لا يقتصر الفن والإبداع على دارسيه فالموهبة هي أساس الإبداع لكنها تبقى كامنة حتى يتم اكتشفها تطويرها، محمد حسين شاب مصري يعمل فني سقالات في شركة بترول، يقوم بتصميم السقالات وتنفيذها اكتشف من خلال عمله في هذه المهنة قدرته على تنفيذ المجسمات الصغيرة باستخدام أعواد الكبريت والشيش طاووق وغيرها لتكوين أشكال رائعة عن طريق جمعها وتثبيتها بواسطة الصمغ.
قرر حسين اختبار موهبته وقدرته على التخيل ومحاكات المجسمات الكبير فقام بدراسة المسجد الكبير بعزبة النخل والذي يعد تحفة معمارية ضخمة جذبت أنظار الجميع، بدأ بتجميع الصور للمسجد وفحصه من جهات مختلفة والتقاط الصور التي تساعده في التصميم، وبدأ العمل بشكل يومي على هذا المشروع والذي امتد لأكثر من ١٠ أشهر قام خلالها بتعديلات كثيرة حتى وصل للشكل المناسب.
يتكون المجسم من ٨٠٠٠ قطعة خشبية مختلفة منها أعواد الكبريت وعصى الشيش طاووق وغيرها من القطع الخشبية الصغيرة يبلغ طول المجسم ١٧٠ سم وعرضه ٦٥ سم، كما تم عمل القبب باستخدام الكرات البلاستيكية الصغيرة وزينت المآذن برقائق الألمنيوم.
ويقول حسين إنه تلقى عروض كثيرة لبيع المجسم ولكنه ينوي إهداءه إلى إدارة المسجد في الافتتاح، كما يقوم بالعمل على مجسم آخر لمسجد الفتاح العليم بالعاصمة الإدارية الجديدة والذي يعد تحفة معمارية في هذا العصر، وسيقوم بوضعه أيضا في المسجد فور الانتهاء من العمل به، ويتطلع لإنشاء معرض خاص به للجسيمات الصغيرة لإبراز موهبته الكبيرة.