في الوقت الذي بدأت فيه مفاوضات الاتفاق النووي في العاصمة النمساوية فيينا، اليوم، بحضور غير مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية وبحضور مباشر للقوى العالمية الكبرى المتمثلة في روسيا والصين وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، وهي القوى المسماة 4+1، أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان عن ما وراء نية بلاده الانخراط في تلك المفاوضات.
وأعلن عبد اللهيان اليوم إن طهران لن تقبل أي طلب غير وارد في الاتفاق النووي المبرم عام 2015، بما يعني عدم رغبة بلاده في إدراج المنظومة الباليستية والصاروخية وكذلك الدور الإيراني في الإقليم ضمن الاتفاق المرتقب، وهي الأمور التي طالبت إسرائيل وبعض الدول الخليجية إدراجها ضمن الاتفاق المقبل.
وشرح وزير الخارجية الإيراني أيضًا هدف بلاده من المفاوضات المنعقدة في فيينا، معتبرًا أن الهدف الإيراني يتمثل في "استيفاء حقوق الشعب الإيراني وإلغاء إجراءات الحظر"، التي أشار إلى فرضها "بشكل أحادي" من جانب الولايات المتحدة.
وأفاد وزير الخارجية الإيراني بوجود ما قال إنه "إجماع دولي" على أن ممارسات الولايات المتحدة التي وصفها بأنها "غير قانونية"، تمثل تجاهلا للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة وتهديداً للسلم والأمن. وأضاف أن الممارسات الأميركية تهدف إلى حرمان إيران وباقي الأطراف والمجتمع الدولي من الامتيازات المصرح بها في الاتفاق النووي.
واتهم عبد اللهيان دول الترويكا الأوروبية بأنها "واكبت التوجه الأميركي والتزمت به من خلال صمتها وانفعالها رغم أنها اعتبرته غير قانوني وغير مقبول". ولفت إلى ما قال إنها ممارسات "تخريبية" من جانب الولايات المتحدة، قائلا إن مواكبة الدول الأوروبية لها "أفقدت الاتفاق النووي فاعليته وقضت على مزايا الاتفاق الاقتصادية" بالنسبة لإيران.
وحذر عبد اللهيان إدارة الرئيس الأميركي، جون بايدن، من الاستمرار فيه ما وصفه "نهج إدارة الرئيس الأميركي السابق (دونالد) ترمب التخريبي، وقال إن هذا يثير تساؤلا جديا عما إذا كانت على استعداد للتخلي عن سياساتها الفاشلة. وأكد أن أحدا لا يمكنه التشكيك في "جدية إيران وحسن نواياها في الالتزام الكامل بتعهداتها في الاتفاق النووي الذي انسحبت أميركا منه"، متهما الولايات المتحدة بأنها لم تدخر جهدا خلال 4 سنوات خلت لتدمير الاتفاق النووي، بينما "كانت إيران هي من بذلت قصارى جهودها لإبقائه حيا".