منذ أيام شهدت كنائس الروم الأرثوذكس، بداية صيام عيد الميلاد المجيد، يوم 15 نوفمبر ، وبذلك يحتفلون بعيد ميلاد السيد المسيح يوم 25 ديسمبر وذلك وفق التقويم الغربي، وتلحق بها الكنيسة الكاثوليكية، التي تبدأ الصيام يوم 9 ديسمبر وتحتفل أيضًا 25 ديسمبر مع الروم الأرثوذكس، أما الكنيسة الأرثوذكسية، تبدأ صيامها في 25 نوفمبر الجاري بينما الاحتفال بالعيد 7 يناير، وذلك بعد صيام 43 يومًا، أما الكنيسة الإنجيلية، لا يوجد صيام بها ولكنها تحتفل بعيد الميلاد يوم 6 يناير المقبل،
حول هذا الاختلاف الذي قد لا يعرفه البعض أجرت البوابة نيوز حوارا مع الأنبا كيرلس مطران أسيوط للأقباط الكاثوليك ..
* لماذا نجد اختلافات في صوم الميلاد؟
- بالتأكيد كل كنيسة لها طقوسها وأيامها للصيام وأيضا مواعيدها للاحتفال بالعيد، فهذا الاختلاف يرجع لأسباب فلكية قد لا يعرفها البسطاء لأنها حسبة صعبة شوية، لأن الكنيسة الأرثوذكسية بتصوم تبع التقويم المصري القديم اللي بيبدأ بشهر توت، وتم تحديد رأس السنة "1 توت، وبموجب التقويم المحسوب يبلغ طول السنة: 365 يوما + 6 ساعات، ولما حسبوا السنة كما كانت، ظلت الكنيسة الكاثوليكية تحتفل في 25 ديسمبر والأرثوذكس يوم ٧ يناير.
* هل هناك اختلافات أخري تشهدها الطوائف؟
- بالتأكيد هناك أمور فيها اختلافات ولكن لا علاقة لها بالكتاب المقدس "العقيدة"، ولا بأس من الاختلافات كما تحدثت فمثلا أصل عيد الميلاد عند الغرب ثم انتقل إلى الشرق، ولكن مثلا عيد الغطاس أصله من الأقباط الأرثوذكس، واتنقل للغرب بعد كده وده في النصف الثاني من القرن الرابع، إلى أن تم الاحتفال به في جميع الطوائف من القرن الخامس.
* لماذا كان المؤرخون يكتبون عن صوم الميلاد؟
- صوم الميلاد الآن ليس حكرا على الأقباط فقط أنا ألاحظ الكثير من المسلمين يصومون صيام الميلاد والمؤرخين سابقا وسالفا يدونون عن صيام الميلاد الكثير من الكتب زي يوحنا زكريا وكتاب «الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة».
* وما السبب وراء صوم الميلاد؟
- صوم الميلاد المجيد سببه هو أن السيدة مريم العذراء عندما حملت وعاشت حياة مرتبكة أمام يوسف النجار وغيره بكونها كانت تدعي البكورية ومن هنا ومن الشدة والمعاناة لم تجد حلا سوي التضرع للرب والصيام وهذا ما أقره الكهنة فيما بعد لأنها صامت شهرا ونصفا لأنها لم تعرف ما الذي حدث وكيف حملت، وهنا نجد أنفسنا نفعل ما فعلوه بمعني أننا نصوم فصام السيد المسيح فصمنا امتثالا لتعاليمه لنا صامت السيدة شهر ونصف في كيهك صمنا مثلها.
* وماذا عن القرار البابوي بصيام الميلاد 28 يوما؟
- هنا لزم التوضيح فذلك القرار هو من البابا غبريال الـ٨ وكان ذلك في العام 1587-إلى 1603 البطريرك السابع والتسعين من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في قراراته التي سنها بخصوص تعديل الأصوام التى صدرت في سنة 1602 وأن يُبتدئ صوم الميلاد من أول شهر كيهك ويكون فصحه عيد الميلاد، أي تكون مدته 28 يوما فقط وده تم ذكره في الأبحاث.
* عادات الصيام فى الكنيسة الكاثوليكية؟
- صيام الميلاد صيام غير منتظم بمعني «الإنسان يصوم أيام ويفطر ويرجع يصوم تاني»، بمعني أن يمتنع فيه تناول أي شيء وعند الفطار يتناول مأكولات نباتية، ويمتنعون تماما عن أكل اللحوم ويسمح فيه بأكل السمك كنوع من التخفيف لكثرة الأصوام خلال السنة -، وكل أيام الأسبوع ما عدا يومي الأربعاء والجمعة وأيضًا البرمون وهو الذي يسبق عيد الميلاد مباشرة.
* وما هي الوجبات المتاح تناولها في هذه الفترة؟
- مبدئيا في وجبة يأكلها الجميع أقباطا ومسلمين فمثلا نهتم بتناول وجبة العدس، نظرًا لأن العدس يُفضل تناوله في الجو البارد، تزامنا مع الصوم، وأيضا نهتم بتناول الكشري لأنه وجبة مكتملة المكونات التي يحتاجها الجسم وأيضا الأسماك متاحة في هذا الصوم بمختلف أشكالها ولكن البعض يرفض تناولها في الصيام، وبالإضافة إلى تناول المحاشي، وخاصة محشي الكرنب ومحشي الباذنجان والفلفل، مع اللوبيا والخضروات بمختلف أشكالها وخاصة الفاصوليا والبامية والملوخية الجاف، وبالتأكيد الأكلات الشعبية كالفول والطعمية والبطاطس والباذنجان والمسقعة.
* هل هناك عادات وتقاليد للصيام أو الاحتفال؟
- بالتأكيد فقد تحولت عند الكثيرين إلى موسم البيع والشراء، فالتهادي لها في الأصل معنى عميق، إنه اليسوع الذي يهادينا والذي قد وهبنا حياته، هنا هدية ولها شأن عظيم فكيف لنا أن لا نهادي ونحن نهادي الأطفال كي يتعلموا أن الحياة هدية وأننا نحتفل بهدية الحياة، ولذلك توجد الهدايا، ولكن ليس بهذا الكم الذي يرهق الوالدين.
* وما رأيك حول شجرة الميلاد؟
- أسعد عندما أري الجميع يتزين بها فشجرة عيد الميلاد رمز للاحتفال لأنه لا توجد الخضرة في الشتاء، إلا أن شجرة الزينة خضرتها دائمة بشكل مستمر قد يصل لسنوات، فهي ترمز إذن إلى الحيوية، واستخدام الألعاب باللون الأحمر هي رمز معبر عن صلب المسيح حسب العقيدة المسيحية، ولذا فإن الربط بين اللون الأحمر والأخضر يمثل سلامة الحياة في الحاضر والمستقبل.