هنأ قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرة وبطريرك الكرازة المرقسية أبناءه ببدء صوم الميلاد المجيد الذي بدأ أول أمس الخميس، معربًا عن أمنياته أن يكون الصوم فرصة لأن تستعد القلوب لاستقبال السيد المسيح وتجدد العهود معه.
جاء ذلك في بداية العظة الأسبوعية لقداسته والتي ألقاها من كنيسة التجلي بمركز لوجوس البابوي بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون
وقال قداسة البابا في تهنئته: "في البداية أحب أهنئكم ببداية صوم الميلاد المجيد، الصوم الذي نعتبره أول أصوام السنة الكنسية، ونختم به السنة ونستقبل به العام الجديد وعيد ميلاد ربنا يسوع المسيح. وهو صوم يبدأ في النصف الثاني من شهر هاتور وبيستكمل خلال شهر كيهك حتى يوم ٢٩ منه. وهو تذكار صوم موسى النبي لاستلام لوحي الشريعة، وأضافت عليه الكنيسة من القرن العاشر ثلاثة أيام تذكار نقل جبل المقطم. ولأن نقل الجبل كان عمل مستحيل، فأحيانًا نسمي هذا الصوم "صوم المستحيلات". فبنصلي ونرفع قلبنا فيه بالتسابيح والصلوات والقراءات الكتابية، والمدايح اللي كلنا بنحبها، ويبقى قلبنا مستعد مع بداية السنة الجديدة لاستقبال ربنا يسوع المسيح مولودًا في حياتنا وفي قلوبنا، ونجدد عهودنا معه".
واستكمل سلسلة تأملاته في مزمور ٣٧ حيث تناول الآيات ٢٧، ٢٨، ٢٩ "حِدْ عَنِ الشَّرِّ وَافْعَلِ الْخَيْرَ، وَاسْكُنْ إِلَى الأَبَدِ. لأَنَّ الرَّبَّ يُحِبُّ الْحَقَّ، وَلاَ يَتَخَلَّى عَنْ أَتْقِيَائِهِ. إِلَى الأَبَدِ يُحْفَظُونَ. أَمَّا نَسْلُ الأَشْرَارِ فَيَنْقَطِعُ. الصِّدِّيقُونَ يَرِثُونَ الأَرْضَ وَيَسْكُنُونَهَا إِلَى الأَبَدِ".
ولخص قداسته فكرة أن نعيش التقوى من خلال الإجابة على ثلاثة أسئلة، هي:
١- ما معنى الخير والشر وكيف نميز بينهما؟
الخير هو الله وكل ما يصنعه، وعالم الله هو الخير، الله كليّ الخير، وهو مصدر الخير والصلاح. أما الشر فهو "التخلي عن الخير" وترك مصدر الخير الذي هو الله، فهو ليس مجرد ألا تسبب أذى للآخر، فغياب النور هو الظلام!.
٢- كيف نشأ الخير والشر ؟
نشأ الخير والشر مع قصة سقوط الإنسان بغواية الحية ( تك ٣)، فالله هو صانع الخير، بينما الشيطان هو من يسعى لأن يعرف الإنسان الشر ويسقطه فيه، ليبعده عن الله مصدر الخير.
٣- لماذا ينبغي أن نصنع الخير؟
لأن الإنسان من الله، والله هو مصدر الخير فيجب أن يصنع الخير، وحتى يكون له النصيب الصالح. مشيرًا إلى كلام القديس بولس الرسول "أَمَّا الَّذِينَ بِصَبْرٍ فِي الْعَمَلِ الصَّالِحِ يَطْلُبُونَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْبَقَاءَ، فَبِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ. وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ التَّحَزُّبِ، وَلاَ يُطَاوِعُونَ لِلْحَقِّ بَلْ يُطَاوِعُونَ لِلإِثْمِ، فَسَخَطٌ وَغَضَبٌ، الجميع قد ضلوا. شِدَّةٌ وَضِيقٌ، عَلَى كُلِّ نَفْسِ إِنْسَانٍ يَفْعَلُ الشَّرَّ: الْيَهُودِيِّ أَوَّلًا ثُمَّ الْيُونَانِيِّ. وَمَجْدٌ وَكَرَامَةٌ وَسَلاَمٌ لِكُلِّ مَنْ يَفْعَلُ الصَّلاَحَ: الْيَهُودِيِّ أَوَّلًا ثُمَّ الْيُونَانِيِّ. لأَنْ لَيْسَ عِنْدَ اللهِ مُحَابَاةٌ". (رو ٢: ٧ - ١١).
وأشار قداسته إلى أن هذا الدرس "عش بالتقوى" أي بمخافة الله هو رأس الدروس بحسب الآية "رَأْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ". (مز ١١١: ١٠)