صدر حديثا عن الهيئة العامة السورية للكتاب، الجزء الرابع من رواية "البؤساء"، للروائي والكاتب المسرحي الفرنسي فيكتور هوجو، ترجمة زيادة العوده، وذلك ضمن المشروع الوطني للترجمة في الرواية العالمية، التي تصدره الهيئة.
يقع الجزء الرابع من الرواية في 591 صفحة من القطع الكبير، وقد أنهى "هوجو" في أثناء سنوات النفي، ونشر في عام 1862 رواية طويلة جدا بدأها من قبل عام 1850، وهي بعنوان "البؤساء". وتحت هذا العنوان، أشار إلى ضحايا نظام اجتماعي يزداد عزمه أكثر فأكثر على إدانة قسوته وتعسغه.
هذه الرواية عمل أدبي كثيف إلى أقصى حد، وهو بالتناوب ساذج مثل قصة تربوية، ونابض بالحركة مثل رواية ومغامرات، وغنائي مثل اعتراف شخصي، وواقعي مثل دراسة للطباع الإنسانية، لكنه مستوحى من أوله إلى آخره من قصد اجتماعي.
أراد "هوجو" أن يفضح الحطّ من شأن الإنسان عن طريق وضع البروليتاريا، والمرأة عن طريق الجوع، والطفل عن طريق العتمة، وجان فالجان هو رمز الافتداء الذي جعلته نزعته المتفائلة ممكنا، وهو إذ يستنير برأفة الأسقف المشرقة، يغدو بدوره، مبشرا وداعية، فيغيث فانتين، ويحمي كوزيت، ويساند ماريوس، ويعفو عن جافير، ويدافع عن البائسين الذي يكافحون من أجل انعتاقهم، ومن خلال هذه الشخصية الكبيرة، يُجسد الكاتب كل وثبات قلبه النبيل وآماله.
شغفت رواية البؤساء جمهورا واسعا جدا، ويمكن عدها رائعة الأدب المشبع بالإلهام شعبي الطابع، وقد شجع نجاحها "هوجو" على تأليف روايات أخرى تتعاقب فيها الحوادث المؤثرة، والرؤى الآسرة، والاستطرادات إنسانية الاتجاه: "عمال البحر" عام 1866، و"الرجل الضاحك" عام 1869، وعام 93 (1872).