في ظل أعمال العنف التي تشهدها أثيوبيا حاليا والتي يتوقع خبراء السياسية في أنحاء العالم دخولها في حرب أهلية قريبة، تحل اليوم الذكرى الـ47 على نشوب الحرب الأهلية الأثيوبية والتي وقعت في مثل هذا اليوم 28 نوفمبر من عام 1974، حيث ألغى بعدها الثور النظام الملكي في عام 1975، وأقام ولي العهد أسفاو وسين بشكل دائم في لندن، بإنجلترا، حيث كان يقيم عدد كبير من أعضاء العائلة الملكية بالفعل.
وظلت الحرب الأهلية في أثيوبيا من السبعينات حتى التسعينات ووقع الكثير من أضرارها على الدولة ولكن استفاد منها شعب تيجراي، حيث قامت حكومة أثيوبيا في نهاية العام الماضي برئاسة رئيس الوزراء آبى أحمد، بشن هجوما عسكريا فى إقليم تيجراى، أقصى ولاية فى شمال إثيوبيا، وتم إعلان حالة الطوارئ لمدة ستة أشهر فى المنطقة، وتم الإبلاغ عن عشرات الضحايا وسط مخاوف من أن تسعة ملايين شخص معرضون لخطر النزوح.
وجاء الهجوم بعد اتهامات من حكومة آبى أحمد بأن القوات الموالية لجبهة تحرير شعب تيجراى، الحزب الحاكم فى تيجراى، هاجمت قاعدة عسكرية، ومنذ ذلك الحين وردت تقارير عن وقوع عدد من الغارات الجوية على ميكيلى عاصمة تيجراى، وكانت هناك توترات سياسية متصاعدة فى البلاد، حيث سيطرت جبهة تحرير تيجراى الشعبية على الجيش والحكومة فى البلاد قبل أن يتولى آبى أحمد منصبه فى عام 2018، وأدى تشكيله اللاحق لحزب الرخاء الجديد إلى إزالة أعضاء جبهة تحرير تيجراى الشعبية من المناصب السيادية.
وعلى الرغم من أنهم يشكلون 6٪ فقط من سكان إثيوبيا، إلا أن التيجراى لطالما سيطروا على نسبة كبيرة من السلطة الفيدرالية منذ أن قادوا الطريق إلى النصر خلال الحرب الأهلية من 1974 إلى 1991، ويحتج التيجراى على تهميشهم وعزلهم من قبل إدارة آبى أحمد، فغرض جبهة تحرير شعب تيجراى منع آبى أحمد من استبدال الحكم الفيدرالى بحكومة موحدة، حيث لن يلعبوا دورا مهما فيها.
ووصلت التوترات إلى ذروتها عندما انتقدت جبهة تحرير شعب تيجراى قرار آبى أحمد بتأجيل انتخابات أغسطس 2020 على مستوى البلاد إلى أجل غير مسمى بسبب كوفيدــ19، وفى تحدي للحكومة، استدعى زعماء تيجراى ممثليهم الفيدراليين من أديس أبابا وأجروا انتخاباتهم الخاصة.
وتصاعدت حدة الخطاب، حيث ندد آبى أحمد بالانتخابات ووصفها بأنها غير شرعية بينما وصفت وسائل إعلام تيجراى الحكومة بأنها ديكتاتورية شخصية.
وانقلبت الأوضاع في أثيوبيا الفترة الماضية وسيطر شعب تيجراي على مجريات الامور واقترب من السيطرة على العاصمة أديس أبابا بعد أن سيطر على عدة مدن أخرى واضطر ذلك رئيس الوزراء أبي أحمد أن ينزل إلى أرض المعركة.