ذكريات كثيرة لا تُنسى، واشتباكات ومعارك صحفية أكبر، دارت رحاها بين شارعي محيي الدين أبوالعز ومصدق، كانت البداية مختلفة قليلًا عن الآن، لم يكن العمل الصحفي بالأمر السهل، خاصًة في تلك الفترة التي تلت ٢٥ يناير، كان النزول للميادين وساحات التظاهر آنذاك، أشبه بالنزال في ساحة حرب، لم يكن أحد يعلم ماذا سيحدث في دقائق الليلة المقبلة، قنابل مسيلة للدموع، واشتباكات وطلقات نارية حية، كانت هذه هي المظاهر السائدة في التغطية الصحفية، لم تكن أيضًا مهمة التصوير الصحفي سهلة بالمرة، كانت أشبه بالانتحار.
وسط كل هذه الأحداث كانت "البوابة" دائمًا حاضرة لا تغيب، بدأت الرحلة في هذه المحطة الصحفية المهمة من حياتي مبكرًا قليلًا، نحن نحتفل اليوم بذكرى مرور ٧ سنوات على إصدار العدد الورقي، لكن تجربتي في البوابة بدأت مع ظهور الموقع الإلكتروني في أواخر ٢٠١٢، وها نحن نكمل هذه المسيرة، إخفاقات ونجاحات عدة، تعثر وتعلم وتقدم، وما زلنا مستمرين في مسيرة التنوير والتثقيف.
في أواخر ٢٠١٣ وتحديدًا في أحداث أغسطس المعروفة إعلاميًا باسم «أحداث رمسيس»، تم تكليفي مع زميلتي إيمان أحمد المصورة الصحفية، بتغطية الأحداث لصالح الجريدة، تعرضنا خلال التغطية إلى إطلاق نار بسلاح آلى من أعلى كوبري أكتوبر، كان يفصلنا عن الطلقات سنتيمترات لا أكثر، وتعرضنا لمضايقات عدة خلال خروجنا من ميدان رمسيس، الذي كان يسيطر عليه حاشية الجماعة الإرهابية، لم يكن الأمر عاديًا، كانت تجربة من الممكن أن تدعو كلًا منا إلى ترك العمل الصحفي بشكل نهائي، ولكن قبل القرار كان السؤال يراودني: «هل يستحق الأمر العناء والموت من أجل الحصول على المعلومة؟»، وكان الجواب أننا يمكن أن نضحي بالكثير حتى لو أننا سنضحي بأنفسنا في سبيل العمل الذي نحبه، قد لا نعرف الكثير لنفعله، ولكننا نتقن ما نعرفه جيدًا في مهنتنا.
سنوات طوال مرت، كانت ولا تزال تجربة «البوابة» هي الأهم في مشواري الصحفي، وسنظل نقاتل من أجل الحصول على ثقة القارئ، وكشف مخططات أهل الشر، ولن نتنازل عن حق القراء في معرفة ما يحدث خلف الكواليس، داخل مصر وخارجها، وستظل "البوابة" بشبابها تعمل على توفير منبر إعلامي متفرد، لتكون صوت من لا صوت له.
سياسة
في عيد ميلاد البوابة «السابع».. سمير عثمان يكتب: 9 سنوات في «مصدق»
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق