قال الدكتور أحمد يوسف، أستاذ العلوم السياسية في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الدكتور مصطفي الفقي له بصمته الخاصة التي أتاحت له الذكاء والود والسماحة، كونت له خريطة علاقات إنسانية هائلة في العالم العربي والأوروبي، وفي هذا الإطار تجمع له من الأحداث والمواقف ما جعله شاهدا بلغ الأهمية على عصره.
وأضاف يوسف، أنه يؤمن بكتابة السير الذاتية بصفة عامة والشخصيات التي لعبت أدوارا مهمة في حياتها بصفة خاصة، فرحلة الزمان والمكان عمل بالغ الأهمية لصاحبه الدكتور مصطفى الفقي، أما ما يجرى في خلفية الوثائق والتصريحات الرسمية بها، ربما تكون أكثر أهمية أولا في فهمها، وثانيا في معرفة ما نتجت عنه هذه الوثائق والتصريحات، وأعتقد أن الأشخاص العاديين في مذاكراته الذين عاصروا أحداث مهمة يقدمون إضافات لا غني عنها في كتابة التاريخ.
جاء ذلك خلال حفل توقيع ومناقشة كتاب "الرواية.. رحلة الزمان والمكان"، للمفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي، والمنعقد الآن بمكتبة القاهرة الكبرى، التابعة لقطاع شؤون الإنتاج الثقافي، والذي تنظمه الدار المصرية اللبنانية للنشر والتوزيع، والصادر عنها الكتاب، بمقر المكتبة، بحضور مؤلف الكتاب الدكتور مصطفى الفقي، والناقد الأدبي الدكتور صلاح فضل، والناشر محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، ورئيس مجلس إدارة الدار المصرية اللبنانية، والدكتور أحمد يوسف، أستاذ العلوم السياسية في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة.
يقدم الدكتور مصطفى الفقي في كتابه "الرواية.. رحلة الزمان والمكان"، ما هو أكثر من كتاب سيرة، إذ يغور في تقاطع رحلته الشخصية مع تاريخ مصر المعاصر، ليزيح الستار عن عديد الكواليس الهامة وليعيد فتح عدد هائل من الملفات الحساسة التي كان شاهدًا عليها تارة وشريكًا في صنعها مرات، وأن يقدم كل ما عاش دون أقنعة، مستعينا بتصدير مبكر لفرانز كافكا: "خجلتُ من نفسي عندما أدركت أن الحياة حفلة تنكرية، وأنا حضرتها بوجهي الحقيقي".
يضم الكتاب عشرون فصلا، تشمل مقدمة ضافية وخاتمة بالخلاصات والدروس المستفادة، يسرد فيها الفقي مسيرته بحسٍ روائي ممتع، يجعل من مفردة "الرواية"، التي اختارها عنوانًا لحياته، مفردةً في مكانها.
يسرد الفقي ما يتجاوز الخمسة وسبعين سنة من حياته وحياة مصر دون أن يغفل أي تفصيلة مهمة أو يغض الطرف عن لحظة شائكة أو يشيح بوجهه عن واقعةٍ إشكالية، ما يجعلنا أمام سيرة ليست فقط شفافة، لكن شجاعة إن جاز التعبير.