قال المؤرخ المسرحى الدكتور عمرو دوارة، إنه خلال حفل توقيع كتابه «سميحة أيوب.. سيدة المسرح العربي» ضمن فعاليات مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابى فى دورته السادسة، التي اسدل الستار عنها في 11 نوفمبر 2021، بحضور كوكبة من المسرحيين والفنانين من مختلف الأجيال وعلى رأسهم الفنانة إلهام شاهين، وعرض أهم تفاصيله، مشيرا إلى صدق الفنانة سميحة أيوب فى كتابتها لذكرياتها المسرحية، واعترافها بتراجعها عن موقفها المتشدد من مسرحية «المومس الفاضلة»، للفلسفى الوجودى الفرنسى جان بول سارتر، بسبب عنوانها الصادم، وذلك بفضل توجيه مخرج المسرحية الفنان حمدى غيث، الذى نجح فى ذلك الوقت إقناعها بالمشاركة ببطولة العمل بمشاركة الفنانين حسين رياض، حسن البارودي، توفيق الدقن، عمر الحريري، التى قدمها فرقة المسرح القومى عام 1958.
وتابع وفق تصريحات صحفية، أن الفنانة سميحة أيوب حينما أعادت قراءة المسرحية اقتنعت بوجهة نظر مخرج العمل حمدى غيث، حتى وافقت على تجسيد شخصية العاهرة «ليزي»، فالمسرحية تتناول قضية التفرقة العنصرية بأمريكا، وتوضح أن موقف السياسيين كان أكثر سلبا وتدنيا فى مقابل ذلك الموقف الشريف لتلك «المومس» التى احتفظت بإنسانيتها ورفضت المشاركة فى تقديم شهادة زور لتلصق تهمة القتل بأحد الزنوج الأبرياء، كما طلب منها إنقاذ أحد كبار المسئولين البيض ابن سيناتور بمجلس النواب الأمريكى من عقوبته.
وأضاف دوراة، أنه بمجرد إعلان الفنانة إلهام شاهين إعجابها بفكرة العمل ورغبتها فى العودة للمسرح من جديد بهذا النص الذى يصف بالجرأة لمجرد استماعها للحديث وهى لم تقرأ النص، فاقترحت على الفنانة سميحة أيوب أن تقوم بإخراجه لها، خاصة وأنها المتحمسة لتلك الشخصية، التى أجادتها ببراعة قبل سابق، وأشارت «أيوب» فى إحدى حواراتها مع الناقد رجاء النقاش فى بداية ستينات القرن الماضي، إلى «المومس» البريئة الشريفة التى أرادت أن تتطهر من الإثم والخطيئة، حتى نجحت فى الكشف عن حقيقتها الإنسانية الراقية برفضها التزييف تمامًا.
ومن هنا تفجرت القضية لمجرد إعلان «شاهين» رغبتها فى تجسيد ذلك الدور كل تلك الضجة التى وصلت لمجلس النواب، والذى تصورت أن أمامه كثيرا من القضايا المهمة والهموم الآنية التى يجب أن يتفرغ لها لصالح جماهير الشعب التى انتخبتهم، لذلك يعترف «دوارة» أنه المتسبب الرئيسى لتلك الأزمة المفتعلة حول مسرحية «المومس الفاضلة»، التى لا يجد توصيفا مناسبا لها سوى «زوبعة فى فنجان»، نظرا لأن العمل حتى الآن لم ينتج ويدرج فى أى خطة بمسارح الدولة، والشروع فى إنتاجها وأن كل تلك الزوبعة والمهاترات لا تعدو إلا مجرد محاولات ساذجة لركوب الموجة ولفت الأنظار واستغلال وتوظيف لاهتمام أجهزة الإعلام.
وأوضح دوارة، أنه سجل بعض الحقائق الموثقة عن تلك المسرحية ومن بينها: أنه قد سبق تقديمها كذلك فى البرنامج الثانى «الثقافى حاليا» بنفس العنوان، للمخرج محمد توفيق، وشارك فى بطولة العمل كل من: سناء جميل، وسعد أردش، وملك الجمل، وآخرون، مشيرا إلى أن الأديب فتحى رضوان وهو أول وزير لوزارة الإرشاد القومى «وزارة الثقافة» بعد ثورة يوليو 1952، ألف مسرحية تحمل عنوان: «مومس تؤلف كتابا»، ونشرت فى أكثر من طبعة، وقدمت عدة مرات بفرق الهواة، والمسرح الجامعى أيضا خلال الستينيات، وتستمر منصات التواصل الاجتماعى فى الاشتعال بين مؤيد ومعارض، ومن المدهش إعلان بعض المخرجين قرارهم بإخراج هذا النص أو ذاك قبل الحصول على نسخة ودراستها، وتطوع البعض الآخر بالدفاع عن «سارتر» واستعراض بعض معلوماتهم عنه.
ثقافة
عمرو دوارة: أزمة «المومس الفاضلة» مجرد «زوبعة فى فنجان»
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق