قال المفكر القبطي كمال زاخر، عن صيام الميلاد للكنيسة القبطية الأرثوذكسية: إن الكنيسة تقرن الصوم بالصلاة، وتعتبرهما مفتاح السماء، وفى العظة الرئيسية للسيد المسيح والأكثر شهرة لدى الكافة والمعروفة بالعظة على الجبل أوصى تلاميذه بثلاث مداخل الصوم والصلاة والصدقة، ووضع لهذا محددات ألا تكون ممارسات شكلية أو للتباهى بها، أو المغالاة فيها، والهدف منها تعميق الصلة بالله والسمو الروحى وتهذيب النفس.
وأضاف زاخر في تصريحات لـ"البوابة نيوز" أن الكنيسة قد استوعبت هذا الزخم فحولت السنة القبطية إلى مناسبات تترجم فيها الصوم والصلاة عبر منظومة موقعة على الأيام، ومنها صوم الميلاد الذى تستعد فيه لاستقبال حدث الميلاد، ومدته أربعين يومًا تأسيًا بالنبى موسى الذى صامها قبل أن يتسلم لوحى الوصايا من الله، باعتبار أن المسيح هو كلمة الله.
وخصصت الشهر الذى يقع فيه هذا الصوم وهو شهر كيهك للصلاة المرتبطة بحدث الميلاد، وأبرز شخوص الحدث السيدة العذراء مريم فقامت بتجميع كل الرموز التى تشير إليها وضمنتها صلواتها وتسبيحاتها لتمجيد العذراء التى قالت حين تلقت البشارة بحملها للمسيح يسوع فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي، لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي، لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ، وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ"
الإقبال على الكنيسة وكورونا والإجراءات الاحترازية
تشهد الكنائس حضورًا كثيفًا في أيام وسهرات شهر كيهك باعتبار أن التجسد هو الأساس الذى تقوم عليه المسيحية، وحضور المسيح في الكنيسة هو غايتها، ولارتباط المصريين بالعذراء مريم الشخصية التى حظيت بالاختيار الإلهى وحسبت "أفضل نساء العالمين".
وفى ظروف الإجراءات الاحترازية لمواجهة وباء كورونا تخضع ترتيبات الكنيسة هذا العام لنفس ما يتم مع بقية خدماتها، في ضوابط العدد والتباعد والالتزام بارتداء الكمامات.
الأطعمة والزيارات
كعادة المصريين ترتبط المناسبات الدينية بالأطعمة بما يناسبها ويرمز إليها، ويتوفر في وقتها، ولما كان صوم الميلاد يأتى في شهر ديسمبر وهو ضمن شهور الشتاء، وتقام الصلوات في سهرات روحية، فقد ارتبط هذا بالمشروبات الشعبية الساخنة، وفى مقدمتها حمص الشام، وفى الأكلات يأتى السمك في المقدمة نظرا لتوفره في هذا الشهر خصوصًا النيلى منه.