تسود أجواء غير مريحة في العاصمة النمساوية فيينا، مع استكمال وفود الدول الكبرى المشاركة في مفاوضات الاتفاق النووي مع إيران جلسات المباحثات بين وفد إيران ووفد دول الـ4+1، حيث أثيرت خلافات في وجهات النظر حول مدى قبول إيران استكمال المفاوضات من خلال ما تم بناءه على المراحل الست السابقة، فيما ترغب إيران في البدء من جديد.
ورغم انطلاق الجولة السابعة من تلك المفاوضات يوم الإثنين الماضي، إلا أن الأطراف لم تعبر حتى تلك اللحظة عن التوصل إلى بر الأمان المتعلق بعتبة الاتفاق على بنود معينة، حيث ناقشت الأطراف مسألة إعادة إيران للالتزام بكافة بنود الاتفاق النووي كمقدمة لرفع العقوبات الاقتصادية التي سبق أن فرضت على الجانب الإيراني من الجانب الأمريكي، لكن هذا الطرح يرفضه الجانب الإيراني.
وإزاء ذلك عقد إنريكي مورا، المنسق الأوروبي للمفاوضات النووية في فيينا، اليوم، جلسة مطولة مع رئيس الوفد الإيراني علي باقري كني، الذي التقى أيضاً ممثلي الدول الأوروبية الثلاث الساعين للحصول على أجوبة لاتخاذ قرار باستمرار الجولة أو وقفها، في ظل المماطلة الإيرانية بالعودة عن مسألة تخصيب اليورانيوم بنسب عالية وصلت إلى ما يزيد عن 60%، فضلًا عن الطلبات الإيرانية التي لا تستعد الإدارة الأمريكية لتنفيذها وأبرزها الإفراج عن 10 مليار دولار هي حصيلة مبالغ إيرانية مجمدة في البنوك الأمريكية، فضلًا عن رفع كامل للعقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وما يزيد من حدة الأمر الرغبة الإسرائيلية في إفشال المفاوضات بين واشنطن وطهران، خشية أن ترضخ الولايات المتحدة للمطالب الإيرانية بدون النظر إلى المخاوف الإسرائيلية حيال البرنامج النووي الإيراني وتحركات إيران في الإقليم، وهو ما تشترك فيه مع دول الخليج.
وإزاء ذلك حذرت طهران من وجود ما أسمته “أطراف تسعى لإنهاء مفاوضات فيينا بشكل مبكر”، في ظل ما أعلنته إيران من أنها ستستمر في المحادثات الجارية في العاصمة النمساوية "قدر ما يستلزم الأمر"، وهو ما يشي بأن إيران دخلت المفاوضات من أجل المماطلة وكسب الوقت حتى تصل إلى العتبة النووية لتتحدث من موضع قوة.
كما يزيد الأمر تعقيد الإصرار الإيراني على عدم التضحية بالمطالب الإيرانية المبدئية وما تعتبره "حقوقها من أجل المواعيد النهائية وجداول المواعيد" المتعلقة بالتوصل لاتفاق على حسب الرغبة الأمريكية في رفع العقوبات بأوقات محددة، في الوقت الذي كانت دول غربية مشاركة في المحادثات أكدت أكثر من مرة أن الجولة السابعة الحالية، ستنطلق مما سبق أن اتفق عليه في الجولات الماضية.
وأمس، كرر عدد من الدبلوماسيين من فرنسا وألمانيا وبريطانيا، الدول المشاركة في الاتفاق الدولي المبرم عام 2015، التحذير من أنه "إذا لم يظهر الإيرانيون التزاما جدياً فستكون هناك مشكلة"، مشددين على أن "الساعات الـ48 المقبلة ستكون بالغة الأهمية".
فيما حذر المنسق الأوروبي على ضرورة تحقيق تقديم على طاولة التفاوض بعد 5 أشهر من الغياب، معتبرا أنه لم يعد هناك مجال للمجاملات.