الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

"الفاو" تحدد 5 إجراءات عاجلة لمواجهة مخاطر دودة "الحشد الخريفية".. تكبد الغلال بأفريقيا خسائر بـ 9.4 مليار دولار.. 12 بلدًا بالقارة السمراء معرضة لفقد 17.7 ملايين طن من الذرة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

دعت منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" والاتفاقية الدولية لوقاية النباتات (الاتفاقية الدولية) دول العالم إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات لمنع انتشار دودة الحشد الخريفية والتأهب بهدف الحد من انتشارها  في جميع أنحاء العالم.

وقالت "الفاو" في دراسة حصلت عليها "البوابة نيوز": هناك خمس إجراءات رئيسية جديدة، للوقاية من مخاطر دودة الحشد الخريفية، ولمنع انتشار هذه الآفة، أولها "الوقاية خير من العلاج" خصوصًا أن هذه الدودة عندما تدخل إلى إقليم جديد، لا يكون بوسع البلدان سوى مراقبة تواجدها وإدارة الأضرار الناجمة عنها، وينبغي للبلدان أن تضع خططًا للوقاية والتأهب فيما لا تزال أراضيها خالية من هذه الآفة وأطلعوا على الخطوط التوجيهية لتحديد العناصر المهمة التي ينبغي إدراجها في هذه الخطة، ويتيح الاستثمار في الوقاية للبلدان تحقيق وفورات في الموارد الفنية والمالية.

وأضافت "الفاو" ثاني الإجراءات "تقييم المخاطر"، خصوصًا أن دودة الحشد الخريفية تتسبب في خسائر سنوية في الغلال تبلغ قيمتها 9.4 مليارات دولار في أفريقيا وحدها، واستنادًا إلى هذه التقديرات المستمدّة من 12 بلدًا أفريقيًا، فقد يضيع ما يصل إلى 17.7 ملايين طن من الذرة، أي ما يكفي لإطعام عشرات الملايين من السكان سنويًا في القارة إن لم تتم الوقاية من هذه الآفة ومكافحتها بشكل صحيح.

وأوضحت منظمة الأغذية والزراعة، أن دودة الحشد الخريفية تتغذى من أكثر من 80 نوعًا من المحاصيل، بما يشمل الذرة والقمح والذرة الرفيعة والدخن وقصب السكر والقطن، وقد تترتب على ذلك آثار مدمرة على الأمن الغذائي وسبل كسب العيش، وللحيللة دون ذلك يمكن للبلدان إجراء تحليل لمخاطر الآفات لتحديد المسارات التي يمكن لدودة الحشد الخريفية أن تدخل منها وتعزيز تدابير الصحة النباتية التي يتعين اتخاذها لمكافحتها.

أما الإجراء الثالث الذي حددته "الفاو" يتمثل في "التنسيق والتعاون" ففي كل عام، يجتمع أكثر من 180 بلدًا من جميع أنحاء العالم لاعتماد معايير دولية للصحة النباتية وتحديد التدابير اللازمة لضمان ألا تحمل النباتات والمحاصيل التي تدخل إلى بلد ما معها الآفات الحجرية.

وأضافت: بمجرد أن يعرف بلد ما أنه يشكّل خطرًا قد يؤدي إلى دخول دودة الحشد الخريفية، ينبغي له تحديث حالة الآفات وقائمة السلع الخاضعة لأي من متطلبات الصحة النباتية للسلع المستوردة، ويمثل هذا الإجراء أهمية بالغة بالنسبة إلى تجارة النباتات والمنتجات الغذائية والزراعية بطريقة آمنة وتجنب دخول الآفات عن طريق السلع أو المركبات أو وسائل أخرى، ويواجه في الوقت الراهن بلدان جنوب أوروبا والشرق الأدنى وشمال أفريقيا ومنطقة المحيط الهادئ بوجه خاص خطر دخول هذه الآفة.

