الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عبدالرحيم علي و«بوابة» الأمل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أنا مؤمن بأن الأماكن أرواح، وأن القيادة إنما فى الأساس هبة يصقلها الدأب وخبرات الزمن، ويحميها حب النجاح للآخر قبل النفس، شرح قلب من الله لاستيعاب المرءوسين فى العمل خارج نطاق الدوام، وعقل يدرك، ويقيم، ويضع موظفيه فى الأماكن التى تبرز ملكاتهم، وتسهم فى تحقيقهم ما يعود بالنفع على الكل.. لذا وكما أن القيادة هبة فكما يقولون القائد رزق لمرءوسيه.

كثر هم من يمتلكون الهيبة، وربما المعلومة، لكن قلائل هم من لا تعلو عندهم الأنا، من يجيدون استخدام عقولهم وقلوبهم بما يضمن سلامة القول والفعل واتزان دفة الأمور، يضعون القول فى موضعه ويضعون الفعل فى موضعه فتكتسيهم رهبة بحب فتتقبل منهم الثواب والعقاب دون أن ينتقص ذلك من قدرهم فى قلبك.

عبدالرحيم على واحد من هؤلاء المنفوحين من السماء ليس فقط بإصراره ودأبه وتميزه فى مجاله وحبه لوطنه ولمن حوله، ولكن لأنه فى معركة الحياة لم يبدل جلده لم يبع إنسانيته ولم يقبل المساومة على مبادئه، حاد كالسيف وعذب كالماء يذيب ثلوج الضغينة بابتسامة ولا ينبش فى النوايا ويقفز على مواضع الخلاف، ينصح أكثر ما يعاقب ويصافح ولا يجافى، يقبل القدر دونما اعتراض، ويضمد جراح من حوله قبل جراحه.

قائد تطمئن وأنت خلفه وكأنك وراء جبل شامخ لن تحركه عواصف.

إذا جالسته لن تخرج خالى الوفاض إما معلومة أو نصيحة أو طاقة أمل تجابه بها الحياة.

أنا أحبه لا رياء ولا نفاقًا، ولكن لأنه كلما علا تواضع وكلما منح أعطى وزاد جبرا للخواطر.

رأيته يصافح موظفيه، فلا يستطيع أحدهم أن يفرق فيهم من يحبه أكثر من الآخر.

قائد فى بحر من العواصف يقبض على دفة سفينته فينجو بها من المخاطر.

رأيته فى منح ومحن وانتصارات وانكسارات وما رأيته يطأطئ عنقه ويفقد إيمانه.

فتح للأمل بوابة لعبور الحالمين، فى الفيض أغدق فى العطاء، وفى الغيض لم يغلق بابا.

الناس كلهم أهله حتى من آذاه، فى محراب العمل، كم من إمام ومأموم أتوا ومضوا وحينما عادوا أعادهم للصف، وكأنهم لا تركوا نافلة ولا فرضا.

يمر عام آخر والبوابة بيت للجميع.. الحلم يكبر ويصغر لكنه لا يتماهى ولا يتلاشى فما دام نبض الرجل فى قلبه فالأمل قائم.

ونحن نحتفل بمرور عام جديد على سطوع شمس البوابة، نحتفل فرحا بزملائنا الذين تقدموا بأوراق قيدهم بنقابة الصحفيين لنؤكد للجميع أننا نجحنا وسننجح وسينجح قائدنا فى صنع جيل جديد قادر على رفع لوائه..

ستنجح تجربته فى نقل دفة الأمور إلى ابنته الأستاذة داليا عبدالرحيم رغم عثرات الطريق، وستظل البوابة شامخة وبيتا للجميع، فالتجربة تستحق التضحية، سيتلاشى الخبيث وسيكتسب الشباب الخبرة، وسيدوم الاحتفال بالنجاح عاما بعد الآخر، لأن المكان ولد ليبقى إلى ما شاء الله.