دعا سفير سلطنة عمان لدى جمهورية فرنسا السفير غير مقيم لدى البرتغال الشيخ الدكتور غازي بن سعيد البحر الرواس، كوكبة من الصحفيين العرب في باريس ممثلو قناة فرنسا 24 وإذاعة مونت كارلو وإذاعة فرنسا شمال أفريقيا وجريدة الشرق الأوسط والبوابة نيوز، وذلك على مأدبة غذاء في بيته الواقع بالحي السادس عشر وهو مقر إقامة السفير الذي اشترته سلطنة عمان منذ 75 عاما وكان ملكا لأحد كبار قادة ألمانيا.
يعتبر السفير العماني من بين أكثر السفراء العرب نشاطا وحكمة ومحبوبا لدى العامة والخاصة لتواضعه ولثقافته الموسوعية الراقية، فتح قلبه وعقله وأجاب على استفساراتنا وشرح الخطوط العريضة للسلطنة، وذلك بعد أن منعت الظروف الصحية الطارئة من الاحتفال بالعيد الوطني العماني كما يليق بالسلطنة، حيث اختصر الحفل على أعضاء السلك الدبلوماسي العماني وأعضاء البعثة والعاملين في السفارة بباريس.
في مستهل حديثه قال الشيخ الدكتور غازي، إن سلطنة عمان احتفلت يوم 18 نوفمبر، بالعيد الوطني الـ51 وسط إنجازات غير مسبوقة على جميع الصعد تحت قيادة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان، مشيرا إلى أن عمان دولة قريبة من كل دول العرب.
وكشف أنه عمل كدبلوماسي في فرنسا مرتين الأولى حينما كان صغير جدا في مستهل التسعينات عمل 4 أعوام، ثم رجع منذ أربعة سنوات وكأني أقفل العمل الدبلوماسي فيها.
وقال إنه انتقل الى واشنطن ثم رجع إلى السلطنة لفترة قليلة ثم انتقل إلى ماليزيا، حيث عين سفيرا لـ4 أعوام ثم سفيرا في بلجيكا لـ7 أعوام كسفير في الاتحاد الأوروبي وسفير في المملكة البلجيكية ثم رجع لعمان عمل كموجه في معهد الدراسات الاستراتيجية لكبار الضباط لثلاث سنوات ثم رجع إلى باريس مرة أخرى.
وتحدث عن السلطنة موضحا أن شعبها متسلح بالإرادة والعزيمة والثبات للمحافظة على مكتسبات ومنجزات النهضة المتجددة، وصونها بولاء راسخ لقائد مسيرتها السلطان هيثم بن طارق الذي أكد منذ توليه مقاليد الحكم في 11 يناير 2020 سعيه لرفعة هذا البلد وإعلاء شأنه والارتقاء به إلى حياة أفضل.
وأكد أن دعوة السلطان هيثم بن طارق إلى أبناء عمان بالمشاركة الفاعلة وتقديم كل ما يسهم في إثراء جهود التطور والتقدم والنماء، تعد مبدأ من مبادئ نهضة عمان المتجددة.
وقال إن الغرض منها هو الوصول إلى الغاية الوطنية العظمى بأن تظل عمان الغاية الأسمى في كل ما يقدم عليه وكل ما يسعى أبناؤها إلى تحقيقه.
تحديث التشريعات والقوانين
وأوضح السفير أن ظهرت ملامح هذه "الغاية الوطنية" من خلال تحديث في التشريعات والقوانين وآليات وبرامج العمل في مختلف المجالات، فقد شهدت عمان مطلع العام الجاري صدور "النظام الأساسي للدولة" وفقا للمرسوم السلطاني رقم 6 / 2021 ليكون ركنا أساسا لمواصلة الجهود وصياغة مستقبل أفضل لعمان والعمانيين، وقاعدة رصينة لنهضتهم المتجددة. ويضم 98 مادة داعمة لمؤسسات الدولة، ويصون البلاد ويحافظ على أرضها ووحدتها ونسيجها الاجتماعي، وحماية لمقوماتها الحضارية، ويعزز الحقوق والواجبات والحريات العامة، ويرسخ آلية مستقرة لانتقال الحكم الذي سينعكس أثره إيجابا في عدد من الجوانب مثل السياسية والاقتصادية.
بالإضافة إلى تأكيده على مبدأ سيادة القانون واستقلال القضاء كأساس للحكم في الدولة وإلزامية التعليم حتى نهاية مرحلة التعليم الأساسي وتأصيل المنهج العلمي في التفكير، وتنمية المواهب، وتشجيع الابتكار" وهو ما ينسجم مع "رؤية عمان 2040."
التجربة الديمقراطية
أما على الصعيد الديمقراطي قال السفير، إن السلطنة تستأثر بتجربة خاصة بها في العمل الشوري والديمقراطي الذي قام بنيانه على أسس ثابتة من واقع الحياة العمانية ومر بعدة مراحل وصولا إلى مجلس عمان بغرفتيه الدولة والشورى. وشهدت كل مرحلة من مراحله لبنات مختلفة من الأنظمة والقوانين حتى غدت سمة بهدف ترسيخ منهج الشورى بما يلبي مصلحة الوطن ويستجيب لتطلعات المواطنين. وفي هذا الصدد أصدر السلطان هيثم بن طارق المرسوم السلطاني رقم 7 / 2021 بشأن قانون مجلس عمان حوى 78 مادة منظمة لعمل مجلسي الدولة والشورى.
واتخذت قرارات هدفت إلى التخفيف من آثار وتداعيات الجائحة على المؤسسات والشركات بمختلف مستوياتها من بينها إعفاءات من الغرامات لعدد من الخدمات للمؤسسات والشركات كافة، إضافة إلى إعفاءات خاصة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وحاملي بطاقة ريادة الأعمال بالإضافة إلى حزمة من الإجراءات والحوافز للمقترضين الأفراد والمؤسسات من المصارف وشركات التمويل والتأجير التمويلي.
رعاية الشباب والمرأة
وفي إطار رعايتها للشباب، أوضح السفير غازي، أن عمان قد خصصت يوما للشباب يوافق 26 أكتوبر سنويا، ويعكس اهتمام وحرص الحكومة بقيادة سلطان عمان بهذه الفئة وإيمانا منه بدورهم في التنمية، كما ترأس السلطان هيثم بن طارق اجتماع اللجنة الإشرافية للبرنامج الوطني للتشغيل في 5 يوليو الماضي والذي كان له دلالة عميقة تؤكد أن هذا الملف يعد من أهم الأولويات الوطنية.
وأكد أن المرأة العمانية تواصل إسهاماتها على الصعيد الوطني في جميع المجالات، وفي يوم المرأة العمانية الذي يوافق 17 أكتوبر من كل عام وجهت قيادة السلطنة تحية شكر وتقدير لكل امرأة تعلي مبادئ الخير وقيم التسامح والمحبة والعطاء، وتسهم في بناء هذا الوطن انطلاقا من موقعها وواجباتها الاجتماعية والوطنية والإنسانية في مختلف الميادين.
ملف التعليم أولوية
وأشار إلى أن ملف التعليم يحتل في عمان مكانة بارزة في استراتيجية البلاد حيث أكد السلطان هيثم بن طارق أن الاهتمام بقطاع التعليم بمختلف مستوياته سيكون في "سلم الأولويات الوطنية".
وأوضح أن ذلك سيكون من خلال "توفير البيئة الداعمة والمحفزة للبحث العلمي والابتكار"، وهو ما تحقق من تخصيص وزارة معنية بالتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وإنشاء جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بفروعها في محافظات سلطنة عمان.
وفاء للسلطان قابوس
وفي الختام قال الشيخ غازي بن سعيد البحر الرواس أنه الشعب العماني والعالم العربي والدولي سيظل يذكر مؤسس عمان الحديثة ونهضتها السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور طيب الله ثراه، فهو باقيا في وجدان كل عماني وعمانية والذين ما زالت ألسنتنا تلهج له بالدعاء وفاء وعرفانا لما بذله من صنيع حسن لهذه الأرض الطيبة وأبنائها المخلصين على مدى 50 عاما حافلة بالإنجازات.
