كشفت أحدث الدراسات العلمية في مجال الصحافة الالكترونية أن الصحافة المصرية هي أقل الصحف استخداما للانفوجرافيك وتوظيفا له في طرق عرض الموضوعات المختلفة، حيث كشفت دراسة ماجستير نوقشت بجامعة سوهاج عن تفوق الصحافة الاماراتية سواء في كثافة الاستخدام أو حتى في التنوع في طرق العرض باستخدام الانفوجرافيك الثابت والمتحرك، بينما جاءت الصحافة السعودية في المرتبة الثانية، والصحافة المصرية في المرتبة الأخيرة، بينما غفلت الصحف الثلاثة عن عرض تقنية الإنفوجرافيك التفاعلي نظرا لصعوبة إنتاج هذا النوع و إحتياجه للكثير من البيانات للعرض بشكل جيد و سريع بالإضافة لارتفاع تكلفة إنتاجه.
وكان إجمالي نماذج الإنفوجرافيك المعروضه خلال شهر أكتوبر ٢٠٢٠ (٥٩) نموذجا في صحيفة العين الإخبارية الإماراتية، بينما كانت كثافة العرض متوسطة في مكة نيوز بواقع (٢١) نموذجا، واتسمت المصري اليوم بالضعف الشديد فى حيث بلغ (٤)نماذج فقط خلال فترة الدراسة التحليلية بشهر أكتوبر ٢٠٢٠.
وبررت الدراسة اختيار الصحف الثلاثة لتوافر رابط خاص على موقعها يربط القارئ بكل نماذج الانفوجرافيك الموجودة في الصحيفة، بينما تفتقد بقية الصحف الأخرى لهذه الخاصية وتحتاج من القارئ البحث عن نماذج الانفوجرافيك في كل محتويات الموقع.
وانتهت الدراسة بشكل عام إلى أن الصحافة العربية تفتقر إلى التنوع في مضامين الإنفوجرافيك ولم تستطع استخدامه في مواكبة الأحداث الجارية، بل جاء معظم استخداماته في عرض المضمون المرتبط بالملفات ذات الخلفيات التاريخية أو الأحداث بعد وقوعها بفترة مما يعكس تراجع أداء ومهارة وجدية المصممين والمحررين وتباطؤ تفاعلهم مع الأحداث في اختيار المضامين المناسبة لتصاميم الإنفوجرافيك، مما أدى إلى تناقص فاعلية المواقع الصحفية العربية في تواصلها مع القراء والمستخدمين باعتبار أن الانفوجرافيك من أدوات الصحافة المهمة في عرض النصوص الصحفية في شكل رسوم وأرقام وإحصاءات إضافة إلى استخدام الصوت والحركة والموسيقى في التوضيح والجاذبية.
وأظهرت الدراسة التي نالت بها الباحثة ألاء مهدي درجة الماجستير بتقدير ممتاز مع التوصية بالطبع والتداول وجود علاقة ارتباطية بين استخدام المواقع الصحفية للانفوجرافيك و بين مستوي فاعلية هذه الموقع مع القراء، حيث تسبب وجود الانفوجرافيك على الموقع الصحفي إلى زيادة فاعليته، إلا أن الدراسة التي أشرفت عليها مع الدكتور حلمي محسب العميد السابق لكلية الإعلام جامعة جنوب الوادي.
وأثبتت أن مستويات فاعلية المواقع الصحفية تزيد أو تقل باختلاف نوع الإنفوجرافيك المستخدم؛ حيث رصدت الدراسة التجريبية على القراء المتخصصين من خريجي الإعلام تفاعلهم الأكثر مع الانفوجرافيك المتحرك الذي استخدم الصوت والرسوم والحركة والموسيقى بينما يقل التفاعل مع الانفوجرافيك الثابت الذي اقتصر على الرسوم والأرقام والإحصاءات الصماء الجامدة.
وأكدت الدراسة التي ناقشها الدكتور عبدالجواد سعيد عميد كلية الإعلام جامعة المنوفية والدكتورة فاطمة الزهراء صالح رئيس قسم الإعلام جامعة سوهاج والدكتور صابر حارص الاستاذ بقسم الإعلام جامعة سوهاج علي أهمية القيمة الجمالية للألوان في تصميم الإنفوجرافيك لما لها من تأثير قوي علي عملية الفهم والانتباه والاهتمام والتفاعل من جانب القراء.
وأكدت الدراسة أيضا أن التصميم الثابت يتميز بالسهولة في عرض المعلومات وتفسير الغامض منها بشكل سلس وجذاب، بينما يتميز التصميم المتحرك بتوفير عنصر الحركة الذي يُزيد من التشويق في عرض المعلومات، فضلاً عن توفير عنصري الصوت والموسيقي مما يجعل الإنفوجرافيك وسيلة أكثر ثراء في عرض المعلومات بالنسبة للقارئ ويُزيد من فاعلية الصحيفة المتوفر بها.