تحل اليوم ذكرى ميلاد المؤرخ والمؤلف الفلسطيني الاصل ولبناني الجنسية "نقولا زيادة"، الذي ولد في الثاني من ديسمبر سنة 1907م، في العاصمة السورية دمشق، لتصير حياته خليطًا شاميًا منذ البداية.
لم يلتحق نقولا في بداية حياته ولسوء ظروفه لوفاة والده في جبهات القتال، وذهاب امه للعمل في "جنين"، فانتقل نقولا حينذاك للعيش هناك، فكانت فقيرة من المدارس لذلك لم يلتحق بمدارس عامين، حتي استولى الجيش الألماني على المدرسة الوحيدة في البلدة، لكنه عوض عن ذلك بالمطالعة والتثقيف الذاتي فقرأ العديد من الكتب التي استعارها من جاره منهم:"تغريبة بني هلال" و" سيرة سيف بن ذي يزن" و "ألف ليلة وليلة".
التحق نقولا بمدرسة افتتحت سنة 1919م،وتم قبوله ليتعلم في دار المعلمين الابتدائية في القدس.
تخرج نقولا من دار المعلمين، وعمل مدرساً للتاريخ والجغرافيا في عكا، وعرف بعض بعثات التنقيب الاثري، وعمل مع" فلندرز بتري"في حفرياته الاثرية.
قضى نقولا ما يقرب اربع سنوات في أوروبا، منها حوالي 6 اشهر في جامعة ميونخ بألمانيا، التي كانت تفرض على طلابها لغتين اوروبيتين بخلاف الإنجليزية، اختار نقولا تعلم الألمانية والفرنسية القديمة.
وحرص على زيارة الكثير من المناطق الأثرية في فلسطين، وكان في بداية حياته يعتبر نفسه "مؤرخًا تحت التدريب"، ونشر في سنة 1930م، مقالا في مجلة المقتطف عن معركة مجدو.
اختير نقولا لبعثة لدراسة التاريخ القديم في جامعة لندن،حصل نقولا على البكالوريوس سنة 1939م، وصد أول كتابه سنة 1943م بعنوان "رواد الشرق العربي في العصور الوسطي"، وسافر الي جامعة لندن للحصول على شهادة الدكتوراه وحصل عليها سنة 1950م.
صب اهتمام نقولا للتاريخ الكلاسيكي، بدلا من التاريخ الإسلامي، كتب عدداً من الكتب من المقالات في المقتطف والثقافة وغيرهما.
بعد احتلال فلسطين نزح نقولا للبنان مرة أخرى، والتحق بالجامعة الأمريكية في بيروت، وعُينَ في البداية استاذاً مساعد، ثم عين استاذاً سنة 1958 م.
شملت مؤلفات نقولا أربعين كتابا باللغة العربية، وستة كتب باللغة الانجليزية، وتسعة كتب مترجمة من الانجليزية الي العربية، قدم 1700 حديث إذاعي بالعربية و 500 بالإنجليزية.
توفي نقولا في السابع من يوليو سنة 2006م عن عمر ناهز 98سنة.
