يحل اليوم ميلاد واحد من أكبر مخرجي السينما في مصر، حيث استطاع أن يحقق النجاح علي مدار عشرات السنوات في السينما الحديثة، عكس بقية المخرجين الذين قدسوا السينما "القديمة".
داود عبد السيد من ضمن المخرجين "المؤلفين"، حيث انه لا يخرج الا ما يقتنع به، وهو ما جعله يكتب اغلب أفلامه، عمل مع العظماء، ولم يتكبر علي العمل مع الجيل الجديد من الممثلين بالنسبة له.
وعلي الرغم من عدم رغبة داود عبد السيد والذي ولد في مثل هذا اليوم عام ١٩٤٦، في ان يكون مخرجاً في يوم من الأيام، حيث ان أمنيته الاولي كانت "الصحافة"، الا ان عمله كمساعد مخرج مع "يوسف شاهين" جعلت منه عاشقاً للإخراج.
حصل على بكالوريوس إخراج سينمائي من المعهد العالي للسينما عام 1967، بدأ العمل كمساعد مخرج في بعض الأفلام أهمها (الأرض) ليوسف شاهين، و(الرجل الذي فقد ظله) لكمال الشيخ، و (أوهام الحب) لممدوح شكري، ليصنع أفلاماً تسجيلية إجتماعية بعد ذلك لشغفه برصد المدينة وأهلها، فقدم العديد من الأفلام التسجيلية أهمها (وصية رجل حكيم في شؤون القرية والتعليم 1976)، و(العمل في الحقل1979)، و(عن الناس والأنبياء والفنانين 1980).
وقرر عبد السيد الاتجاه لإخراج الافلام الروائية الطويلة، وكان أبرزها وأهمها "البحث عن سيد مرزوق" عام ١٩٩٠، ثمالكيت كات عام ١٩٩١، وأرض الاحلام عام ١٩٩٣ ثم سارق الفرح عام ١٩٩٤ ولعل أبرز أفلامه ايضآ أرض الخوف عام ١٩٩٩ ومن ثممواطن ومخبر وحرامي عام ٢٠٠١، والعمل الهام "رسائل البحر" عام ٢٠١٠.
وأكد داود عبد السيد من قبل في احد حواراته الصحفية ان السينما الجديدة هي نتاج للسينما القديمة وتراثها، وأنّ السينما الجديدة ليست سينما مختلفة، وإنما لها طابع شخصي، فذاتية المخرج تظهر في العمل بشكل واضح، إنّه يؤكد دائمًا على سينما المؤلف، قائلاً: "أناأقدم الموضوعات التي أشعر بها وأتفاعل معها، دون النظر لأي ظروف أخرى، والحمد لله فقد استطعت أن أقدم جزءًا يسيرًا من أحلامي،وأتمنى بأن أوفق في تقديم الكثير من هذه الطموحات".
وقال ايضاً: "أنا أقوم بكتابة أفلامي لأنّني مؤمن بأنّه يجب أن يكون هناك تفاهم كامل بين كاتب السيناريو والمخرج، ومن هنا فأنا لا أفكرلحظةً واحدةً في إخراج أعمال من تأليف الآخرين، مهما استهوتني الأفكار التي تطرحها، الترفيه جزء مهم لا ينكره أحد، والأهم هو كون السينما وسيلة تعبير، وهو ما لا نجده في السينما التقليدية، إنّ السينما من وجهة نظري شخصية".