خلال ثلاثة أيام ماضية، ناقشت الجمعية المغربية لإدماج المهاجرين، في إسبانيا، تحديات القضاء على الإسلاموفوبيا، بمشاركة عدد من الباحثين والمهتمين والتربويين في حلقات نقاشية أون لاين، ضمن فعاليات المؤتمر الوطني الثالث "تفكيك الإسلاموفوبيا"، لذي اختتم دورته اليوم الخميس.
وبدوره أشاد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف والعنف بهذه الفعاليات والمؤتمرات التي تسهم في نشر قيم التسامح وقبول الآخر، وتصحح الأفكار المغلوطة عن الإسلام والمسلمين.
وتؤكد الجمعية المغربية على أهمية البحث عن جذور الإسلاموفوبيا في التمييز الموجود في دراسة التاريخ، وذلك بعد مشاركة الباحث الإسباني انطونيو مانويل رودريجيز، ضمن جلسة "رهاب الإسلام غير المرئي: أمثلة التمييز القانوني والمؤسسي"، موضحًا أن التاريخ المشترك بين الإسبان ومختلف المسلمين، والتي تظهر في الهندسة المعمارية التي يمكن العثور عليها في مسجد قرطبة، غرناطة الحمراء، لكن الكتب المدرسية لا تظهر من شارك فيها.
وضمن جلسة "الوحش اللاهوتي في القرون الوسطى وكراهية الإسلام: زوجين من المذكرات التاريخية" عرض الباحث برونو فيرير من قسم التاريخ بجامعة بورتوريكو، للصورة السلبية لمن يمارسون دين مختلف في الدم ومن هناك تنشأ العنصرية، مع ملاحظة أن كراهية الإسلام شكل من أشكال العنصرية.
أما جلسة القانون بالمؤتمر حملت عنوان "الإسلاموفبيا كجريمة إرهابية.. إجابات من القانون"، والتي أشارت إلى أن ضحايا رهاب الإسلام لا يعرفون أن لهم حقوق، فالضحية تجهل في أغلب الأوقات أنها تواجه جريمة كراهية، فمن بين أكثر الجرائم غير المعروفة إنكار المنافع للأشخاص الذين يصنفون كحماية في القانون الجنائي.
لفت المشاركون في جلسة القانون إلى ضرورة التوجه للقضاء بعد التعرض لجريمة كراهية، إلى جانب الاحتياط والذهاب للمحكمة مع الحراسة. أما الشبكات الاجتماعية فيجب أن تعمل بطريقة منسقة للتمكن من القضاء على خطاب الكراهية، مع السيطرة على نشر الأفكار، ومن أمثلة الكراهية محاولة السخرية من النساء المسلمات.
كما أكدت الجلسة على وجوب أن تقوم الدول بدورها في الحفاظ على حقوق شعوبها، حتى يتسنى لها مراعاة حقوق الإنسان، وذلك بحسب مشاركة الباحث لويس ماكوا.
وشهدت جلسة نقاش "أدوات مسرحية لمنع الإسلاموفوبيا" عرض مشهد "مسرح المظلومين" الذي أثار عددا من الأفكار منها أن خطاب الكراهية يؤثر على الجميع وليس فقط على المسلمين، فتعدد الثقافات موجود منذ سنوات، إلى جانب أن المسرح يجب أن يكون مصحوبًا بفعل وراء المسرح لخلق التعايش.
تطرق الباحث عادل عتابي، أحد أعضاء فريق الرابطة المغربية، إلى شرح ماهية رهاب الإسلام، مع استعراض البرامج المنفذة في الجمعية المغربية لاستئصال الأزمة.
وشرح "عتابي" آخر الحالات التي حضرها، مع التركيز على معاناة الإناث كأكثر نوع من الجنس يواجه هذه الجريمة، حيث يتم التعرف على المرأة المسلمة سريعًا من ارتداء الحجاب.
وفي جلسة "التواصل دون تحيز: الإبلاغ لمنع رهاب الإسلام" تم تقديم عدد من النصائح لعدم إعادة إنتاج الإسلاموفوبيا في وسائل الإعلام، منها أن التدريب على الصحافة ضروري للغاية لكي يكون شاملا ومؤثرا لاستئصال جريمة الكراهية.
وأشارت الجلسة إلى وجوب تبني وسائل الإعلام البدء في العمل على الممارسات الجيدة، إلى جانب عدم الرد أو المشاركة في الجريمة وذلك عن تجنب إبراز محتوي الإسلاميين لأن الفوبيا يتم الرد عليها بتجاهلها.
وعلى طاولة "منع الإسلاموفوبيا من الشاشة التعليمية" عرض المشاركون لكون الإسلام دين ثقافات وسلام وغفران، وذلك على الرغم من التحيز والقوالب النمطية الموجودة في مجتمع اليوم. كما أن التمييز ضد الإسلام موجود في مراكز الأطفال لأن المجهول مرفوض، وفي المجال التربوي يتم استبعاد مدرسي للطالبات المسلمات عند ارتداء الحجاب رغم تناقضه مع المادة 20 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي ضمن حرية التعبير والمعتقدات الدينية.
ودعا مؤتمر الجمعية المغربية في عموم جلساته إلى ضرورة الانتباه لخطاب وسائل الإعلام وتقويمه إن كان يحرض على الكراهية، مع التركيز على تدريب الصحفيين لتجنب خطابات الكراهية والعنف، مع وجوب التنسيق لنشر الأفكار البناءة.
ولفت المؤتمر إلى انعكاس أزمة خطاب الكراهية على المرأة، وسهولة التعرف عليها لو كانت مسلمة، كما انتبه للبعد الثقافي والتربوي والقانوني والمؤسسي لجريمة الكراهية والتمييز والعنصرية والإسلاموفوبيا.
سياسة
في ختام "تفكيك الإسلاموفوبيا".. المرأة الأكثر تعرضا لخطاب الكراهية
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق