تحل اليوم الأحد، ذكري وفاة الكاتب الفرنسي ألكسندر دوما، الذي يعد أحد أبرز المؤلفين الفرنسيين آنذاك، وأشتهر برواياته التاريخية "الفرسان الثلاثة" ذات حس المغامرة العالية، فقد ترجمت أعماله إلى العديد من اللغات.
ولد دوما ديفي دي لا بيليترا، الذي كان يعرف بألكسندر دوما "الأب" في 24 يوليو 1802، في فيلير كوتيري بفرنسا، وتلقى تعليمه في المدرسة العسكرية، حتى انضم إلى الجيش عندما كان شابا، ثم تزوج "ماري لويز اليزابيث لابوري"، ابنة صاحب نُزل أقام فيه.
بدأ "دوما" حياته الأدبية بإنتاج غزير، من خلال كتابة المسرحيات، التي حققت نجاحا كبيرا، وأسس مسرح التاريخ في باريس في العام 1840، والده الجنرال ألكسندر توماس ديفي دي لابيليتيرا ولد في سانت دومينيك، من أب نبيل وأم سوداء البشرة، فكان دوما مختلط العرق وقد ساعده انتماؤه للطبقة الأرستقراطية في حصوله على العمل مع لويس فيليب الأول دوق أورليان.
تغير نمط الحياة التي كان يعيشها دوما بعد انتخاب لويس نابليون بونابرت عام1851، حيث غادر دوما فرنسا متجه إلى بلجيكا، وأقام هناك لعدة سنوات، لدى خروجه من بلجيكا، انتقل إلى روسيا لبضع سنوات، قبل ذهابه إلى إيطاليا، أسس فيها صحيفة مستقلة عام 1861، التي أيدت جهود جمع الشمل الإيطالي، حتى عاد إلى باريس في العام 1864.
ورغم أن البعض يظن أن الأديب الفرنسى ليس ذو شهرة واسعة كغيره من الأدباء الفرنسيين، لكن أعماله حاضرة سواء مكتوبة أو تلك التى تم تحويلها إلى أعمالا سينمائية، فإن لم تكن قرأت رواياته، فأنت بالتأكيد شاهدت أحد أفلامه، حيث ى ترجمت رواياته إلى ما يقرب من 100 لغة، ومثلت فيما يقارب المائتى فيلم.
كان لـ"دوما "العديد من العلاقات النسائية غير الشرعية، التي وصلت إلي أربعين علاقة، وعرف عنه أن كان له أربعة أبناء على الأقل غير شرعيين أو شرعيين، بما في ذلك الفتي الذي سمي ألكسندر دوما من بعده، وأصبح هذا الابن روائيا وكاتبا مسرحيا ناجح، وعرف باسم "ألكسندر دوما الابن"، في حين أصبح والده يعرف تقليديا في اللغة الفرنسية بالكسندر دوما "الأب"، وكان على علاقة غرامية مع الممثلة الأميركية "اده ايزاك منكين"، التي كانت حينها في ذروة حياتها المهنية وفي نصف عمر "دوما" تقريبا.
تعددت كتاباته الواقعية الغزيرة، فكتب مقالات صحفية حول السياسة، والثقافة، وعن التاريخ الفرنسي، وقد نشر له قاموس كبير عن المأكولات بعد وفاته في العام 1873، وكان معروفا بأنه كاتب رحلات شملت هذه الكتب انطباعات السفر في سويسرا عام 1834، عام في فلورنسا 1841، من باريس إلى كاديز عام 1847، مجلة السيدة جيوفاني عام 1856.
وكانت روايته "الفرسان الثلاثة" أول أعماله فى هذا المجال، وقد صدرت عام 1844، وتحكى عن الشاب دارتانيان المغامر الذى يقابل الفرسان الثلاثة الذين يقومون بحماية الملك، والمؤامرات الدائرة فى ذلك العصر، وقد أصدر دوما تكملة هذه القصة فى العام 1845 تحت عنوان "بعد عشرين عاما".
كما صدرت له رواية "الكونت دى مونت كريستو" عام 1846، التى يتآمر فيها مجموعة من الأصدقاء على إدموند دانتي، وينجحون فى سجنه، ويهرب إدموند بعد ذلك من السجن ويعود للانتقام خاصة بعدما نجح فى العثور على كنز، بالإضافة إلى إصدار "الرجل ذو القناع الحديدي"، التى تعتبر خاتمة قصة الفرسان الثلاثة، وتدور حول السجين الغامض المحبوس خلف قناع من الحديد فى سجون الملك، وقد تحول العمل إلى فيلم سينمائى فى العام 1998، من بطولة النجم ليوناردو دى كابريو.
وتوالت روائعه مثل "الزنبقة السوداء" و"قلادة الملكة"، وغيرها الكثير.
وجدير بالذكر أن روايته الأخيرة "فارس سانت هيرمين" التى لم يكملها بسبب وفاته، قد تمكن أحد الباحثين من إكمالها لتنشر بالفرنسية فى العام 2005م، ثم بعد ذلك باللغة الإنجليزية تحت عنوان "الفارس الأخير".