الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

عبد الرحيم علي يكتب: «البوابة».. البيت الكبير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على هذه الأرض ما يستحق الحياة، دعوات أمى، عظام أبى فى تربته، أسرتي، والبيت الكبير.. البوابة، نعم.. ذلك الحلم الذى ظل يراودنى ثلاثين عاما أو يزيد، عندما كنت أواجه مع عدد لا يتعدى أصابع اليد الواحدة قوى الظلام المرتدية عباءة الدين فى مدن الصعيد المنسية فى المنيا وأسيوط وسوهاج وقنا.

لم أفقد بوصلتى يوما، ولم أنحنِ للريح.

لم أنظر يوما من ثقب الباب إلى وطنى لكننى كنت أنظر دائما من قلبى المثقوب وأميز ما بين الوطن الغالب والوطن المغلوب، وكنا شبابا لم تتعد أعمارنا منتصف العشرينيات.. كنت أصغرهم سنا وأشدهم حماسا وانطلاقا وإيمانا بحلمى وهدفي.

ثلاثون عاما أو يزيد من المعارك المتواصلة لم يهدأ لى بال، حتى عندما وصلت قوى الظلام إلى قمة السلطة فى مصر، واعتبر البعض، بل الأغلب الأعم، أننا وصلنا لنهاية السباق.. كان يقينى فى الله.. كنت أدرك أننا لم نزل فى وسط الصراع بل فى بدايته وأن ساعة الحسم لم تأت بعد.. كنت مؤمنا أشد الإيمان أن فى الأعمار بقية وأن الأيام حُبلى بالانتصار؛ لذا كان قرارى واضحا منذ اليوم الأول، قلتها بصوت مجلجل عالٍ، المواجهة هى الحل، بالقلم، بالصوت وبالصورة، وعندما حانت اللحظة الحاسمة كانت الحركة فى الشوارع والحارات، فى المكاتب والبيوت. لم يهدأ لى بال حتى رحلوا غير مأسوف عليهم.

أتذكر الآن الحكاية، الحلم منذ بداياته فى شارع محمود بسيونى فى وسط البلد عام ١٩٩٦ مرورا بشارع شمبليون وهدى شعراوى و٣ مصدق وأخيرا ٥٧ من نفس الشارع.

رحلة طويلة تعدت الربع قرن من البحث عن «إنجى» بتاعتي، فكرتى لبناء مؤسسة مدنية بحثية وكيان صحفى يتصدى بالفكر ويتسلح بالوعى والكلمة الحرة فى مواجهة قوى الظلام وسارقى الأوطان ودعاة الفوضى.

لم تهن عزيمتى يوما والبعض يصوب لي السهام من كل صوب وحدب، حتى أقرب الناس إليَّ لم يتركونى أشد رحالى نحو حلمى فى سلام، كانوا يشدوننى للخلف تارة ويناوشوننى لأدخل معهم فى معاركهم الوهمية تارة أخرى، لكننى لم أستجب أبدا، كان هدفى واضحا منذ البداية، أن أنتصر لوطنى وفكرتى وحلمي.

والآن والحلم يدخل عامه الثامن، هل لى أن أفخر قليلا بما حققته ومعى زملائى وإخوتى وأبنائي، فى تلك السنوات القليلة منذ عام ١٩٩٦ وحتى الآن عندما كان الحلم لا يعدو مكتبا صغيرا يضم ثلاثة من الأصدقاء المقربين حتى تحول إلى صرح كبير يدافع عن الوطن وقيمه النبيلة.

صرح يتجه بثقة ليمسك بزمام الريادة باعتباره أول كيان مصرى يسعى لإنشاء مراكز بحثية له فى الخارج «فى باريس وهامبورج ولندن» يواجه قوى الظلام وحلفاءها ويدير حوارًا بنَّاء مع مفكرى الغرب وسياسييهم، ينشر الوعى بخطورة تلك الاتجاهات الظلامية فى الفكر الإسلامى التى حاولت سرقة أوطاننا فى وضح النهار، والآن تحاول أن تنفث سمومها فى المجتمعات الغربية لتقضى عليها فى وضح النهار وبمساعدة البعض من أبنائها.

نبرح الآن عامنا السابع متجهين بثقة فى الله إلى الأمام لا تحدنا عوائق ولا تحرف مسيرتنا قوة، مهما بلغت شراستها، نعتبر أنفسنا ضمير الوطن، كما كنا دائما، ندق ناقوس الخطر إذا لاحت بوادره، نعمل لصالح شعبنا وأهالينا من البسطاء ولا نريد جزاء ولا شكورا. اللهم سوى مزيد من حب الناس الذى هو تاج على رؤوسنا، منه نستمد القدرة على الاستمرار والعطاء.

كل عام و«البوابة» وكل زملائى الذين شاركونى الحلم بألف خير ومحبة.