تحت شعار "50 عاما في حب الإمارات"، أقامت سفيرة دولة الإمارات بباريس الدكتورة هند مانع العتيبة حفلاً كبيراً مساء أمس الخميس ، بمناسبة اليوبيل الذهبي لليوم الوطني شارك فيه نحو الف شخصية متميزة وذلك في مكان مشحون بالتاريخ والتركيز الدقيق على المستقبل ، قصر برونجنيارت التاريخي الذي بناه الإمبراطور نابليون بونابرت عام 1808 ليصبح بمثابة رئة النشاط المالي الفرنسي والبورصة خلال القرن التاسع عشر، ويعد حاليا نصب تذكاري من التراث الباريس.
وحضرت كوكبة بارزة من المسئولين الفرنسيين والعرب والأجانب، من بينهم المستشار السياسي للرئيس إيمانويل وأمين عام الخارجية الفرنسية وجملة كبيرة من نواب البرلمان أعضاء مجلسي الشيوخ والجمعية الوطنية وكبار رجالات الجيش والصناعة والتجارة والإعلام وأصحاب الشركات الفرنسيين والأوروبيين ولفيف من نجوم المجتمع الفرنسي من بينهم فنانين وكما حضر جاك لانج وزير الثقافة الفرنسية الأسبق ورئيس معهد العالم العربي بباريس.
وكان على رأس المستقبلين السفيرة هند مانع العتيبة ونائب السفيرة وأعضاء البعثة الدبلوماسية لدى سفارة الدولة الإماراتية في باريس ولا سيما الأستاذ طارق الشيخ رئيس الشؤون الاقتصادية حيث كانت له نشاط ملحوظ وعدة لقاءات مع كبار رجالات الصناعة والشركات الكبرى الفرنسية كما استقبل الوفود الملحق العسكري الإماراتي بباريس ، وكان حضور البعثة الإماراتية في باريس مميزا بما فيهم أعضاء مندوبية الدولة الدائم في اليونسكو.
واستمتع الحاضرون بعزف موسيقي راقي تخللته وصلات غنائية للمطربة الأوبرالية الاماراتية فاطمة التي ألقت النشيد الوطني بأداء أوبرالي رائع، كما شاهد الحاضرون فيلما وثائقيا قصيرا عن الشيخ زايد وما قام به من إنجازات في إرساء مؤسسات الدولة وقواعد النهضة الإماراتية الحديثة التي نشهد نتائجها حاليا.
وألقت السفيرة هند مانع العتيبة كلمة باللغة الفرنسية السليمة لكونها خريجة جامعة السوربون بباريس عام 2011 حاصلة على ماجستير في التسويق والإداراة والاتصالات ، ورحبت بالحضور للاحتفال بإنجاز خمسين عاما توجت بنجاحات واستقرار سياسي ونمو اقتصادي هاما.
وأوضحت أن الإمارات تعتبر الشريك الاستراتيجي الأول لفرنسا في الشرق الأوسط، مشيرة إلى سعي البلدين من خلال العديد من الاتفاقيات والمشاريع المشتركة إلى تعزيز هذه الشراكة، ورفع العلاقات الاقتصادية والتجارية إلى المستوى المتميز والنموذجي الذي تتميز به العلاقة السياسية، وإلى زيادة وتعميق سبل التعاون في مجالات الفضاء والتعليم والمناخ والصحة وتعزيز الاستثمارات المشتركة، من خلال الحوار الاستراتيجي بينهما.
وأشارت إلى أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين شهدت في السنوات الخمس الأخيرة، مزيداً من التعاون من خلال زيادة المشاريع الاستثمارية الفرنسية في الإمارات، وارتفاع عدد الشركات الفرنسية في الإمارات لتتجاوز الـ 650 شركة في المجالات الرقمية والتكنولوجية والمالية والصناعات الغذائية والسياحة والنقل وغيرها.
نشاط مكثف أعلنت عنه السفيرة قائلة : أن سفارة الدولة في باريس تواصل العمل على تكثيف نشاطها في سبيل تحقيق الأهداف العليا التي رسمتها قيادتنا الرشيدة، ولديها خطة طموحة للعمل مع العديد من المناطق الفرنسية لتشجيع الاستثمار في دولة الإمارات وإقامة شراكات مع الشركات المتميزة في المجالات كافة، وتسعى لتنظيم فعاليات ولقاءات مع رجال الأعمال وأصحاب المشاريع المبتكرة خلال الأشهر القادمة وذلك بالاسترشاد بالأجندة التي تم الإعلان عنها في مبادئ الخمسين، لاسيما المبدأ الثالث المتعلق بدور السياسة الخارجية لدولة الإمارات في خدمة الأهداف الوطنية العليا وعلى رأسها المصالح الاقتصادي.
