الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

بعد سلسلة من الجرائم الدموية.. صندوق علاج الإدمان يطلق حملة توعوية جديدة لطلاب المدارس.. وخبراء: المكافحة تبدأ بتكاتف الجهود.. ووقف دراما المخدرات أولى الخطوات نحو العلاج

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

طفل يلقى مصرعه بمحافظة الإسماعيلية على يد والده "المدمن".. أب يقوم بذبح 6 من أبنائه وزوجته الثانية بالفيوم بعد تعاطي جرعة زائدة من المخدرات..  تعاطي المخدرات يدفع طالب جامعي لقتل والده بسلاح أبيض.. شاب يقطع رأس جاره بالساطور في الإسماعيلية.. جرائم متكررة شهدها الشارع المصري في الأشهر القليلة الماضية وكان المتهم فيها واحد ألا وهو تعاطي وإدمان المخدرات، الأمر الذي دفع الدولة المصرية لاتخاذ خطوات جادة نحو مكافحة المخدرات.

وفي آخر خطوات التوعية ضد المخدرات، أطلق صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، مساء أمس الثلاثاء، برامج لتوعية طلاب المدارس، بالمحافظات المختلفة بأضرار التدخين وتعاطى المخدرات، في خطوة جديدة بعد العديد من الحملات التي دشنها الصندوق بهدف مكافحة تعاطي وإدمان المواد المخدرة باختلاف انواعها.

وتستهدف الحملة الجديدة إطلاق العديد من البرامج التوعوية داخل المدارس، لما لها من أهمية على الصغار، وهم شباب المستقبل، حيث أكد صندوق مكافحة الإدمان، في بيان لها أن البرامج تستهدف التركيز على المدارس بالقرى المستهدفة من المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" ضمن "برنامج اختار حياتك".

يأتي ذلك في إطار حرص الوزارة  على تنفيذ العديد من البرامج التوعوية المتكاملة حول الوقاية الإدمان في  هذه القرى، إضافة إلى توفير خدمات  المشورة للأسر حول آليات الاكتشاف المبكر وكيفية التعامل مع الحالات المرضية والتواصل مع الخط الساخن لعلاج الإدمان " 16023 " لتقديم الخدمات العلاجية مجانا.

أهداف توعوية 
ويهدف برنامج "اختار حياتك" إلى تنفيذ حملات الزيارات المنزلية والتواصل المباشر مع الأسر المقيمة في هذه القرى، وتأهيل الكوادر المجتمعية من الشباب للمشاركة في جهود التوعية بخطورة القضية، لرفع وعي الأسر فى  هذه القرى بأخطار تعاطي وإدمان المواد المخدرة وسبل المواجهة، والتعريف بخدمات "الخط الساخن 16023" على مستوى المشورة والدعم النفسي والعلاج والتأهيل وآليات الاكتشاف المبكر، وحث مرضى الإدمان منهم علي التقدم للعلاج المجاني الذي يقدمه الصندوق بالمراكز التابعة او الشريكة مع الخط  الساخن.

وتتضمن البرامج التوعوية  في مدارس قرى "حياة كريمة"  تنفيذ  أنشطة فنية وتلوين الكراسات  واستخدام الأساليب الإبداعية التى تتماشى مع المراحل العمرية للأطفال بالتعاون مع الإدارة العامة للتربية الاجتماعية بوزارة التربية والتعليم  منها  لعبة "السلم والدخان" والتي تبرز أن من يدخن ويحاول الوصول الى درجة  متقدمة  من خلال السلم لا يستطيع،ويرجع للوراء  بسبب أن التدخين  والمخدرات يؤثران على  صحته، في حين أن الشخص الذى لا يدخن يستطيع ان يحصل على درجات متقدمة  ويحقق أهدافه،كما يستطيع  أن يفكر بشكل سليم ويتخذ القرار الصحيح  بعكس من يدخن‪ .

حملات متواصلة 

وتسعى وزارة التضامن للتنويع في الحملات التوعوية لمكافحة المخدرات، ففي الوقت الذي يهدف فيه برنامج "إختار حياتك" إلى بناء الشخصية الإيجابية لدى الطلاب والطالبات واكسابهم مجموعة من المهارات الحياتية كالتعارف والتواصل والعمل الجماعى وربط هذه المهارات بمواجهة مشكلة الإدمان، تتواصل بالتوازي حملة "انت أقوى من المخدرات" حيث يتم إطلاق مسابقات رياضية من خلال تنظيم دورى رياضى فى إطار حملة "أنت أقوى من المخدرات"، لتشجيع الطلاب على التصدي لمشكلة التعاطي وإبراز خطورة الإدمان‪.

ويؤكد خبراء علاج الإدمان أن مكافحة الإدمان تتطلب تكاتف الجهود من أجل محاربة جميع أبعاد وأطراف المشكلة، والقضاء على الأزمة التي باتت تؤرق المجتمع وتنتشر فيه الجرائم بسبب الإدمان.

الدكتور جمال فرويز

وفي هذا السياق، أكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان، أن حملات التوعية غاية في الأهمية ونحن مطالبون بتكثيف هذه الحملات من أجل تكثيف التوعية المجتمعية ونشر المعلومات الصحيحة عن مخاطر الإدمان بين مختلف فئات المجتمع.

وشدد "فرويز" في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" على ضرورة أن تتماشى هذه الحملات جنبا إلى جنب مع جهود على جميع الأصعدة لدعم هذه الحملات، من خلال تسليط الضوء في وسائل الإعلام هذه الحملات، والعمل على وقف جميع الأعمال الفنية التي تجعل من المدمنين والخارجين عن القانون أبطالًا".

وتابع: "من أكثر العوامل التي أدت لانتشار المخدرات في مجتمعنا في الآونة الاخيرة هي صورة المدمن في الأفلام والدراما المصرية، الذي طالما يهرب من العقاب ويصور على أنه البطل الأوحد في العمل الفني، لذا يجب أن نتوقف عن جميع هذه الأعمال من أجل مستقبل أفضل لمجتمعنا حيث أن هذه الأعمال دفعت بالكثير من الشباب إلى طريق الإدمان والمخدرات من باب تقليد هذه الأعمال الفنية".

أما الدكتور محمد حسن خليل، المنسق العام للجنة الدفاع عن الحق في الصحة، فقال إن حملات التوعية ضد المخدرات مهمة ونطالب بتكثيفها لتشمل كافة فئات المجتمع، وأن تستهدف الشباب في سن المراهقة الذين بدأت ينتشر فيهم الإدمان في الفترة الأخيرة".

ولفت "خليل" إلى أن هذه الحملات تعالج المرحلة الأخيرة من المشكلة، إلا أننا نحتاج بشدة لعلاج جذور المشكلة، والتي تتمثل في علاج الأسباب التي تدفع الشباب للإدمان، ولعل الدولة المصرية بدأت تخطو خطوات ناجحة في هذا المجال، إلا أننا لا زلنا بحاجة لتكثيف هذه الجهود المتمثلة في القضاء على البطالة وتوفير فرص عمل لائقة للشباب، والتوسع في دعم المشروعات الصغيرة لتوفير مصدر رزق للشباب".

وتابع: "توفير فرص عمل ومصدر رزق ثابت يمهد لتحسين مستوى المعيشة والقضاء على الفقر والبطالة التي تعد بيئة خصبة لانتشار التطرف والإدمان والسلوكيات الخاطئة، ومن هنا فالقضاء على جذور المشكلة تحقق التنمية والمعيشة الكريمة، يقضي تماما على الاكتئاب المغذي الحقيقي لنسبة كبيرة من الإدمان في مصر".