صرح رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، لمحافظي الوكالة، أن محادثاته في طهران لم تكن حاسمة في حل القضايا المتعلقة ببرنامج إيران النووي.
وانتهت رحلة جروسي إلى إيران أمس الثلاثاء ببيانات من الجانبين شددت على التزامهما بالتعاون، لكنها تركت تساؤلات معلقة أثارتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول دخول المفتشين النوويين واكتشاف آثار اليورانيوم في ثلاثة مواقع غير معلنة كمواقع نووية.
والتقى جروسي برئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان سعيا للوصول إلى ورشة تصنيع في كرج غربي طهران لخدمة الكاميرات ومعدات المراقبة.
وجادل جروسي بأن إيران وافقت على الوصول بموجب ترتيب مؤقت في سبتمبر، بينما تقول إيران إنها تمنع الوصول بسبب مراجعة أمنية في المنشأة بعد تعرضها للهجوم في يونيو، بحسب تقارير بطائرة بدون طيار.
وتأتي خيبة الأمل من زيارة رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل أيام من استئناف المحادثات في فيينا في 29 نوفمبر لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 مع القوى العالمية، خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA).
وأبلغ جروسي مجلس المحافظين المؤلف من 35 دولة مع افتتاح اجتماعه الفصلي الأربعاء "على الرغم من بذل قصارى جهدي، فإن هذه المفاوضات والمداولات المكثفة لمعالجة قضايا الضمانات الإيرانية المعلقة، والمفصلة في التقريرين، لم تكن حاسمة".
وقيدت إيران منذ فبراير، وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى حد ما إلى ذلك المطلوب بموجب أحكام الضمانات لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، لكن غروسي تمكن في ذلك الشهر من الاتفاق على ترتيب يسمح بمستوى أكبر من الوصول، والذي قال إنه يمنح الوكالة قدرة أوضح للكشف عن أي خروقات.
وبينما يُتوقع أن تراقب الوكالة خطة العمل الشاملة المشتركة التي تم إحياؤها، ليس لها دور مباشر في محادثات فيينا.
ومع ذلك، فإن المواجهة الواضحة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، حول ورشة عمل كرج وأنشطة إيران النووية السابقة غير المبررة، قد تفسد أجواء المحادثات.
وتم تعليق مفاوضات فيينا منذ يونيو، لكن المناورات الدبلوماسية والسياسية استمرت على قدم وساق، مع تكهنات حول الموقف الذي سيتخذه فريق التفاوض الإيراني الجديد.
وبينما تجري المحادثات في فيينا رسميًا بين الموقعين الباقين على خطة العمل الشاملة المشتركة - الصين وفرنسا وألمانيا وإيران وروسيا والمملكة المتحدة - يشارك دبلوماسيون أمريكيون بشكل غير مباشر.
كما أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدول الأعضاء أن إيران أخضعت مفتشيها "لعمليات تفتيش مفرطة التوغل، مما أدى إلى شعورهم بالترهيب".
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن دبلوماسيين زعموا أن جروسي رفض عرضًا إيرانيًا للسماح بالوصول إلى كرج مقابل تخلي الوكالة عن استجوابها لآثار اليورانيوم غير المبررة في العمل النووي الإيراني السابق.
وقالت الصحيفة، إن المحادثات بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران "استمرت طوال الليل" لكنها لم تذكر تفاصيل.