في كثير من الأوقات تجري أمور حياتنا بطريقة مغايرة لما نُقدم عليه أو نفكر فيه، الأمر الذي يؤدي بنا لارتكاب أشياء لم نكن نتوقعها أو نضعها في الحسبان، وهو ما حدث مع الرجل الأربعيني بمنطقة المرج، كل ذنبه أنه قرر معاتبه جيرانه إثر تكرر خلافات الجيرة بينهما وقيامهما بإيذائه باستمرار، فانتقل إلى دار الحق، بعد ما تلقى طعنة نافذة أودت بحياته في الحال في مشهد أبكى العيون وأدمى القلوب حزنًا على فقدان الضحية.
البداية
داخل مكتبه الكائن بالطابق الأرضي كان العقيد محمد سلامة، مأمور قسم شرطة المرج، قد وصل للتو، يتابع سير العمل والاطمئنان على حسن معاملة المواطنين، فقطع ما كان ينجزه صوت جهاز اللاسلكي معلنا عن نشوب مشاجرة ووجود قتيل ومصابين بنطاق القسم، وعلى الفور وجه المأمور بسرعة انتقال قوة أمنية تحت إشراف الرائد هاني منصور؛ رئيس الدورية الأمنية ، للوقوف على ملابسات الواقعة، وعلى الفور استقل الضابط الشاب عربة الشرطة "بوكس" قاصدًا محل الواقعة.
معاينة الرائد هاني منصور، دلت على وجود جثة موظف بشركة الكهرباء يدعي "حسن عارف" يبلغ من العمر 49 عاما، وبها عدد من الطعنات، وإصابة شقيقه بإصابات خطيرة، إثر مشاجرة مع جيرانه عائلة "ولاد الجمال" بسبب خلافات الجيرة بينهما، وقاموا بالاعتداء عليه نتيجة قيامه بمعاتبهم على بعض الأمور، إلا أن الأمور تفاقمت ونشبت مشادة كلامية تطورت لمعركة حامية الوطيس، سدد أحدهم له طعنة بسلاح أبيض "سكين" ليسقط على الأرض غارقاً في دمائه، ولقي مصرعه في الحال. وبإخطار النيابة العامة أمرت بنقل الجثة إلى المستشفى ووضعها تحت تصرفها.
فريق بحث
بالعودة إلى ديوان القسم تحولت وحدة المباحث لغرفة عمليات مصغرة، حيث اجتمع المقدم أحمد قدري، رئيس مباحث قسم شرطة المرج، بمعاونيه وطالبهم بوضع خطة محكمة للقبض على المتهمين في أسرع وقت، وخلال وقت قصير توصلت جهود الرائد إسلام شعبان، معاون مباحث قسم شرطة المرج، لمكان اختباء المتهمين، وعلى الفور تم إخطار اللواء نبيل سليم مدير مباحث القاهرة، والذي كلف بسرعة ضبطهما وتقديمهم للعدالة.
عقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة، انطلقت مأمورية قادها المقدم أحمد قدري، ونجحت في ضبط المتهمين، وتم اقتيادهما إلى القسم للتحقيق، وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية والعرض على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، والتي أمرت بحبسهما 4 أيام على ذمة التحقيقات.
