تحتفي الكنيسه الكاثوليكية حول العالم اليوم بذكري القديســة بربارة التي ولدت في أوائل القرن الثالث الميلادي في مدينة نيقوميديا (المعروفة اليوم بمدينة إزميت ) على بحر مرمرة بتركيا من أب وثني اسمديوسقورس من أشراف المدينة ومتعصّبًا لوثنيته ويكره المسيحيين.
كانت بربارة جميلة جدًا وجمالها يسحر العيون، فقرّر والدها أن يُخفيها عن الأنظار ويحميها من الأخطار فأسكنها في قصر ذو أسوار عالية وعليه حراسة شديدة، ولكي لا يكون القصر سجنًا فجعل فيه كل أنواع البهجة والمسرّات، وكانت لا تستطيع أن ترى المدينة إلاّ من غرفة واحدة ذات نافذتين من أعلى برج في القصر.
ونظرًا لذكاء ابنته الوحيدة التي فقدت والدتها وهي صغيرة، رغب أن تكون ابنته على درجة عالية في العلوم والثقافة، فأحضر لها أشهر الأساتذة، وكان أحدهم مسيحيًا، فعلّمها الديانة المسيحية، بعد ذلك أرسلت رسالة إلى أوريجانس كبير أساتذة معهد الإسكندرية شرحت له أفكارها، فأعجبته وأرسل لها رسالة مع تلميذه فالنتيانس ليعلّمها ويُفسّر لها أسرار الحياة الأبدية وتجَسُّد السيد المسيح وافتدائه للبشر وبتولية الله.
أحبّت بربارة هذه التعاليم وآمنت بها وطلبت من فالنتيانس أن يمنحها المعمودية، فعمّدها وأتاها بالقربان. ومن ذلك الوقت أعطت بتوليتها للرب، حدث كل هذا دون معرفة والدها.
طلبت من والدها في أحد الأيام أن يبني خارج البرج حمّامًا جميلًا فأتى بالفنيين والبنّائين واعدًا لهم بالمكافأة إذا هم أتقنوا البناء ثم غادر إلى مكان آخر كان له فيه عمل ولما تأخّر في العودة نزلت بربارة من البرج وذهبت تتفقّد الحمام وكان من المنتظر أن تُفْتَح فيه نافذتان فقط، فطلبت من البنّائين أن يفتحوا نافذة ثالثة من الجهة الجنوبية ليتلقى الحمام إنارة كافية فقال البنّاؤون إن والدها لم يطلب فتح نافذة ثالثة، وبعد ذلك نفّذ البناؤون النافذة الثالثة حسب طلب بربارة وهي سوف ترُدّ على والدها إذا سأل عن السبب.وفي أحد المرّات وقفت في بركة الحمام وتطلّعت إلى الشرق راسمة بأصبعها علامة الصليب على المرمر وكأن إصبعها صار آلة حديدية حفر إشارة الصليب في المرمر. ولما عاد والدها سألها عن سبب فتح النافذة الثالثة فقالت له: إن النوافذ الثلاثة تضيئ كل إنسان آت إلى العالم وكانت تقصد الثالوث الأقدس. وبذلك حوّلت الحمام إلى بيت صلاة.
نظرًا لمركز والدها في البلد ولجماها وثقافتها فقد كثر خطّابها، ففاتحها والدها بهذا الموضوع عدة مرّات فقالت إنها خطبت لعريس سماوي يفوق كل عريس على الأرض لذلك لن تتزوّج أحدًا.
واضاف: “بعدها طلبت من خدّامها تحطيم الأصنام في القصر.خاف والدها من هذا التصرّف بأن تكون بربارة قد مالت إلى المسيحية، بعد تحطيمها أصنام القصر، فقرّر أن يمنع عنها الطعام جزاء لها. فلم يتركها يسوع فبعث لها بعصفور ليعطيها قمحًا من النافذة لتأكل وتتغلّب على الجوع.هربت بربارة من القصر وأبوها يركض وراءها، قيل إن صخرة عاقتها في الطريق سرعان ما انشقّت الصخرة لتعبر من وسطها ثم عادت الصخرة إلى وضعها الأول”.