* بتك: عكس كتب
* الانعام: من نعم ومن نعمة او تعنى الحيوانات العشبية
* أذان : بفتح الهمزة تعنى اعلان عام أما آذان بمد الهمزة فهى جمع أذن ( عضو السمع) ونحن لانقول (آذان) العصر ولكن. نقول (أذان) العصر بالفتحة على الهمزة
* قبل أن نبدأ القرآن كتاب ألفاظ ومعانى، وهو دقيق الدلالة للغايه وحصرى الدلالة لكل لفظ، ولايوجد لفظان فى المصحف لهما نفس الدلالة، بينما لكل لفظ معانى عديدة حسب السياق فى كل مرة فالمعانى السياقية عديدة للفظ الواحد،
* فى الاية 121 من سورة النساء يقول الشيطان مهددا الله جل وعلى، (وقال لأتّخذنّ من عبادك نصيبا مفروضا، ولأضلّنّهم ولأمنّينّهم ولآمرنّهم فليبتّكنّ آذان الأنعام ولآمرنّهم فليغيّرنّ خلق الله، ومن يتخذ الشيطان وليّا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا،.. ) سورة النساء- 121
* عليك اولا ان تحدد المتكلم فى الاية، لاحظ أن المتكلم فى أول الاية التى نتدبرها ونحاول فهمها هوالشيطان وانه يتحدي الله ولكن بماذا يهدد ويتوعد يقول انه سيضلنا ويمنينا وسيأمرنا ان نبتك اذان الانعام وأن نغير كل خلق الله وليس الانعام فقط
* والشيطان فى تلك الاية يقول انه سيضلنا وسيمنينا وسيأمرنا أن نبتك اذان الانعام وأن نغير فى خلق الله كله وليس الانعام فحسب
* فماذا يعنى أن (نبتك) اذان الانعام( ؟!) وهل الشيطان يهدد الله ويقول له انه سيأمرنا بقطع عضو السمع اذان الخراف والماعز والجاموس والبقر مثلا، كما يقولون فى كل التفاسير القديمة، ام ماذا ؟!
* وماذا لو قطع احدهم اذن ماعز، وماذا لو ذبحها واكلها؟!
* اولا": نقول ان الفعل ( بتك) هى عكس الفعل ( كتب) فى ترتيب الحروف وعكسها فى المعنى أيضا وكتب تعنى جمع شئ الى شئ حتى يعطى معنى فنحن نجمع الحروف لنكون كلمات لها معنى، ونجمع الكلمات كى نكون جمل لها معنى ونجمع جمل الى بعضها لنكون موضوع، ونجمع موضوعات لنؤلف كتابا
* وعليه اذا كانت كتب تعنى جمع فإن ( بتك) تعنى فصل وقطع الاشياء عن بعضها حتى لاتعطى المعنى المطلوب منها اى افساد معناها وافساد الهدف منها
* ولفظة ( الانعام) هنا لاتعنى الحيوانات ولكن الانعام من النعم ولاتنسب الى الحيوانات فى مثل هذا السياق والنظم، حيث يرفضها السياق وحيث ان الانعام لها معنيان فقد تعنى النعم وقد تعنى الحيوانات العشبيه فى المصحف فعليك ان تجرب مع السياق كلا المعنيين حتى يقبل السياق ويعطى معنى يقبله العقل
* وفى معجم مقاييس اللغة لابن فارس (نعم) النون والعين والميم فروعُه كثيرة، وعندنا أنَّها على كثرتها راجعةٌ إلى أصلٍ واحدٍ يدلُّ على (ترفُّهٍ وطِيب عيش وصلاح). منه النِّعمة: ما يُنعِم الله تعالى على عبدِه به من مالٍ وعيش. يقال: للهِ تعالى عليه نِعمة. والنِّعمة: المِنَّة، وكذا النَّعْماء. والنَّعْمة: التنعُّمُ وطيبُ العيش. قال الله تعالى:
{وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهينَ} [الدخان 27].
* والانعام فى المصحف ايضا لها معنى ثانى وعرفها المصحف بأنها هى الحيوانات التى تأكل الاعشاب فقط فالاسد والنمر والضبع ليسوا من الانعام،
* وفى المصحف هناك ايضا ( بهيمة الانعام) وهى جزء من الانعام وهى المحلل اكلها لنا فلن يقول ربى نهائيا( احلت لكم الانعام) ولكن سيقول احلت لكم (بهيمة الانعام) فقط
* ولتحديد دلالة لفظة (الانعام) بأنها الحيوانت آكلة الاعشاب نجد فى قوله تعالى: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ...... } [يونس:24]
* قال تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ۚ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ۗ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ (1) المائدة
* واذان هنا ليست جمع اذن ليست جمع عضو السمع كما ظنوا، ولكن مانسمعه وندركه عن وظائف تلك النعم وهو المعلن عنها للناس والمذاع والشائع
* والاذان فى بعض سياقات ابات المصحف تعنى الاعلان وماتسمعه اداة السمع الاذن ( وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله فإن تبتم فهو خير لكم وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب أليم ( 3 ).
* وتعنى والله اعلم استخدام النعم التى اعطاها الله لنا استخداما مضرا، او عكسيا اى على عكس مااراد الله من خلقها لنا وتزويدنا بها فالله لم يمدنا مثلا بنعمة البصر لنستخدمها فى الاضطلاع على عورات الناس وتتبعها مثلا، ولم يخلق لنا لسانا لنشهد به زورا او نقول به للناس غير الحسنى قال تعالى ( وقولوا للناس حسنا ) البقرة 83
* وقال تعالى (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا) (الإسراء:53)
