بدأت رحلتى فى بلاط صاحبة الجلالة قبل خمسة عشر عامًا، فى جريدة «روز اليوسف» العريقة، وتدرجت فى العديد من الجرائد الخاصة بعد ذلك، حتى وصل بى المطاف عام 2013 إلى جريدة حديثة العهد فى ذلك الوقت، وتقدمت إليها بأوراقى والسيرة الذاتية، وبعد قبولي، تفاجأت بأنها تضم قامات كبيرة فى مجلس إدارة التحرير تحت رئاسة الدكتور عبدالرحيم على، الذى كان بمثابة الأب للجميع.
تملكتنى رهبة كبيرة فى لقائى الأول به، وكادت ضلوعى تقتلع من مكانها، وتسارعت ضربات قلبي، ولكنه فطن لذلك جيدًا واحتوانى بعطف الأب، وشعرت حينها بدفء كبير، وبدأ يحاورنى عن مشوارى الصغير فى بلاط صاحبة الجلالة، وعن أمنياتى وطموحاتى فى المستقبل، وزالت رهبتى وشعرت بأننى أتحدث مع صديق أو أخ أكبر، فى سابقة هى الأولى من نوعها مقارنة برؤساء التحرير الذين تتابعوا علىّ فى التجارب الصحفية السابقة.
بدأت رحلتى مع «البوابة» قبل 8 سنوات، كانت تجربة شبابية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مطعمة بكوادر صحفية مرموقة، كان الجو العام مشجعًا على العمل الصحفي، طاقات شبابية تحمل المستقبل بين ذراعيها، ولا تعبأ بشىء سوى صنع أسمائهم بين أقرانهم فى الصحف الأخرى.
حمل الشباب بجريدة «البوابة» راية التحدى متسلحين بأب وقائد حكيم يشجعهم ويحفزهم ليل نهار، حيث إن الدكتور عبدالرحيم على كان يواصل العمل ليل نهار، ويتابع الأخبار أولا بأول ويحرص على توجيه النصائح والتوجيهات ويرسم خارطة الطريق والعمل للجميع بلا استثناء.
كانت التجربة مميزة بكل تأكيد، وهو الأمر الذى أتى بثماره بعد تحقيق الانفراد تلو الآخر، وبعدما كنا مجرد جريدة حديثة العهد أصبحنا خلال بضعة شهور جريدة مهمة فى الشارع المصرى لاهتمامنا أولا بمشكلات وهموم القراء، لم نلتفت يوما إلى الأخبار غير الموثقة أو الفضائح التى كان يلهث وراءها الآخرون، حرصنا الأول والأخير كان تقديم محتوى هادف يهم القارئ.
كنت محظوظًا بإجراء أول حوار صحفى مع رئيس مصلحة الطب الشرعى آنذاك الدكتور هشام عبدالحميد، فى سبق صحفى أحدث صدى لدى الجميع، ثم تبعته بحوارى مع المستشار عادل عبدالحميد، ثم حوار المستشار الراحل مقبل شاكر رئيس مجلس القضاء الأعلى الأسبق، الذى حقق أعلى نسبة مشاهدة فى وقتها لأنه كان حوارا مميزا لم يخل من الصراحة.
من العلامات البارزة فى تجربتى مع جريدة «البوابة» التحاقى بنقابة الصحفيين وتحقيق حلمى الذى تمنيته كثيرًا ولطالما تمنيته، وعجزت عن تحقيقه فى تجاربى الكثيرة السابقة لعملى بالجريدة، وهو ما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن جريدة «البوابة» هى بيتى الكبير، الذى أقضى به معظم وقتى.
فى الختام أؤكد أننى لم أرتب كلماتى وخرجت جميعها من القلب وشعرت بأننى أريد أن أشارك الجميع فى سرد تجربتى فى بضعة سطور مع العلم أنها تتسع لكتابة مؤلفات، دامت «البوابة» بيتنا الكبير ومصدر سعادتنا ووحدتنا.