يُطلق على شهر نوفمبر الجاري، شهر الخصومات بسبب الحدث العالمي المعروف في دول العالم بـ «البلاك فرايدي» أو «الجمعة السوداء» أو في الدول العربية يطلق عليه «الجمعة البيضاء»، حيث تقوم كافة المحال والسلاسل التجارية بتقديم منتجاتها المختلفة بأسعار مخفضة تمامًا، مقارنةً بما كانت عليه الأسعار طوال العام، بما يشجع المواطنين على الشراء.
تصل الخصومات خلال «الجمعة البيضاء» في مصر إلى نحو 70%، وفقًا لما أعلنته المتاجر الإلكترونية خلال هذا الشهر الجاري، حيث ينتظر كثير من المواطنين على مستوى العالم، «بلاك فرايدى» أو «الجمعة البيضاء» لشراء كافة مستلزماتهم التى قد يحتاجونها أو لا يحتاجونها حاليًا، وذلك للاستفادة من عرض التخفيضات طوال شهر نوفمبر الحالي.
تشارك دول العالم المختلفة في العروض وتخفيض الأسعار على السلع والمنتجات المختلفة مثل: «الملابس- الأجهزة الكهربائية والمنزلية- الأدوات المنزلية- الهواتف المحمولة- السلع الغذائية» وغيرها، أطلقت الدول العربية تحديدًا على الجمعة الأخيرة من شهر نوفمبر كل عام «الجمعة البيضاء» أو «وايت فرايدى».
بداية «بلاك فرايدي»
بدأ «بلاك فرايدى» منذ عام ١٨٦٩، عندما حدثت أزمة اقتصادية ضخمة في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي أدت إلى كساد كبير في المنتجات الأمريكية، تسببت في خسائر ضخمة بالمصانع والمتاجر قدرت بملايين الدولارات جراء عدم شراء المستهلكين للمنتجات المحلية، مما دفع أصحاب المحال التجارية بمختلف أنشطتها بعمل تخفيضات كبيرة تخطت ٧٠٪، ثم تعود إلى أسعارها الطبيعية بعد انتهاء «بلاك فرايدى»، حيث تم اختيار ثاني يوم بعد عيد الشكر مباشرةً، والذي وافق حينها يوم الجمعة.
تعود تسمية «الجمعة السوداء» إلى عام ١٩٦٠، من قبل شرطة مدينة «فيلادلفيا» التي أطلقت هذا المسمى، حيث كانت تظهر اختناقات مرورية كبيرة وتجمهر وطوابير طويلة أمام المحلات خلال هذا اليوم، وسمى بالجمعة السوداء، لوصف تلك الفوضى والازدحامات في حركة المرور من مشاة وسيارات، فيما يرى البعض أنه دليل على التخلص من السلع المنتجات المتراكمة في المخازن طوال العام وتحقيق بعض الأرباح من خلال التخلص منها.
ضوابط الشراء
أوضح جهاز حماية المستهلك، أنه أثناء التسوق والشراء في الجمعة البيضاء على المواطنين، إتباع بعض الارشادات، والتي تتمثل في التأكد من طبيعة السلعة وصفاتها وتاريخ الإنتاج والصلاحية وجهة المنشأ، والتأكد من السعر قبل وبعد الخصم للتأكد من وجود عروض حقيقية، والحرص على طلب فاتورة الشراء حتى في فترة العروض وأثناء لستلام المنتج أيضًا، والتأكد من تطبيق سياسة الاستبدال والاسترجاع أثناء فترة العروض، مراجعة بيانات السلعة ومواصفاتها قبل إتمام عملية الشراء.
وأوضح الجهاز، أنه في حالة وجود شكوى أو اكتشاف عروض وهمية في أحد المحال التجارية، فلابد من التواصل مباشرةً مع الجهاز من خلال الخط الساخن 19588، أو عن طريق خدمة واتساب 01281661880 أو الصفحة الرسمية لجهاز حماية المستهلك على موقع التواصل الإجتماعي Facebook.
وبدورها، تؤكد الدكتورة سعاد الديب، رئيس الاتحاد النوعى لجمعيات حماية المستهلك، أن مشاركة المحال التجارية في الجمعة البيضاء يتم من خلال وزارة التموين والتجارة الداخلية، وتقديم الأوراق الخاصة بأسعار المنتجات والسلع قبل وبعد الخصم أو التخفيض، موضحة أن الجهاز يعمل على توعية المواطنين من عمليات التخفيض الوهمية والتضليل وكذلك توضيح عقوبة التلاعب بالأسعار لأصحاب هذه المحال وفقًا للقانون، مشيرة إلى أن الجهاز يخصص أرقام ووسائل تواصل لاستقبال شكاوي المواطنين خلال هذه الفترة ويقوم بفحصها، ويتم تحرير محضر وتتحول إلى المحكمة الاقتصادية في حال ثبوت المخالفة.
وتابعت الدكتورة سعاد الديب، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن المستهلك هو من يكشف المخالفات أو عمليات التضليل التي قد تحدث في بعض المحلات التجارية، والتي لابد من تحرير الشكاوى والبلاغات عنها، مشددة على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية للحماية من أزمة فيروس «كورونا» المستجد والحد من انتشارها.
كما يقول الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن بلاك فرايدي أو الجمعة البيضاء هي فرصة للمحلات التجارية لتعويض جزء من الخسائر التي تعرضت لها خلال أزمة جائحة فيروس «كورونا»، فمع عودة حركة التجارة الداخلية وإلغاء الإجراءات الاحترازية المتعلقة بحالة الغلق الجزئي للمحلات بسبب الجائحة، حدث رواج هذا العام داخل السوق خلال الشهر الجاري ووجود التخفيضات والعروض المميزة، والسعى لتحقيق الأرباح.
ويواصل الإدريسي، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن الجمعة البيضاء هي موسم ضخم للمواطنين يسعون للاستفادة من الخصومات والعروض الموجودة، فهذه بمثابة فرصة عظيمة للمحلات التجارية أيضًا لتحقيق الأرباح، مقارنةً بالخسائر التي حصدتها العام الماضي، كما أن المستهلك سعى لتلبية احتياجاته من السلع والمنتجات المختلفة، في ظل وجود تخفيضات حقيقية، مؤكدًا أنه هناك إقبال في ظل ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع الأسعار للسلع والمنتجات المختلفة على مستوى العالم، فإن التخفيضات لها تأثير اقتصادي إيجابي، لأنها تحقق رواج وانتعاش في الأسواق، وتزيد من الطلب والشراء.