فازت الروائية العمانية المبدعة جوخة الحارثي بجائزة الأدب العربي لهذا العام في فرنسا حيث أعلن ذلك اليوم رئيس معهد العالم العربي جاك لانج . وأشادت لجنة التحكيم (المؤلفة من شخصيات عالم الفنون والثقافة ومتخصصين في شؤون العالم العربي) برئاسة بيير لوروي ، ب"رواية الأجرام السماوية" والتي وصفتها بأنها مليئة بالشاعرية وسمحت لنا الأديبة باكتشاف مجتمع عماني في تحوله الكامل ، وكيف يعيش وشروط وتطلعات شعبها. على الرغم من أن هذا الكتاب يرتكز على الواقع العماني ، إلا أنه يتحدث عن الإنسانية جمعاء فيصل الى العالمية
وشددت لجنة التحكيم على "الجودة الأدبية الرائعة لترجمة خالد عثمان التي تمكنت ببراعة من نقل روح العمل". وتعتبر أجرام السماء أول رواية باللغة العربية تفوز بجائزة البوكر الدولية وأول رواية لمؤلف من سلطنة عمان مترجمة إلى الإنجليزية.
وقالت الروائية جوخة خلال تلقيها الجائزة: "يسعدني أن أعرف أن روايتي ستساعد في تعزيز الوعي بالأدب العربي وبالأخص الأدب العماني (الذي لا يتم إبرازه دائمًا في الأدب العربي) بالفرنسية. آمل أن يشجع هذا القراء ، سواء كانوا على دراية بالكتاب العمانيين والعرب أم لا ، على الخوض في عالم الأدب العربي الرائع.
فيما أشار جاك لانج ، رئيس معهد العالم العربي ، إلى الطابع الفريد للجائزة ودورها الأساسي باعتبارها "لوحة صوت للكتاب الذين يشهدون على الحيوية غير العادية للأدب العربي المعاصر".
وجوخة الحارثي ،هي كاتبة وأكاديمية عمانية. درست في عمان والمملكة المتحدة. حصلت علي درجة الدكتوراه في الأدب العربي الكلاسيكي في جامعة إدنبرة. هي حالياً أستاذة مشاركة بقسم اللغة العربية بجامعة السلطان قابوس ،وتشتهر الكاتبة العمانية بعمق كتابتها وبسهولة نفاذة وغوص في النفوس وبسرد مقنع وبجمال لا يتخلى عن أجواء شعرية ترفد عملية القص وتجملها ولا تجرها إلى عالمها ليتحول الأمر إلى شعر فحسب. عطفت على كتابة قصص المجتمع وما طرأ عليه من تغيرات تاريخية واجتماعية، كما نقلت الكثير عن تحولات الواقع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وصراعاته السياسية، وعلاقة المرأة بالمرأة، والمرأة بالرجل، والمرأة بذاتها مع التحولات التي يشهدها جسدها في مرحلة البلوغ، وكذلك علاقة الآباء بالأبناء، وحكايات العشق المتحقق أو الموؤود، وعلاقة الجميع بما يطرأ على الواقع من تغيرات وتبدلات، حيث تتداخل حالات الخيبة والشوق والشعور بالغربة والتشبث بالأحلام أو خسارتها، وتناسخ الأدوار التي يقوم بها الآباء مع الأبناء.
".نشرت جوخة الحارثي ثلاث مجموعات من القصص القصيرة (مقاطع من سيرة لبنى إذ آن الرحيل، وصبي على السطح، وفي مديح الحب)، وثلاث روايات (منامات - سيدات القمر - نارنجة) ، وعدة قصص للأطفال (عش للعصافير، السحابة تتمنى، فوفو والألوان)، كما قامت بتأليف أعمال أكاديمية (ملاحقة الشموس: منهج التأليف الأدبي في خريدة القصر، وجمع وتحقيق ديوان الشيخ أحمد بن عبد الله الحارثي، والجسد في شعر الحب العربي (باللغة الإنجليزية). تُرجمت أعمالها القصصية إلى اللغة الصربية و الكورية والإيطالية والإنجليزية والألمانية ونُشرت في مجلة بانيبال ومجلات متخصصة، كانت واحدة من ثمانية مشاركين عام 2011 في ندوة الجائزة الدولية للخيال العربي (ورشة عمل كتاب). حصلت جوخة الحارثي على جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب عن روايتها نارنجة عام 2016. رُشحت روايتها سيدة القمر لجائزة زايد عام 2011. في 2019، أصبحت جوخة الحارثي أول شخصية عربية تفوز بجائزة مان بوكر الدولية عام 2019 عن روايتها سيدات القمر، بالمشاركة مع الأكاديمية الأمريكية مارلين بوث، التي ترجمت الرواية من العربية إلى الإنجليزية. جاءت الرواية في قائمة الأكثر مبيعًا في الولايات المتحدة وأستراليا والهند وكندا. وكانت جوخة قد قالت، عند الكشف عن وصولها إلى القائمة النهائية المرشحين للجائزة، إن «روايتها تعطي لمحة عن الحياة الغنية للأسرة العمانية وخاصة النساء عبر الشقيقات الثلاث اللواتي شهدن مرحلة التغير والتحول في المجتمع العماني التي ترافقت مع نموهن». جدير بالإشارة إلى أن جائزة الأدب العربي مخصصة للأعمال الروائية المكتوبة باللغة العربية سواء كانت مطبوعة ومنشورة أو لم تطبع وتنشر بعد ولا تقبل الأجناس الأدبية الأخرى .في حال كون الأعمال الروائية مطبوعة ومنشورة يجب أن لا يكون قد مضى على صدورها أكثر من عامين بنهاية عام 2021 .يسمح بترشيح الروايات التي سبق وشاركت بمسابقات اخرى سواء فازت بجوائز أم لم تفز .