«من المهم جدا لكل من تلقى الجرعة الأولى ألا يتخلف عن تناول الجرعة الثانية»، بهذه العبارة حذر المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، الدكتور حسام عبد الغفار، مؤكدا انه تم اعطاء اكثر من 45 مليون جرعة ما بين أولى وثانية، وأن الحصول على الجرعة الأولى من اللقاحات المنصوص عليها، وهي جرعتان، لا يقلل من شدة المرض أو معدل الوفيات، كما أن الاكتفاء بجرعة واحدة من اللقاح لن يحقق الهدف المنشود من أخذ اللقاح، موضحا أن الأطفال سيحصلون على لقاح فايزر، وسيكون جرعتين يُفصل بينهما بـ21 يومًا، وهي نفس الجرعة التي يتناولها الكبار.
في نصف نوفمبر الماضي، كان قد كشف خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عن عدد الحاصلين على لقاح كورونا في مصر منذ انطلاق حملة التطعيم، موضحا أن إجمالي الحاصلين على تطعيم الجرعة الاولى بلغ عددهم 27.485.140، والحاصلين على الجرعة الثانية بلغ عددهم 14.454.652، ووصل عدد الجرعات المستهلكة من اللقاحات المضادة لكوفيد- 19 حتى الآن 41.939.792، مشيرا إلى أنه تم توفير 14 مركزا لتلقي اللقاح في المحطات التبادلية بمترو الأنفاق فضلا عن المحطات ذات الكثافة العالية، بالاضافة الى 97 نقطة تسجيل للتيسير على المواطنين وتوجيههم على الفور لتلقي اللقاح بالمراكز القريبة بمحطات المترو، فضلا عن توزيع 70 نقطة تسجيل داخل شباك التذاكر بكافة المحطات.
وفي هذا السياق قال الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن الجرعة الثانية من اللقاحات ذوات الجرعتين ضرورية لإتمام الاستجابة المناعية الكاملة ضد فيروس كورونا، وان التطعيم بجرعة واحدة من لقاح فايزر يكسب فعالية حوالى 70%، وترتفع الفعالية بعد الجرعة الثانية إلى 90%، أما الجرعة الثانية تفيد فى تمام الفعالية ضد المضاعفات الخطيرة، والوصول لأكبر قدر من المناعة المجتمعية لحماية المجتمع والأفراد من زيادة انتشار الفيروس، والطفرات والمتغيرات والمتحورات.
وتابع في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أنه سيتم إعطاء كل من تخطى سنة على تلقيه اللقاح جرعة ثالثة من أي لقاح، وليس شرطًا أن يكون نفس اللقاح الذي تلقاه في البداية، وذلك لتنشيط جهاز المناعة، والتربص بخطر سلالات الكورونا المتحورة، ولحماية المواطنين من أى مضاعفات نتيجة تكرار العدوى، متابعا أن الجرعة الثالثة مهمة لمواصلة القدرة على مواجهة الفيروس، وبعض الفئات يتناولون الجرعة الأولي والثانية ولا تكون أجسامهم مناعة مناسبة فبالتالي يتم إعطائهم جرعة إضافية.
وتوقع أن يتم دمج اللقاح فى المستقبل، مع تطعيم الأنفلونزا السنوي، مضيفا “الكثير من الدول تشجع إعطاء جرعة ثالثة للتطعيم ضد فيروس كورونا تحسبا للتحورات التي طرأت عليه عالميًا في بعض البلاد، الصين أعلنت أن من حصلوا على جرعتين من لقاح فيروس كورونا المستجد لابد من حصولهم على جرعة ثالثة من اللقاح، والسعودية قررت التطعيم بجرعة ثالثة من اللقاح المضاد للفيروس لمن تجاوز عمره 60 عامًا، وأعلنت الإمارات أنها ستتيح جرعة داعمة إضافية من لقاح سينوفارم الصيني للوقاية من فيروس كورونا بعد ستة أشهر على الأقل من تلقي الجرعة الثانية”.
وأكمل أن لقاحات كوفيد 19 لها معدل فعالية يقارب 90% إلى 95% وتقل الاستجابة المناعية فى الذين يعانون من نقص المناعة، وربما يحصل الذين يعانون من نقص المناعة على استجابة بنسبة 30% فقط، فالتطعيمات المتاحة ضد الفيروس تحمى المحيطين بالمطعمين أيضًا من العدوى والمرض وتقلل من احتمالات نقل العدوى إلى الآخرين، عندما يتلقّى عدد كبير من أفراد المجتمع التطعيم، يصعب على فيروس الكورونا الانتشار لأن معظم الأفراد الذين يتعرضّون له يتمتعون بالمناعة، كلما زاد عدد الذين يتلقّون التطعيم، قلّ احتمال تعرّض أفراد المجتمع الغير مطعمين باللقاحات لخطر الكورونا، ونصل إلى المناعة المجتمعية، واذا تفاقمت الأوضاع وظل فيروس الكورونا معنا للأبد، سنحتاج فعلًا لجرعات تنشيطية من لقاحات الكورونا كل عام.
ولفت إلى أن معظم اللقاحات تحتاج لجرعة ثانية حتى توفر حماية كافية من العدوى، وأن الأشخاص الذين تلقوا جرعة واحدة من اللقاح أكثر عرضة للإصابة من نظرائهم الذين تلقوا جرعة ثانية بأربعة أضعاف.
ومن جانبه قال الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الباطنة والكبد بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، والمستشار الطبي للمركز المصري الحق في الدواء: حسب الدراسات الإكلينيكية فإن معظم اللقاحات لابد ان تكون جرعتين ولا تكتفي بجرعة واحدة، إلا لقاح جونسون هو جرعة واحدة، لأنه حسب التجارب الاكلينيكية تكفي لانه يعطي اجسام مضاد مناعية بمعدل عالي يصل الى 80 %، معظم اللقاحات الاخرى لابد من جرعتين، لأن فاعلية الجرعة الواحدة لا تكفي، فحسب التقسيمات العلمية من منظمة الصحة العالمية تقول إن اللقاح فعال لأكثر من 50% فالجرعة الواحدة تعطي تركيز أقل من 50% من المطلوب، لذلك التطعيم بالجرعة الثانية تعطي فاعلية أكثر من 50%.
وتابع في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، ان الجرعة الثالثة معززة مثل الانفلونزا الموسمية لأن الأجسام المناعية مع مرور الوقت تقل، حيث أكدت الدراسات الاكلينيكية أنه بإعطاء الجرعة الثالثة بعد فترة معينة من الجرعة الثانية وجد أن الأجسام المناعية تكون أكثر، على سبيل المثال بدأت أمريكا بإعطاء الجرعة المعززة من 20 سبتمبر الماضي للفئات الأكثر احتياجا الذي مر عليهم 8 شهور، التي أقرتها مصر بعد 6 شهور من الجرعة الثانية للفئات المستهدفة، ولكن العالم يعاني من عدالة توزيع اللقاحات، هناك دول لا تأخذ الجرعة الثانية حتى الآن نظرا؛ لأن هناك دولا بدأت في أخذ الجرعة الثالثة.