الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

الشعر يجمعنا.. "وطن النجوم أنا هنا" لإيليا أبو ماضي

الشاعر الراحل إيليا
الشاعر الراحل إيليا أبو ماضي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ينفتح الشعر على التجربة الإنسانية اللانهائية، متحركًا في فضاء الخيال والدهشة، محاولًا إعادة بناء الوجود عبر أصواته الحميمية القريبة من روح المتلقي، ويُعد الشعر هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس، التي تجوب الوعي الإنساني واللاوعي أيضًا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع، والشكل، ليستمر العطاء الفني متجددًا ودائمًا كما النهر.
تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.
واليوم ننشر قصيدة بعنوان "وطن النجوم أنا هنا" للشاعر اللبناني إيليا أبو ماضي، وذلك تزامنا مع ذكرى وفاته، التي تحل اليوم الثلاثاء.
وَطَنُ النُجومِ أَنا هُنا
حَدِّق أَتَذكُرُ مَن أَنا
أَلَمَحتَ في الماضي البَعيدِ
فَتىً غرَئً أَرعَنا
جَذلانَ يَمرَحُ في حُقولِكَ
كَالنَسيمِ مُدَندِنا
المُقتَنى المَملوكُ مَلعَبُهُ
وَغَيرُ المُقتَنى
يَتَسَلَّقُ الأَشجارَ لا ضَجَراً
يَحُسُّ وَلا وَنى
وَيَعودُ بِالأَغصانِ يَبريها
سُيوفاً أَو قَنا
وَيَخوضُ في وَحلِ الشِتا
مُتَهَلِّلاً مُتَيَمِّنا
لا يَتَّقي شَرَّ العُيونِ
وَلا يَخافُ الأَلسُنا
وَلَكَم تَشَيطَنَ كَي يَقولَ
الناسُ عَنهُ تَشَيطَنا
أَنا ذَلِكَ الوَلَدُ الَّذي
دُنياهُ كانَت هَهُنا
أَنا مِن مِياهِكَ قَطرَةٌ
فاضَت جَدوِلَ مِن سَنا
أَنا مِن تُرابِكَ ذَرَّةٌ
ماجَت مَواكِبَ مِن مُنى
أَنا مِن تُيورِكَ بُلبُلٌ
غَنّى بِمَجدِكَ فَاِغتَنى
حَمَلَ الطَلاقَةَ وَالبَشاشَةَ
مِن رُبوعِكَ لِلدُنى
كَم عانَقَت روحي رُباكَ
وَصَفَّقَت في المُنحَنى
لِلآرزِ يَهزَءُ بِالرِياحِ
وَبِالدُهورِ وَبِالفَنا
لِلبَحرِ يَنشُرُ بَنوكَ
حَضارَةً وَتَمَدُّنا
لِلَّيلِ فيكَ مُصَلِّياً
لِلصُبحِ فِكَ مُؤَذِّنا
لِلشَمسِ تُبطِئُ في وَداعِ
ذُراكَ كَيلا تَحزَنا
لِلبَدرِ في نَيسانَ يَكحُلُ
بِالضِاءِ الأَعيُنا
فَسظوبُ في حَدَقِ المَهى
سِحراً لَطيفاً لَيّنا
لِلحَقلِ يَرتَجِلُ الرَواَئيع
زَنبَقاً أَسَوسَنا
لِلعُشبِ أَثقَلَهُ النَدى
لِلغُصنِ أَثقَلَهُ الجَنى
عاشَ الجَمالُ مُتَشَرِّداً
في الرضِ يُنشِدُ مَسكَنا
حَتّى اِنكَشَفَت لَهُ فَأَلقى
رِحلَهُ وَتَوَطَّنا
وَاِستَعرَضَ الفَنُّ الجِبالَ
فَكُنتَ أَنتَ الأَحسَنا
لِلَّهِ سِرٌّ فيكَ يا
لُبنانَ لَم يُعلِن لَنا
خَلَقَ النُجومَ وَخافَ أَن
تَغوي العُقولَ وَتَفتُنا
فَأَعارَ أَرزَكَ مَجدَهُ
وَجَلالَهُ كَي نُؤمِنا
زَعَموا سَلَوتُكَ لَيتَهُم
نَسَبوا إِلَيَّ المُمكِنا
فَالمَرءُ قَد يَنسى المُسيءَ
المُفتَري وَالمُحسِنا
وَالخَمرَ وَالحَسناءَ وَالوَترَ
المُرَنَّحَ وَالغِنا
وَمَرارَةَ الفَقرِ المُذِلِّ
بَلى وَلَذّاتِ الغِنى
لَكِنَّهُ مَهما سَلا
هَيهاتَ يَسلو المَوطِنا.