وأشارت الفاو إلى أن الإجراء الرابع هو "وقف دودة الحشد الخريفية عند الحدود" فيجب أن يكون المسؤولون على الحدود مدربين على نحو جيد لوقف دودة الحشد الخريفية بكل الطرق الممكنة، ومن حسن الحظ أنه يمكن رصد دودة الحشد الخريفية وتشخيصها من دون أي معدات خاصة إذ يكفي استخدام عدسة يدوية أو النظر بدقة لكشف هذه الآفة، حتى في مراحلها الأولى وينبغي للمفتشين على الحدود أن يتحققوا من الجانب السفلي من الأوراق بحثًا عن البيض واستخدام أفخاخ للفيرومونات أثناء عملية التفتيش، ويمكن العثور على الديدان البالغة في السلع التي تنقل وتبرد؛ ويمكن للتشخيص المخبري أن يؤكد أيضًا تشخيص العينات التي تم العثور عليها.

وقالت الفاو: من أبرز الأمثلة على نجاح هذه العمليات، تمكن الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية (الهيئة)، من خلال عمليات تفتيش لأغراض الصحة النباتية أجرتها على الشحنات عند نقاط الدخول، من اعتراض دودة الحشد الخريفية في سلع كانت تدخل إلى أوروبا، وشملت هذه السلع الفلفل الحلو والحار، والباذنجان، والهليون، والذرة، والزهور الوردية المقطوفة وغيرها من أنواع النباتات التي ليست من النباتات الرئيسية المضيفة لدودة الحشد الخريفية ووفقًا لتقديرات الهيئة، يمكن لأكثر من مليون يرقة أن تدخل الاتحاد الأوروبي سنويًا عن طريق السلع الأساسية المضيفة.

وقالت "الفاو": يمثل الإجراء الخامس: "إعلام الآخرين بهذا الخطر"، فالتواصل مهم ليس فقط لرصد دودة الحشد الخريفية ومكافحتها قبل دخولها وبعده، بل أيضًا لتبادل المعلومات وأفضل الممارسات التي من شأنها مساعدة البلدان على اتخاذ الإجراءات المناسبة لمكافحة هذه الآفة، ومن الضروري إعداد استراتيجيات للتواصل بشأن مخاطر الآفات ووضع برامج توعية لأصحاب المصلحة من أجل مساعدة المزارعين والعاملين في مجال الزراعة وهذا القطاع بوجه عام على الاستعداد في حال دخول دودة الحشد الخريفية ويمكن للوكالات الحكومية ومنظمات وقاية النباتات أن تقدم المشورة الفنية بشأن طرق تشخيص دودة الحشد الخريفية وسبل الإبلاغ عن وجودها إلى السلطات الوطنية.

وأشارت إلى أن دائرة وقاية النباتات في منطقة لومبارديا في إيطاليا، أطلقت تطبيقًا على الأجهزة المحمولة من أجل إشراك المواطنين والمهنيين معًا في مكافحة الآفات والإنذار السريع، ويمكن للسكان بواسطة هذا التطبيق الحصول على مزيد من المعلومات عن الآفات، بما في ذلك عن دودة الحشد الخريفية وإرسال تقارير للإبلاغ عن تواجدها، وهي تقارير يتحقق من صحتها المفتشون المحليون المعنيون بالصحة النباتية.

وتعد دودة الحشد الخريفية إحدى أخطر الآفات النباتية في العالم، فهي تتغذى من أكثر من 80 نوعًا من المحاصيل، وتؤثر على الصحة النباتية في أكثر من 70 بلدًا، بينما يواجه العديد من البلدان الأخرى ارتفاع خطر دخول هذه الآفة إلى أراضيها.

تتعرض البلدان في هذه أقاليم في وشمال أفريقيا، وجنوب أوروبا وجنوب غرب المحيط الهادئ والشرق الأدنى بشكل خاص لخطر شديد إذا ما دخلت دودة الحشد الخريفية إلى أراضيها، وقد أدرج العديد من بلدان وأقاليم العالم اليوم دودة الحشد الخريفية باعتبارها آفة ذات أولوية لتشخيصها والوقاية منها بسبب معدل تكاثرها المرتفع للغاية، واستحالة استئصالها عمليًا بعد تفشيها، وقد أصبح العمل على وقف انتشارها شاغلًا مقلقًا على الصعيد العالمي.