مهما كان الطريق طويلا ففي آخره هدف يقف منتظرا كل من سعى إلى الوصول إليه، كي يحول المستحيل لحقيقة بعزيمة قوية وإصرار جبار ومنقطع النظير، اتخذ الله ملجأه، فأعطاه أفضل مما سأل وأكرمه بأكثر مما أراده، فرزقه الله ثقة بنفسه ومناعة تقف حاملة السهام كي ترمي بيها اليأس كلما حاول الاقتراب منه.
«أحمد» شاب عشريني يعاني من إعاقة بصرية منذ طفولته فلازمته طوال حياته لكنها لم تنل من عزيمته وإرادته، فكانت دافعا له في أن يتغلب عليها وعلى ظروفه وأن يكون مثالا يحتذى به.
منحه الله قدرات بدنية عالية ميزته عن غيره فسعي لتحقيق حلمه الرياضي الذي طالما حلم به، ليثبت للكل أن تلك الإعاقة لم تكن الحاجز بينه وبين حلمه الرياضي، ليصبح بطلا على مستوى الجمهورية في ألعاب القوى.
يقول ابن محافظة المنيا أحمد على، ٢٣ عامًا، الحاصل على ليسانس آداب: «ولدت بإعاقة بصرية ورضيت بما قسمه الله لي، فكافأني بأن أكون بطلا رياضيًا في ألعاب القوى، بجانب الحصول على ليسانس آداب قسم إعلام شعبة العلاقات العامة، وحاليًا أقوم بعمل الدراسات العليا في الدبلومة التربوية».
وأضاف أنه في البداية التحقت بمدرسة للمكفوفين في المنيا، وأثناء دراسته بالصف الأول الابتدائي أبدي أحد المدرسين إعجابه الشديد بلياقته البدنية العالية، ليعرض عليه المشاركة في بطولة الجمهورية بالإسماعيلية، لكن في ذلك الوقت كان سنه أقل مع السن القانوني لشروط المسابقة.
وتابع: «بدأت مسيرتي الرياضية منذ الصف الثاني الابتدائي بعد المشاركة في بطولة الجري مسافة ٤٠٠ متر، وحصلت على المركز الثاني على مستوى الجمهورية».
واستكمل: «رغم إعاقتي فكنت أسافر كل عام دراسي مرتين للمشاركة في بطولتين، حتى الصف الثاني الثانوي، كي أحصد دائما وبشكل دوري ميداليات المركز الأول على مستوى الجمهورية، وحصلت على عشر ميداليات بمسابقات التربية والتعليم في ألعاب القوي، ٤ ميداليات في مسابقة ٤٠٠ عام ٢٠٠٦ و٢٠٠٧ و٢٠٠٨ و٢٠٠٩ وثلاث ميداليات وثب طويل ٢٠٠٧ و٢٠٠٨ و٢٠٠٩ وميداليتان في ١٠٠ ٢٠١٠ و٢٠١٣ وميدالية في دفع الجلة، كما حصلت على ٤ ميداليات في بطولات الجامعات ميدالية في دفع الجلة ٢٠١٦، وميداليتين في الوثب الطويل وميدالية في ١٠٠ متر، ليصبح مجموع ما حصلت عليه في مسيرتي الرياضية ١٤ ميدالية متنوعة».
واختتم حديثه قائلًا: «أحلم بأن أكون أول شخص من ذوي الهمم أخصائي في التربية الخاصة، وحلمي أفتح سنتر لتأهيل المعاقين في كافة المجالات».