أصدرت محكمة النقض، اليوم الخميس، حكمها في طعون 134 متهما في أكبر قضية دموية فى تاريخ جماعة الإخوان الإرهابية، لما حوته من جرائم شعارها الدم واغتيال رجال الدولة من الجيش والشرطة والقضاء وبلغ عددها 54 جريمة إرهابية، مثل تفجيرات مديريات أمن القاهرة والدقهلية وجنوب سيناء واغتيال ضابط الأمن الوطني العقيد محمد مبروك وقتل اللواء محمد السعيد مدير المكتب الفني بوزارة الداخلية، وقتل الرائد محمد أبو شقرة، ومحاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية الأسبق باستخدام سيارة مفخخة سبتمبر 2013 وآخرين، فضلا عن تفجير مديريتي من الدقهلية والقاهرة ومنشآت حيوية أخرى.
وقضت محكمة النقض بإقرار الإعدام بحق 22 متهما ونظر الطعن أمام دائرة الخميس الجنائية وذلك على أحكام أول درجة الصادر من دائرة الإرهاب، وكان من بين هؤلاء المتهمين الضابط الخائن «محمد عويس»، الضابط بقطاع المرور، وصديق الشهيد «محمد مبروك» والذي كشفت التحقيقات عن قيامه بمد العناصر الإرهابية عن خط تحركات وسير الشهيد.
وفي السطور القادمة ترصد «البوابة نيوز» بعض المعلومات عن الضابط الخائن «محمد عويس»:
عقب الإطاحة بحكم جماعة الإخوان الإرهابية، علم قيادتها داخل السجون أن الضابط «محمد مبروك» يقف وراء المعلومات التي قُدمت للنيابة، وصدرت التعليمات باغتياله، لتتولى جماعة تنظيم أنصار بيت المقدس «الجناح العسكري للإخوان» الذين استقووا بهم لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية ضد الشعب المصري، تنفيذ العملية، لكنها لم تكن قادر على الوصول للشهيد مبروك، وتحديد تحركاته، فلم تجد الجماعة الإرهابية سوى البحث عن شخص يساعدهم في تنفيذ مخططهم الآثم، وهو ما تحقق عقب قيام أحد عناصرها باستقطاب ضابط برتبة مقدم بقطاع المرور وقتئذ يدعي «محمد عويس».
لم يمر سوى أيام وأصبح عويس مثل الخاتم في أصبع عناصر الجماعة، لا سيما بعد رأي مظاهر الثراء بمنزل أحد الإرهاربين، ليدفعه حبه للمال للموافقة عن طلباتهم، والتي كان من بينها، تحديد خط سير صديقه الشهيد «محمد مبروك»، إلا أنه تناسى كل ذلك واتفق مع خفافيش الظلام على النيل من «مبروك» مقابل 2 مليون جنيه وفقا لتحقيقات النيابة العامة.
فجر يوم الأربعاء ١٨ نوفمبر ٢٠١٣، كان قد حصل عناصر بيت المقدس، على خط سير الشهيد من الضابط الخائن، وقاموا بتنفيذ العملية خلال خروج الشهيد من مسكنه بمدينة نصر، متوجهًا إلى عمله، في عملية إرهابية بشعة نفذها ٧ أشخاص ملثمين، فتحوا النيران على الضابط الشهيد من أسلحتهم الآلية وهم يستقلون سيارتين ملاكى بدون لوحات معدنية من على بعد خمسة أمتار، أمطروا جسد الشهيد بـ١٢ رصاصة، استقرت طلقتان بالرأس، وطلقتان بالوجه، و٦ طلقات بالصدر، وطلقة بالكتف اليسرى، ما أدى إلى استشهاده على الفور لينتقل إلى جوار ربه حيًا في قلوب المصريين بما قدمه من تضحيات في سبيل مصر وشعبها.
عقب اغتيال الشهيد محمد مبروك، نجحت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، في إجراء تحريات مكثفة حول واقعة مقتل مبروك، وتحديد دور محمد عويس، ليتم القبض عليه، وإحالته لنيابة أمن الدولة العليا، التي حققت معه، وفي مايو 2014 أمر النائب العام الشهيد هشام بركات حينها، بإحالة عويس مع 207 إرهابيين آخرين، للمحاكمة الجنائية أمام محكمة جنايات أمن الدولة، وكان رقمه في أمر الإحالة 18.
في 2 مارس 2020، قضت محكمة جنايات أمن الدولة برئاسة المستشار حسن محمود، بإعدام محمد عويس وآخرين على رأسهم الإرهابي هشام عشماوي وآخرين من العناصر التكفيرية، بالإعدام.
صباح اليوم الموافق 25/11/2021، أيدت محكمة النقض قرار الإعدام بحق 22 متهما ونظر الطعن أمام دائرة الخميس الجنائية وذلك على أحكام أول درجة الصادر من دائرة الارهاب، وكان من بين هؤلاء المتهمين الضابط الخائن. «محمد عويس».