قال الناقد الأدبي صلاح فضل، إن الدكتور مصطفى الفقي يتحدث بلباقة جيدة، والذاكرة التي تلتقط الأحداث، حتى فاجأني بحادثة لم تسطر لها الأقلام وسر من الأسرار التي لم يتحدث عنه، ويعد الوحيد الذي أنتزع سر زكريا محيى الدين حتى آخر يوم في حياة الزعيم جمال عبد الناصر.
وأضاف فضل، أن الناشر محمد رشاد، نشر للدكتور مصطفى الفقي ثلاث مجلدات لأكثر من 300 شخصية، فأي أحد يكتب عن الآخرين بمثل هذه الغزارة في المعلومات وبمثل هذا العمق في الرؤية وبمثل هذا الوعي في جوهر الشخصية، ولا يكتب سير لا يذكر أحداث إنما يركز على واقعها بواقعتين منهما نستطيع أن ندرك سر وعظمة وبروز وأهمية هذه الشخصية.
وأوضح فضل، أن هذه السير والتراجم التي دونها الدكتور مصطفى الفقي في كتابه "رحلة الزمان والمكان" عن أكثر من 300 شخصية لن يكرر سيرة منها في روايته التي كتبها عن المذكرات، ولكنه في أحاديثه كرر أشياء ذكرها في مذكراته.
جاء ذلك خلال حفل توقيع ومناقشة كتاب "الرواية.. رحلة الزمان والمكان"، للمفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي، والمنعقد الآن بمكتبة القاهرة الكبرى، التابعة لقطاع شؤون الإنتاج الثقافي، والذي تنظمه الدار المصرية اللبنانية للنشر والتوزيع، والصادر عنها الكتاب، بمقر المكتبة، بحضور مؤلف الكتاب الدكتور مصطفى الفقي، والناقد الأدبي الدكتور صلاح فضل، والناشر محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، ورئيس مجلس إدارة الدار المصرية اللبنانية.
يقدم الدكتور مصطفى الفقي في كتابه "الرواية.. رحلة الزمان والمكان"، ما هو أكثر من كتاب سيرة، إذ يغور في تقاطع رحلته الشخصية مع تاريخ مصر المعاصر، ليزيح الستار عن عديد الكواليس الهامة وليعيد فتح عدد هائل من الملفات الحساسة التي كان شاهدًا عليها تارة وشريكًا في صنعها مرات، وأن يقدم كل ما عاش دون أقنعة، مستعينا بتصدير مبكر لفرانز كافكا: "خجلتُ من نفسي عندما أدركت أن الحياة حفلة تنكرية، وأنا حضرتها بوجهي الحقيقي".
يضم الكتاب عشرين فصلا، تشمل مقدمة ضافية وخاتمة بالخلاصات والدروس المستفادة، يسرد فيها الفقي مسيرته بحسٍ روائي ممتع، يجعل من مفردة "الرواية"، التي اختارها عنوانًا لحياته، مفردةً في مكانها.
يسرد الفقي ما يتجاوز الخمسة وسبعين سنة من حياته وحياة مصر دون أن يغفل أي تفصيلة مهمة أو يغض الطرف عن لحظة شائكة أو يشيح بوجهه عن واقعةٍ إشكالية، ما يجعلنا أمام سيرة ليست فقط شفافة، لكن شجاعة إن جاز التعبير.