلقها الفنان التونسي ظافر العابدين، داخل أجواء المهرجان، بمشاركته بفيلم " غدوة" الذي كان من بين أهم الأفلام التي لاقت أصداء مبهرة لدى الجمهور منذ الليلة الأولى لعرضه، والذي رفع شعار" sold out “ عقب ساعة واحدة من طرح تذاكره بشباك التذاكر الخاص بالمهرجان، وذلك لعشق الجمهور لظافر العابدين، إضافة إلى الرؤية المختلفة الذي يتناولها الفيلم، والذي قدم فيه ظافر نفسه للمرة الأولى للجمهور بتلك الشخصية، وللمرة الأولى أيضًا كمخرج للعمل، وهو ما أشاد به الحضور بشكل كبير.