حذر الدكتور فتحي العفيفي، أستاذ الفكر الاستراتيجي بجامعة الزقازيق، من تصاعد احتمالات تأجيل الانتخابات الليبية، في ظل ما يمكن أن يقود إليه ذلك من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، وعودة الصراع العسكري مجددا.
وقال العفيفي: "ليبيا تعيش واقعا مشتعلا، منذ يومين، بعد أن تحركت مجموعات مسلحة لتعطيل عمل محكمة سبها، جنوب البلاد، لمنعها من نظر الطعن الذي قدمه سيف الإسلام، نجل الزعيم الراحل معمر القذافي، على قرار استبعاده من الترشح للرئاسية، بالإضافة إلى انتشار عمليات مداهمة واعتقال واسعة لأبناء مدينة سرت، التي تعد معقل أنصار النظام الليبي السابق".
وأضاف: "هذه التحركات الميدانية، تزامن معها تصريح أطلقه رئيس مفوضية الانتخابات الليبية، عماد السايح، لمّح فيه إلى احتمال طلب تأجيل الاستحقاق الانتخابي، وهو ما ينذر بانهيار الأوضاع مجددا".
وتابع: "السايح قال إنه يجب الانتظار إلى حين انتهاء مرحلة الطعون في الانتخابات الرئاسية، حتى يمكن التأكد مما إذا كان بالإمكان الالتزام بتاريخ الـ24 من ديسمبر المقبل، موعدا لانطلاق العملية الانتخابية، أم أن المفوضية ستطالب بالتمديد لما بعد هذا التاريخ، وذلك دون أن يوضح سبب توقعه هذا في ظل أن مرحلة الطعون لها جدول زمني من المفترض ألا يؤثر على باقي العملية الانتخابية".
ولفت العفيفي إلى أن الانتخابات تبقى الطريق الوحيد لإنقاذ ليبيا من السنوات العجاف التي مرت بها، باعتبار أنه لا مجال لجمع المواطنين على هدف واحد، إلا عبر السماح لهم باختيار ممثليهم.
