قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن إيران تهدف إلى بسط سيطرتها على مضيقي هرمز وباب المندب، سواء بشكل مباشر أو عبر الميليشيات التي تمولها، مشيرًا إلى هجماتٍ نفذتها في صيف 2019، وكذا إلى التهديد المستمر الذي يُمثلها الحوثيون على الملاحة في البحر الأحمر.
وأشار أبو الغيط إلى أن استقرار الملاحة في هذه المضايق الاستراتيجية المهمة للتجارة العالمية، وبخاصة ما يتعلق بنقل المواد البترولية، يُمثل عصبًا أساسيًا للاقتصاد العالمي، وأن الحفاظ على حرية الملاحة دون تهديد يُعد أولوية عالمية، وليس فقط للدول العربية المطلة عليها.
جاءت كلمات أبو الغيط خلال مشاركته في النسخة السابعة من حوار روما المتوسطي، الذي يُعقد في العاصمة الإيطالية يومي 3 و4 ديسمبر، بمشاركة عددٍ من كبار المسئولين والخبراء ورجال الاقتصاد من الدول المُطلة على ضفتي المتوسط، وكذا القريبة من مجاله الاستراتيجي الأوسع.
وتحدث أبو الغيط عن أمن الخليج ومخاطر التهديد الإيراني على حرية الملاحة البحرية أمام جلسة خُصصت لمناقشة هذا الموضوع، بمشاركةٍ من المدير العام لوكالة الطاقة الذرية،"رافائيل غروسي".
وأوضح أبو الغيط في مشاركته أن السلوك الإيراني في المنطقة، والنزعة الواضحة الهيمنة والتدخل في الدول العربية، هما السبب وراء صعوبة إقامة نظامٍ أمني في الخليج يقوم على التعاون والرفاهية المشتركة للشعوب، مشيرًا إلى أن مبادرات عِدة طُرحت في هذا الخصوص، ولكن تظل المشكلة الأساسية هي غياب الثقة جراء السياسات الإيرانية التي تمثل تهديدًا على جيرانها.
وأكد أبو الغيط أن حصول إيران على السلاح النووي من شأنه أن يُطلق سباقًا للتسلح في المنطقة، مُتمنيًا أن تنجح المفاوضات الجارية في ثني إيران عن تحقيق هذا الهدف تجنبًالتدهور الموقف الأمني إلى ما هو أشد خطورة.
وأوضح أنه من الصعب تناول البرنامج النووي الإيراني من دون النظر إلى حقيقة وجود قوة نووية قائمة بالفعل في المنطقة؛ وهي إسرائيل، خاصة في ضوء إصرارها على تدمير حل الدولتين وإهدار الفرص المتاحة للتطبيق.