داخل منزل بسيط يقودك الحزن نحو أعتابه، جلست أسرة المجني عليه في حالة بكاء ووجع على فقدان رب أسرتهم وعائلهم الوحيد، الذي راح ضحية الغدر والطمع، على يد سائق كان يعمل معه بعدما قتله بالرصاص وحرق جثته بالبنزين، وقام بإلقائه بمنطقة صحراوية نائية، وسرق المبالغ المالية.
وقالت السيدة "ميرفت" زوجة المجني عليه، إن زوجها توجه إلى منطقة حي الكوثر بمحافظة سوهاج لتوزيع بضاعة المواد البلاستيكية إلى العملاء والمصانع هناك في سوهاج، ومن ثم تحصل على المبالغ المالية ثمن بيعها، وما إن سلم البضاعة واستلم مستحقاته المالية حتى همَّ زوجها بالسفر والعودة إلى الجيزة مرة أخرى.
ورغم أن سائقا آخر كان من المفترض أن يسافر بصحبته، إلا أن حُب "الضحية" في السائق "حمادة" كان سببا في اختياره للسفر معه، ولكنه لم يكن يدري ما يخططه حمادة له.
المتهم الذي يدعى "حمادة عمر مغازي" من مركز ساحل سليم بأسيوط، أعد خطة مكتملة للتخلص من " فرج" بعدما زاغت عينه على المبالغ المالية التي تحصل عليها بعد بيعه للبضاعة، فعند سيرهم على الطريق الصحراوي في وقت متأخر من الليل قام بإطلاق أعيرة نارية صوبه، ثم قام بإنزاله وسكب مادة البنزين الحارقة عليه وأشعل النيران في جثته.
استكملت "أم أبانوب" زوجة المجني عليه حديثها لـ«البوابة» قائلة: إن زوجها كان يحب المتهم كثيرا وكان يعطف عليه دائما، قائلة: "يخون العيش والملح ويقتله وينزله من العربية ومكفاهوش كده، دا كمان ولع فيه ورماه في الصحراء"، مطالبة بالإعدام والقصاص من المتهم والبحث عن متهمين آخرين إن وُجدوا، مشيرة إلى أن زوجها كان دائما متسامحا وطيبا، والجميع يحبه ويقوم بفعل الخير دائمًا، وكان ينفق كثيرا على المتهم.
وأوضحت أن زوجها كان عليه دين ثمن البضاعة التي سُرقت متحصلاتها بعدما قُتل، وأن أصحاب تلك الديون يطالبونها بالسداد قائلة: "أنا عايزة جوزي يتستر وهو ميت زي ما كان مستور وهو عايش وأسد ديون زوجي".
والتقط طرفي الحديث شقيق زوجة المجني عليه، ويدعى "رأفت" قائلا في حديثه، إننا قمنا بالاتصال بالمتهم بعدما عرفنا أنه كان بصحبته، وأنكر معرفته بمكانه قائلا: "معرفش عنه حاجة، دا نزل في حي الكوثر لاستخراج توكيل لأحد الأشخاص" ؛مما جعلنا في حيرة أكثر، فأخذنا نبحث عنه في كل مكان، فتوجهنا إلى أغلب الأقسام الموجودة بالقاهرة والجيزة، وكذلك المستشفيات، ووصل بنا الأمر حتى استعلمنا عن حوادث الطرق التي وقعت في الطريق الذي كان يسير عليه في الآونة الأخيرة لكننا لم نتوصل لشيء.
وفي نهاية المطاف علمنا أنه تم القبض عليه من قبل رجال الأمن، واعترف وأرشد عن مكان جريمته وجثمان الضحية، عقب إبلاغ شقيقة المجني عليه الأجهزة الأمنية باختفائه.
بدأت الواقعة بتلقي اللواء محمد عبد المنعم شرباش مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور قسم شرطة الكوثر بسوهاج، يفيد تلقيه بلاغًا من احدى السيدات مقيمة بمركز شرطة المراغة، تؤكد فيه اختفاء شقيقها التاجر المقيم بالمراغة وله محل إقامة آخر في الجيزة، عقب قيامه بتوزيع مواد خام بلاستيك على عملائه في حي الكوثر.
وعلى الفور تم تشكيل فريق بحث لكشف غموض الواقعة، وتوصلت تحريات فريق البحث الجنائي المشكل برئاسة قطاع الأمن العام بمشاركة إدارة البحث الجنائي ضم عدد كبير من أكفأ ضباط المديرية ومنهم الرائد احمد الكاشف رئيس مباحث ساقلته والنقيب أحمد عفيفي معاون مباحث ساقلته وكذلك رئيس مباحث قسم حي الكوثر، وضباط مركز المراغة بمديرية أمن سوهاج أن وراء ارتكاب الواقعة سائق مقيم بدائرة مركز شرطة ساحل سليم بأسيوط.
وعقب تقنين الإجراءات، تم استهداف المتهم بمأمورية برئاسة قطاع الأمن العام وأمكن ضبطه و بمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة وأضاف أنه اصطحب المجني عليه أثناء توزيعه المواد الخام الخاصة به بسيارة أجرة قيادته وشاهد المجنى عليه وهو يحصل على قيمتها من عملائه ففكر في التخلص من المذكور والاستيلاء على تلك المبالغ لنفسه، وقام بإقناع المجني عليه بإحضار سيارة ملاكي لتوصيله للقاهرة حيث اصطحبه إلى مدينة ساحل سليم بأسيوط وقام باستئجار سيارة ملاكي من (أحد الأشخاص ، مقيم بأسيوط، ولدى سيرهما بالطريق الصحراوي الشرقي قام بإخراج سلاح ناري من طيات ملابسه عبارة عن (فرد محلى الصنع) كان قد أعده مُسبقاً وأطلق عيار ناري في رأسه داخل السيارة،
ثم قام بإنزاله من السيارة وقام بسكب كمية من البنزين على الجثة وإشعال النيران بها واستولى على المبلغ المالي ، وأرشد عن المبلغ المالي المستولى كما أرشد عن السيارة المستخدمة في الجريمة، وبفحصها تبين وجود آثار دماء بداخلها ، وأضاف بتخلصه من السلاح الناري بإلقائه بالظهير الصحراوي عقب ارتكابه الواقعة.
تم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال المتهم، كما تم إخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
لمشاهدة البث المباشر: https://www.facebook.com/Albawaba.eg/videos/405949384567534/