في مثل هذا اليوم 24 نوفمبر 1980 توفي الشيخ محمود خليل الحصري، أحد أبرز قراء القرآن الكريم في مصر والعالم الإسلامي ، فهو صاحب مدرسة أحكام التلاوة، وهو أول من سجل القرآن بصوته مرتلاً في الإذاعة المصرية في مطلع الستينيات .
ويعد الحصري، أول من سجل القرآن الكريم مرتلا في مختلف رواياته (حفص عن عاصم، ورش عن نافع، قالون و الدوري) كما أنه كان أول من سجل المصحف المعلم و المصحف المفسر.
ولد الشيخ محمود الحصري بقرية شبرا النملة، بمحافظة الغربية بمصر، عام 1917مـ.
قام والد الشيخ محمود خليل الحصري بإدخاله للكتاب وعمره أربع سنوات ليتعلم تلاوة القرآن الكريم ، وقد أتم حفظ الذكر الحكيم في الثامنة من عمره قبل الالتحاق بالمعهد الديني لطنطا بعد أربع سنوات.
تتلمذ الحصري في الأزهر حيث تمكن من ضبط الروايات العشر للقرآن ليصبح بعد ذلك قارئا للذكر الحكيم في مسجد قريته ، في عام 1363هـ تقدم لامتحان الإذاعة، فجاء ترتيبه الأول على المتقدمين، ووصل من خلالها صوته شرقا وغربا، ثم عين مفتشا للمقارئ المصرية، فرئيسا لمشيخة المقارئ المصرية، وتولى العديد من المهام الشرعية الأخرى.
امتاز الشيخ الحصري بقراءته المتقنة للقرآن الكريم، تجلى ذلك في رزانة صوته، وحسن أدائه لمخارج الحروف وصفاتها، مع مراعاته التامة لأحكام الغنات، ومراتب التفخيم والترقيق، وغير ذلك من أحكام التجويد التي أتقنها غاية الإتقان.
كان الشيخ الحصري ذا علم واسع بالتفسير والحديث، مجيداً لقراءات القرآن العشر ، إذ عكف طيلة حياته على علوم القرآن، وشغف بعلم القراءات حتى أصبح عَلَمًا من أعلامه.
وتميز الشيخ محمود خليل الحصري عن بقية القراء بالآتي:
1961 - أول من سجل القرآن برواية حفص عن عاصم.
1964 - أول من سجل القرآن برواية ورش عن نافع.
1968 - أول من سجل القرآن برواية قالون ورواية الدورى عن أبي عمرو البصرى.
1969 - أول من سجل القرآن المعلم (طريقة التعليم).
1975 - أول من رتل القرآن بطريقة المصحف المفسر.
1977 - أول من رتل القرآن في الأمم المتحدة.
1978 - أول من رتل القرآن في القصر الملكي في لندن.
عين الشيخ رئيسا لاتحاد قراء العالم الإسلامي سنة 1968م و قد كان أول من تلا الذكر الحكيم في مجلس الشيوخ الأمريكي (الكونجرس) و هيئة الأمم المتحدة.
كان حريصا في أواخر أيامه على تشييد مسجد ومعهد دينى ومدرسة تحفيظ بمسقط رأسه قرية شبرا النملة، وأوصى في خاتمة حياته بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم وحفاظه، والإنفاق في كافة وجوه البر، توفى مساء يوم الإثنين 16 محرم سنة 1401 هـ الموافق 24 نوفمبر 1980 بعد صلاة العشاء بعد أن امتدت رحلته مع كتاب الله الكريم ما يقرب من خمسة وخمسين عامًا.