كعادته كل صباح، توجه الفلاح البسيط إلى أرضه لمباشرة أعمال الزراعة، إلا أن ثمة جديدًا طرأ على السيناريو المعتاد، إذ عثر على جوال بداخله جثة طفلة تغيبت عن منزل أسرتها قبل 5 أيام ، لوغاريتم شكل لغزًا، بحث ضباط إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن البحيرة عن فك طلاسمه طوال الـ10 ساعات الماضية، بداية من مناقشة المشتبه بهم وصولًا إلى الجاني وكشف ملابسات الجريمة كاملة.
بداية القصة
عقارب الساعة كانت تشير إلى التاسعة صباحا مساء مطلع الأسبوع الجاري، هنا داخل قرية كفر سلامون التابعة لمركز كوم حمادة بمحافظة البحيرة، حيث حالة من الفزع والرعب الشديد انتابت قاطنيها عقب اختفاء الطفلة "رضوى" في ظروف غامضة، تبدلت معها أرجاء القرية والتي تجمع على أثرها الأهالي من كل حدب وصوب لمساعدة الجار الذي اختفت طفلته الصغرى للتو، لتبدأ رحلة البحث للوصول لطرف خيط يقودهم نحو كشف لغز الدقائق والساعات التي مرت على غياب صاحبة الـ 9 سنوات.
بلاغ للشرطة
منذ الساعات الأولى لاختفاء الطفلة، توجه الأب نحو مركز شرطة كوم حمادة، وبعد الاستماع لأقواله تم إخطار اللواء أحمد عرفات، مدير الأمن، بوجود بلاغ من والد الطفلة "رضوى. ع. م"، 9 سنوات، أفاد خلاله بتغيب ابنته عن المنزل، وعلى الفور وجه مدير الأمن تشكيل فريق من المباحث الجنائية بالمديرية برئاسة اللواء محمد شعراوي، مدير المباحث الجنائية.
شيطان متخف
4 أيام مرت علي اختفاء ذات الخطوات الصغيرة، فلا حديث ولا أمر يشغل بال الجميع هنا سوي العثور عليها وإعادتها لاحضان أسرتها، قلق ورعب وخوف فالكل منتظر ما ستعلن عن الساعات القادمة من مفاجآت في مسلسل البحث عن الطفلة الغائبة، إلا ذلك الشاب صاحب الـ 27، والمتواجد معهم للبحث عنها، فهو الشخص الوحيد الذي يعلم ما سيدور في أحداث الحلقة الاخيرة، عقب الكشف عن جريمته.
جثة في جوال
صرخات قطعت ذلك السكون الذي خيم على الأرجاء، حين خرج أحد سكان القرية "فلاح"، يهتف بأعلى صوته ليعلن عن العثور على جثة الطفلة داخل منزل أسرتها، وبعد انتقال الأهالي ورجال الشرطة تبين أن الجثة للطفلة المتغيبة، لتبدأ بعدها رحلة جديدة من البحث عن مرتكب الواقعة
من القاتل ..؟
10 ساعات كاملة قضاها رجال المباحث بمسرح الجريمة بحثا عن إجابة للسؤال الأبرز "من الجاني؟"، للوصول لطرف خيط يقودهم إلى حل القضية، إذ استمعوا لأقوال العديد من قاطني المنطقة وحرصوا على تفريغ كاميرات المراقبة المُثبتة بالمحلات فضلا عن فحص علاقات أسرة الضحية والوقوف على وجود خلافات بينهما وآخرين ترقى لارتكاب الجريمة، حيث أكدت التحريات أن عائلة المجني عليها تتمتع بدماثة الخلق وحب واحترام الجميع.
ديوان المركز
بالعودة إلى ديوان المركز تحولت وحدة المباحث لغرفة عمليات مصغرة، حيث اجتمع مدير المباحث الجنائية بالضباط، لوضع خطة محكمة لضبط المهتم في أسرع وقت ممكن، حتي تواصلت جهود فريق البحث الجنائي، إلى أن مرتكب الجريمة "محمد.أ.ا"، 27 عاما، حيث قام باصطحاب المجني عليها إلى سطح منزله، وتعدى عليها وهتك عرضها وكتم أنفاسها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.
وتابعت التحريات ان المتهم قام بوضع جثة المجنى عليها في شوال، لمدة 4 أيام ثم قام بالقائه خلف منزلها في اليوم الخامس.
تمكن ضباط المباحث من إلقاء القبض على المتهم، واعترف بارتكابه الجريمة، وحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التي تولت التحقيقات، وقرر محمد سليم، ومحمد بريقع وكيلى النائب العام برئاسة المستشار إبراهيم المنشاوي رئيس نيابة مركز شرطة كوم حمادة، عرض الطفلة على الطب الشرعي والتصريح بدفن الجثة عقب ذلك.