تستعرض “البوابه نيوز” حياة عدد من القديسين وشفاعتهم في أيام صوم الميلاد الذي تعيشه الكنائس الفترة الحالية حيث ينتهي بقدوم عيد ميلاد السيد المسيح.
ومن هؤلاء القديس اسـتيليانوس الافلاغوني حياته المدنية، الذي ترك حياته بعد أن توفي والديه، ووزع كل أمواله على الفقراء، وذهب إلى الدير مُكرِّساً حياته لله، فالتزم الحياة النسـكية، لدرجة أثـار غيرة باقي الرهبان ضده، لشـدة ورعه وصلواته وحماسـته، لكل عمل وقول صالح، مما إضطره إلى مغادرة الدير، ليعيش حياته في كهفٍ في البرية.
- هناك في البرية، وجد فرحه، والوقت اللازم لقضاء يومياته في الصلاة والصوم، حـرّاً من أي اهتمام دنيوي. فذاع صيتـه في تلك المناطق، لشـدة تقواه وتواضعه، فتقاطر إليه الناس للتبرك، وسـماع كلامه، وتعليمه، طالبيـن صلواته من أجـل شفاء النفوس والأجسـاد، وخاصة أطفـالهم، الذين كان يفـتك بهم مرض مجهول، فكانت صلواته تعزّي كل ذي حاجة.
وفي إحـدى الليـالي ، بينما كان القديـس يصلي، بدموع وحرارة، متشفعاً ، من أجل المرضى، والمحتاجين المعونة الذين يقصدونه، والذين يعانون من موت أطفالهم ، وأن يرزق العاقرات ثمرة البطن. ظهر له وسـط هالة من نور مشع، ملأ المغارة، وجه المسيح مغموراً بضياء الروح القدس والنور الإلهي وصار يتلاشى، رويداً رويداً، حتى اختفى كليـاً.
ولم يخبر أحـداً بما رآه ولكن في اليوم التالي، كان وجهه يشـعُّ فرحاً، ويمتلئ من السعادة والغبطة، لِما رآه أثناء صلاته ليلة أمس وهذا مالم يعهده فيه أحد من قبل! لدرجة أنه خاف أن تكـون هـذه الرؤية كـاذبة ، وفخٌ من ابليس، ليوقع به في الغرور، والأنا وتقديس الذات ولهذا حاول إخفاء الأمر، وقرر أن لا يتحدث عن رؤياه لأحد.
في أحد الأيام ، جـاءه بعض الزائرين، طالبين صلواته، وكان معهم طفل مريض محموم. فوضعَ يده عليه، وحين بدأ الصلاة، شـعرَ فجأةً بقوة من الله تتدفق من يده، وتنسـكب على رأس الطفل! وعلى الفور، عادت إلى الطفـل العافـية، وشـفي في الحال. وانهمـرت من أعيـن الجميع، دمـوع الفـرح والسـعادة والشـكر للرب، على ما صنع من قوة على يد الراهب الطـاهر ستيليانوس. وراح القديس ، يشكر ويمجد الرب، على ما خصّه بهذه البركة التي لا يستحقها.
واصبحت مغارة الراهب القديس محجة للمؤمنين من كل صوب، وهم يحملون إليه، الأطفـال المرضى، ليضـع يده ويصلي من أجلهم وكانوا يشفون فذاع خبر القديس في كل آسيا الصغرى واتخـذوه شـفيعاً للأطـفال، لشـدة تقواه، واسـتجابة صلـواته الشافية، حتى أنهم طلبوا إليه ، أن يتركوا أطفالهم عنده، ليهتم بتعليمهم التقوى ومحبة الله والصلاة، وكان ذلك . وهكذا صـار يهتم بتعليم وارشـاد الأطفالوربما صـارت هذه المغارة، أول مركز اجتـماعي في تلك المنطقة بإدارة هـذا الراهب القديس.
واصبح القديس ستيليانوس شفيع الأطفال، والأسرة بشكل عام. وكانت رعايـة الأطفال، تجـلب له البهجة دائماً وهذا ما عهدوه فيه طوال حياته، وجهاً عامراً بالبراءة والطيبة والتقوى إلى أن شاخَ على هذه الحياة في خدمة الأولاد ومحبته لهم وشـفاءهم، من كل مرض، وصلاته كانت مستجاية من أجل النساء العاقرات أيضاً.
وفي ساعة وفاته ، فاضَ على القديس سـتليانوس نور إلهي فعرفوا أن ملاكاً جاء ليحمل روحه النقية إلى الأخدار السماوية وهكذا كان، أنه أسلم الروح، تاركاً خلفة سيرة وأخبار لا تحصى عن تقواه ومحبته للأطفال، وعن قوة صلاته المستجابة وتحوّل قديسنا إلى شـفيع للأطفال والنساء العاقرات. وانتقلت أخبار شـفاءاته في باقي الأقطار