كشف الكاتب والمحلل السياسي التونسي بلحسن اليحياوي، أن راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإخوانية قدَّم وساطات للرئاسة التونسية لضمان الخروج الآمن له من تونس باتجاه منفى اختياري، ومن ناحية أخرى فهو يستمر في تصريحاته الهجومية لممارسة الضغط على رئاسة الجمهورية.
وأكد "اليحياوي" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن التهديد بعودة البرلمان يُعد نوعًا من ممارسة الضغوط على الرئيس قيس سعيد، في الوقت الذي يسعى فيه الغنوشي للبحث عن خروج آمن من تونس، حيث قدم عدة وساطات، إلى جانب تواصله مع جهات تطلب منه مقابلا يتمثل في أن يتعهد بعدم الخوض في الشأن التونسي مجددا حتى يتم له السماح بتحقيق خروجه الذي يبحث عنه.
ويعتقد "اليحياوي" أن هذا المقابل الذي يمكن أن نستنتجه أو نتصوره يلقى رفضًا من الغنوشي، أو على الأقل فهو يتردد حتى هذه اللحظة في تقديم هذا المقابل، وفي نفس الوقت يمارس ضغطه على مستوى رئاسة الجمهورية وعلى مستوى الرأي العام، من أجل أن يصور نفسه أنه لا يزال مركز قوة في تونس، وفي صنع القرار السياسي في تونس، لكنها مجرد أضغاث أحلام له ولكل من يعتقد أن ثمة إمكانية ما للعودة إلى الرابع والعشرين من يوليو أو ما اصطلح على تسميته بـ"منظومة الرابع والعشرين من جويلية".
وأوضح أن الشارع التونسي يرفض هذه العودة، كما أن المجتمع السياسي بنفس الأطراف التي كانت تؤسس المشهد السياسي لا تقبل، ولا يمكن أن تتصور حتى في أحلامها عودة البرلمان بشكله الذي عرفناه قبل قرارات الـ25 من يوليو، فهذا شيء بعيد المنال ويدخل في نطاق ممارسة ضغط ما.
وتابع أن كل ما يهتم له الغنوشي الآن هو محاولة إنقاذ هيكل حركة النهضة، فهو يدرك أنه إذا أرادت الحركة المحافظة على نفسها كحزب سياسي أو جزء من المشهد السياسي التونسي يجب أن تقدم أضحية ما، أو عجلا سمينًا، هذا العجل السمين معروف عند قيادات الحركة أنه هو الغنوشي نفسه، وبالتالي فالغنوشي يدرك ذلك جيدا، وهو يخشى من المقربين منه داخل الحركة أكثر مما يخشى من الرئيس قيس سعيد.
واختتم حديثه أن الغنوشي يحاول في هذا الوقت البحث عن خروج آمن من خلال منفى اختياري بالنسبة له مقابل أن يتعهد ألا يتدخل في الشأن التونسي وألا يكون مركزا للمعارضة في الخارج، بينما لم ترد على طلباته رئاسة الجمهورية، كما أن الأيام القادمة سوف تكشف حقيقة هذه الأمور ونتيجة ما ستؤول إليه الأمور.