قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، إن حديقة دير سانت كاترين تعد قيمة عالمية استثنائية وكانت ضمن المعايير التى سجلت منطقة سانت كاترين على أساسها تراث عالمى بالسونسكو 2002 طبقًا لأربعة معايير وكانت الحديقة ضمن المعيار الرابع لكون الممتلك نموذج بارز من البناء أو لمجمع معماري أو تكنولوجي أو لمنظر طبيعى يمثل مرحلة أو مراحل هامة من التاريخ البشرى، أو تعبر عن نمط من البناء أو مجمع معمارى أو طراز أو تنسيق حدائق ثقافية يمثل مرحلة هامة من التاريخ وتجسّد ذلك فى حديقة الدير ومناظر الجبال.
وأضاف ريحان في تصريحات صحفية، أن مشروع التجلى الأعظم يتضمن تطوير حديقة الدير وتنسيقها لتصبح ضمن مزارات الدير الهامة حيث تعد تحفة فنية والزراعات بها زراعة عضوية وبعد تطويرها يمكن أن تستقبل نوعين من السياحة وهى السياحة البيئية والسياحة الزراعية لما تحتوى عليه من أشجار معمرة وأشجار السرو الشهيرة رمز الخلود ومنحل عسل ومعصرة زيتون وتجاورها كنيسة الموتى الخاصة برفات المطارنة والرهبان.
وأوضح ريحان أن زائر دير سانت كاترين سوف يستمتع بمقومات سياحية متنوعة فى مكان واحد السياحة الروحية فى ملتقى الأديان بالوادى المقدس طوى ووجهة الحجاج المسيحيون منذ القرن الرابع الميلادى وملتقى الحجاج المسيحيون والمسلمون بعد الفتح الإسلامى لمصر وسياحة الآثار حيث أشهر أديرة العالم والسياحة الروحية والبيئية والطبيعية والسفارى فى الصعود إلى جبل موسى ورؤية أجمل منظر شروق فى العالم.
ويشير الدكتور ريحان إلى أن حديقة الدير متسعة ولها سور خاص وهناك باب سرى منذ القرن السادس الميلادى من الدير إلى الحديقة التى تحتوى على أشجار فاكهة مثل التين، العنب، الخوخ المشمش، الكمثرى، البرتقال، الرمان، وأشجار الزيتون واللوز وأشجار السرو والصفصاف، بالإضافة إلى الخضروات والبقول والأزهار مثل الورد، القرنفل والريحان
ويوضح أن الحديقة بها ثلاثة آبار وثلاثة ينابيع، والآبار هى بئر مكاريوس فى أعلى الحديقة عمقها 15م وماؤها فى الصيف باردة كالثلج وقيل أنها أقدم آبار الحديقة وقد حفرها مهندس الدير، وبئر اللوزة التى تقع عند لوزة قديمة، وبئر مهجورة، أما الثلاثة ينابيع ففى أسفل الحديقة، وهناك نبع غزير شرق الحديقة يسمى بركة الدّوار يجرى ماؤها فى قناة تحت الأرض فيسقى الجهة الشرقية من الحديقة كما تضم شجر معمّر ومنحل عسل ومعصرة زيتون حديثة المستخدمة لعصر الزيتون داخل الدير
ونوه الدكتور ريحان إلى أن حديقة الدير تضم كنيسة الموتى أو الطافوس أو معرض الجماجم وهى مقبرة المطارنة والرهبان حيث يدفن الرهبان موتاهم فى هذا المدفن ويتركون الجثث حتى تتحلل ويأخذون عظامها ويجعلونها فى معرض خاص قرب المدفن يطلق عليه كنيسة الموتى الذى يسمى الآن معرض الجماجم، وفى مدخل معرض الجماجم غرفة صغيرة فيها رفات الموتى من زوّار الروس وأهل الطور، والمعرض عبارة عن قبو متسع تعلوه كنيسة فى جزء منه، ورصت الجماجم بعضها فوق بعض كآنية الفخار، وفى الجزء الآخر باقى العظام، والهياكل العظمية للرهبان معروضة كاملة من الرأس للقدم، أما هياكل المطارنة فقد وضع كل هيكل فى صندوق خاص أو فى عين فى الحائط ومنها رفات المطران حنانيا المتوفى 1668م والمطران أثناسيوس والمطران كالستراتس 1885م .
ويتابع الدكتور ريحان بأنه عند باب هذه القاعة يسارًا هيكل رجل مسن قد أجلسوه على كرسى وألبسوه ثيابًا رثة وجعلوا فى يده سبحة حتى تخاله حيًا حارسًا للباب، قيل أنه هيكل القديس اسطفانوس أول بواب للدير فى أيام يوحنا اقليمقوس وهناك يوم عند الرهبان يسمى يوم الأموات، وكذلك فى أيام السبت الخاصة بالصيام الكبير يقوم قسيس بأداء القداس فى بيت الجماجم ويتضمن التطوير معالجة أى انبعاثات ضارة على الزوار من حجرة الجماجم طبقًا لقوانين البيئة والشروط الواجب توافرها.