المفارقة أن احتفال ليلة أمس تزامن مع خبرين سارين لشعب الإمارات الشقيق لتزداد بهجة أفراحهم، الأول اعتماد منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو»، بإجماع الأعضاء، يوم الثاني من ديسمبر، يوماً عالمياً للمستقبل، ضمن مخرجات الدورة ال41 للمؤتمر العام للمنظمة، الذي اختتمت أعماله يوم الأربعاء الماضي، في العاصمة الفرنسية باريس، وبناء عليه سيحتفي العالم بالمستقبل تزامناً مع احتفالات اليوم الوطني لدولة الإمارات بشكل سنوي، وهو ما أكسب يوم المستقبل خصوصيته لدى أبناء الإمارات، وفي دعوة لدول العالم إلى تعزيز اهتمامها بالمستقبل، وتطوير قدراتها في مجال الاستشراف والجاهزية وصنع السياسات الاستباقية، بما يمكّنها من ضمان تحقيق التنمية المستدامة للأجيال المقبلة.
يأتي هذا الاختيار تزامناً مع احتفال الدولة بيومها الوطني الـ50، وتقديراً لدولة الإمارات ودورها الريادي عالمياً على مدى الـ50 عاماً الماضية في صناعة وبناء المستقبل، وتجربتها الاستثنائية في استشراف المستقبل، وجاهزيتها العالية في القطاعات المستقبلية، إلى جانب سياساتها ومشروعاتها الاستباقية، التي مكّنتها من تبني التوجهات والفرص المستقبلية في مختلف القطاعات التي تمس حياة الإنسان. أما الخبر الثاني فانتخاب اللواء الإماراتي أحمد الريسي أمس رئيسا للإنتربول للأربع سنوات المقبلة وذلك خلال اجتماع المنظمة الـ 89 في مدينة إسطنبول التركية.
وقالت المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) "انتُخب السيد أحمد ناصر الريسي رئيسًا"، وهي المرة الأولى التي يترأس الإنتربول شخصية عربية. والريسي يشغل منصب المفتش العام في وزارة الداخلية الإماراتية منذ العام 2015، ومكلّف بإدارة القوات الأمنية في الدولة الخليجية، وهو مندوب الإمارات في اللجنة التنفيذية لمنظمة الشرطة الجنائية الدولية وأدار الريسي حملة رائعة للمنصب الرئاسي، حيث سافر حول العالم للقاء المشرعين والمسؤولين الحكوميين، ويفتخر بشهادات أكاديمية من المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وسنوات من الخبرة في العمل الأمني.
والتقت البوابة نيوز بوزير الثقافة الفرنسي الأسبق ورئيس معهد العالم العربي السيد جاك لانج فصرح قائلا:- إنني سعيد للتواجد هنا للاحتفال بتاريخ هام للإمارات وذكرى رجل عظيم الشيخ زايد الذي أسس دولة الإمارات العربية المتحدة بفكرة ذات رؤية عميقة تطلبت شجاعة وجرأة وكسب تحديا ورهانا كبيرين حيث وحد إمارات منفصلة في تركيبة فيدرالية وحيدة بل ونادرة في العالم فاتحة احترام جميع دول الأرض والجميل أن أبناءه استمروا على نهجه وساروا بالبلاد على القضبان التقدم والحداثة بنفس الروح المعطاءة وفي نفس الوقت لم يضحوا بالثقافة والفن بالعكس استمروا فيها
وفي لقاء بفرانسوا توازي نائب رئيس مجلس أرباب العمل بفرنسا قال للبوابة نيوز :- إنني سعيد ومتشرف بتواجدي للاحتفال بتأسيس دولة الإمارات تاريخ مهم للعلاقات الثنائية الوحيدة والشراكة الاستثنائية الفرنسية الإماراتية على كافة الصعد والميادين ولا سيما الاقتصادية والعسكرية ونتمنى أن تتواصل اللقاءات والتعاون القوي في السنوات القادمة.
