فريدريك إنجلز هو فيلسوف ألماني وصحفي ورجل أعمال، ترك اثرا في الفلسفة الألمانية والفكر الغربي، كما كان من أبرز المهديين لعلم الاجتماع وعلومه ولقب بابو النظرية الماركسية.
وإلى جانب أنه مساعد كارل ماركس المقرب، وضع مع كارل ماركس النظرية الاجتماعية وشاركه في تأليف كتاب بيان الحزب الشيوعي الذي نشر في عام 1848 معروف حتى الآن، ولد في 28 نوفمبر سنة 1820 م في بارمن بروسيا.
كان إنجلز معروفًا برجاحة عقله وحكمته، وبالرغم من أنه أصبح رجل أعمال إلا أنه امتلك معلومات جيدة في مجال العلوم الطبيعية والفيزياء وعلم النبات والكيمياء وعلم الأحياء.
وترعرع إنجلز في وقت تموجه الاضطرابات، حيث انجذب في شبابه لافكار الفلسفة الألمانية.
كان إنجلز مناضلاً مفكراً اشتراكياً رائداً في حد ذاته، ونشر عدد لا يحصى من المقالات وأكثر من اثني عشر كتاباً خلال حياته، ولكن أكثر أعماله المعروفة حتى الآن هو كتاب حالة الطبقة العامة في انجلترا والذي كتبه في عام 1844، ونُشر باللغة الألمانية عام 1845 وباللغة الانجليزية في عام 1892.
كان إنجلز مهتماً بالشعر وصيد الثعالب وكان شعاره الشخصي “خذ الأمور ببساطة” كما كان إنجلز متعدد اللغات حيث أتقن الانجليزية والروسية والفرنسية والإيطالية والبرتغالية والأيرلندية والأسبانية والبولندية.
وقد أشاد القائد الشيوعي الروسي فلاديمير لينين بالفيلسوف إنجلز في خطاباته حيث قدر جهوده مع كارل ماركس لشرح النظام الاشتراكي للعالم.
ولإنجلز الكثير من الانجازات أهمها:
أرسله والده للعمل ككاتب دون أجر في مكتب تجاري في مدينة بريمن، وأثناء عمله في بدأ إنجلز بقراءة المزيد من الأعمال الممنوعة للعديد من المؤلفين مثل لودفيج بورنه و كارل جوتسكوف وهاينرش هاينه وجورج فيلهلم، ومن بين كل المؤلفين كان هيغل مُلهمه.
بعد اندماج إنجلز بالمجتمع الهيغلي، انضم إلى جمعية الهيجليون الشباب برفقة برونو باور وماكس شتاينر، وحيث حولته هذه الجمعية بسهولة إلى ملحد ولاسيما أن إنجلز كان معارضاً لديانته أصلاً.
وفي سنة 1838 كتب قصيدة "The Bedouin" التي كانت أول أعماله المنشورة في "Bremisches Conversationsblatt "، وبدأ إنجلز بكتابة المقالات الصحفية واتخذ لنفسه اسماً مستعاراً هو "فريدريك أوزوالد" بسبب كتاباته المواجهة التي تسببت بالمشاكل لعائلته المسيحية الملتزمة.
وأرسله والداه للعمل في معمل لصناعة خيوط الخياطة سنة 1842، معتقدين أن هذه الخطوة ستغير تفكيره الليبرالي، ولكن في طريقه إلى إنجلترا التقى كارل ماركس في مكتب للصحيفة الألمانية، حيث نشر مقالاته المتحدثة عن مشاكل البطالة والأحوال المعيشية السيئة لعمال المصانع.
والتقى بالفيلسوف الفرنسي موزس هس سنة 1843، والذي أقنعه بأن الشيوعية هي الطريق الوحيد لتطور وتقدم المجتمع. وأخذ إنجلز بنصيحته وانتقل إلى مانشستر حيث عمل في معمل والده وحقق تقدمًا كبيرًا، بينما أخذ وقته في كتابه المقالات.
وتعد من أقوال إنجلز الشهيرة : "الحريه هي الاعتراف بالحاجة" و "مجمل التاريخ هو الصراعات الطبية بين الطبقات المسيطرة في مختلف مراحل التنميه الاجتماعية".
وفي خلال إقامة إنجلز في مانشستر، وقع إنجلز بحب ماري بيرنز التي كانت فتاة أيرلندية عاملة غير متعلمة، والثنائي لم يتزوجا قط ولكنهما عاشا معًا كزوج وزوجة.
اقتراب إنجلز من ماري جعله يلقي نظرة قريبة على الجانب المخيف والمخجل للاستعمار البريطاني.
توفيت ماري سنة 1863، ووجد إنجلز في شقيقتها الصغرى ليتزي بيرنز عزاء له، ولم يكن لديه نيّة بالزواج منها مثل ماري بيرنز، إلا أنه تزوج ليتزي في سبتمبر عام 1878، لسبب وحيد هو أن ذلك كان أمنية ماري قبل أن تموت.
توفي فريدريك إنجلز بسرطان الحنجرة في لندن 5 أغسطس سنة 1895، وبناءًا على رغبته تم نثر رماده في Beachy Head التي تقع بالقرب من مدينة إيستبورن في إنجلترا.