قالت الفنانة سميحة أيوب، إن دور «ليزي» الذى قدمته فى مسرحية «المومس الفاضلة» للفلسفى الوجودى الفرنسى جان بول سارتر، على خشبة مسرح الأوبرا فى 1958، يعد من الأدوار الخالدة التى لعبتها وقدمتها على خشبة المسرح، مضيفة: «أظن أن الفنان يتاح له كثيرا أن يقدم مثل هذه الأدوار للجمهور، فهى تجربة جديدة فى مسرحنا العربي».
وأضافت «أيوب» في تصريحات صحفية، أنها عندما كانت تقف على خشبة المسرح فى الليلة الأولى من العرض وهى تمرر بقلم «الروج» على شفتيها، فكانت تخاف من الجمهور، بأنه لا يقبل حركاتها على خشبة المسرح، ويستبيح الألفاظ التى يتطلبها الدور، وكان سبب نجاحها فى هذا الدور هو نسيانها كل شيء على المسرح سوى أنها «ليزي» المومس الفاضلة، موضحة أنها لا تفضل دورا على دور، فالفنان الأصيل لا بد أن يعيش دوره مهما كان نوعه، مشيرة إلى دور «القديسة» التى قدمته فى مسرحية «دموع إبليس»، فيجب أن يتطور الفنان وتتسع أفقه ولا يجمد نفسه حتى لا ينتهى، فالفنان الصادق عبارة عن موهبة وإيمان وإخلاص.
وأكدت «أيوب» أن الجمهور الأفريقى عندما شاهد العمل آنذاك أحس بجدية التجربة، واستقبلها بوعى وتقدير، وهذا كان سببا فى إيمانى بأن وعى الجمهور المسرحى قد تطور ونضجظ.
أما عن الذين يقولون إن تمثيل هذا الدور لا علاقة له بالتطور الفني، وأن هذا العمل يصلح لمجتمع آخر غير مجتمعنا الشرقى ولكنها لا تصلح لنا آنذاك قالت «أيوب»: إنهم رجعيون؛ فالذين يقولون ذلك ينظرون إلى المسرحية نظرة سطحية، أنها أعمق من ذلك بكثير، وأعتقد أن خير مكان تمثل فيه هو القاهرة، وأن مأساة الزنوج فى أمريكا، التى يعالجها «سارتر» فى هذه المسرحية مرتبطة بنا أشد الارتباط.
وتابعت أيوب: أن بعض المغامرين والاستغلاليين الأوروبيين أخذوا من القاهرة الأفريقية بعض سكانها وأرسلوهم إلى أمريكا ليفلحوا الأرض كعبيد، وعندما انتهت مهمتهم بدأوا يتخلعون منهم بهذه الطريقة البشعة، التى تلقى عليها هذه المسرحية الخالدة الأضواء، ومن هذا يتضح أن المشكلة مشكلتنا نحن أبناء أفريقيا، لا سيما أن القاهرة تكاد تكون المكان الوحيد فى القارة المتحررة الآن من قيود الاستعمار، مؤكدة أن مسرحية «المومس الفاضلة» لـ«سارتر» من الأعمال الرائعة التى تدعو إلى تحرير العبيد وتقديمها على المسرح العربى محاولة كبيرة فى هذا الصدد، أما بخصوص ما يدعى البعض الآن أن العمل لا يتناسب مع مجتمعنا المصرى فهم أيضا رجعيون وغير مثقفين ولن يقرأون النص نهائيا.