الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

الفنان إسماعيل مختار في حواره لـ«البوابة نيوز»: الهروب للسينما سبب أزمة المسرح.. نعيش مرحلة جديدة يقودها المخرج الممثل.. ونسعى لتوفير مكان مناسب لمواصلة مشروع العرائس المائية

الفنان إسماعيل مختار
الفنان إسماعيل مختار رئيس البيت الفني للمسرح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد رئيس البيت الفنى للمسرح الفنان إسماعيل مختار، أن مسرح الستينات خلق حالة فنية رائعة، ولكن جيل الألفية الجديدة حقق نفس النجاح وفى زيادة كبيرة، فكل حقبة لها آلياتها المختلفة، فالحقبة الحالية أعلى رقميا عكس الفترات السابقة بكثير، لذلك نحن نتعامل الآن مع التكنولوجيا والسوشيال ميديا، بالإضافة إلى عدة اهتمامات وقضايا مختلفة، لكننا قادرين على ما نحتاجه فى الوقت الراهن.

وكان مسرح الستينيات للمؤلف فقط، إنما حاليا المخرجون يقودون العملية المسرحية بشكل أكبر، فنحن نعيش مرحلة جديدة يقودها المخرج الممثل، ومن مهام البيت الفنى للمسرح وفق توجهه تصعيد أسماء جديدة من جيل المخرجين.

التقت «البوابة نيوز» الفنان إسماعيل مختار، رئيس البيت الفنى للمسرح، للحديث عن أزمة كُتّاب المسرح، وشباب المخرجين، وكذلك مسرح الستينيات، ومشروع العرائس المائية المتوقف، وآخر ما توصل له مسرح مصر عماد الدين وإلى نص الحوار...

الفنان إسماعيل مختار، رئيس البيت الفني للمسرح

■ كيف نستعيد وهج مسرح الستينيات وأمجاده من جديد؟
- لم يعد هناك ما يدعى باستعادة أمر سابق، فالحياة فى سيرورة والجدلية التاريخية تقول إن مجموع العلاقات الاقتصادية، والاجتماعية المحيطة هى التى تفرز نوعية الثقافة الحالية، فلا بد من النظر لهذا الأمر من منظور آخر وهو أن المتاح على أرض الواقع ينحصر فى ثلاثة مسارح كبرى هى: المسرح القومى، والسلام، والكوميدى، التى بدورها تقدم أعمالا فنية بشكل جيد.

أما بالنسبة للمسارح المتخصصة مثل المسرح القومى للأطفال، والقاهرة للعرائس أو ما إلى ذلك، فمن هنا تجد حالة رواج شديدة، وكذلك الفرق الصغيرة إنتاجا والكبيرة حجما وأهمية مثل مسرح الطليعة، والشباب، والغد وما إلى ذلك، تجدهم فى سباق مستمر سواء على المستوى المصرى أو العربى، بالإضافة إلى إنشاء فرقتين وهى من أهم الفرق التى أنشأت خلال ١٠٠ عام وهى فرقة دمج ذوى الاحتياجات الخاصة «الشمس»، وفرقة «المواجهة التجوال»، والمشاركة فى مبادرة قرى «حياة كريمة» لأكثر من ٢٠٠ قرية، والمؤثرة بشكل قوى جدًا، ومن هنا نجد حالة من الرواج المسرحى الشديد خاصة من بداية ٢٠١٥، هذه الحالة تلتمسها الدولة من ناحية أهمية الثقافة بكشل عام والمسرح بشكل خاص، ومن واقع مسئولياتنا التعامل مع هذا المنهج.

فالحقبة الحالية أعلى رقميا عكس الفترات السابقة بكثير، سواء من عدد المسارح، فلم نكتف بمسارح القاهرة، والإسكندرية فقط، لكن توصلنا إلى بنها، والأقصر، والوادى الجديد، وحلايب وشلاتين، هذا الانتشار لم يعد موجود خلال فترة الستينات كمسرح محترف، فى النهاية كل حقبة لها آلياتها المختلفة، فنحن الآن نتعامل مع التكنولوجيا والسوشيال ميديا بالإضافة إلى عدة اهتمامات وقضايا مختلفة، لكن نحن قادرين على ما نحتاجه الآن، إلى جانب مبادرة أعرف جيشك من ٢٠١٦، والتى تهدف إلى معرفة تاريخ الجيش المصرى وحاضره، فقدمنا أعمالا رصدت ذلك، بالإضافة إلى مناقشة قضايا المرأة، والحرية، والتطلع والتفائل لبناء حياة جديدة مثل مسرحية «المتفائل» لفولتير، وما إلى ذلك، ففكرة الرجوع للستينيات لا تتطلب ذلك فنحن قائمون على أرض صلبة تستكمل من بدأته هذه الحقبة، لكن مسرح الدولة ظل موجود حتى يصبح المسرح متاحا للجميع، والقطاع الخاص ينزوى ويظهر، إنما مسرح الدولة يظل متاحا حتى لا ينتهى هذا الفن، فمسرح الستينيات خلق حالة جميلة ورائعة، لكن الألفية الجديدة حقق نفس النجاح بل فى زيادة كبيرة.

الفنان إسماعيل مختار، رئيس البيت الفني للمسرح

■ هل لدينا أزمة فى الكاتب المسرحى المصرى؟
- بالفعل هناك أزمة فى الكُتّاب، والسبب فى ذلك هو اتجاه عدد كبير من المواهب الإبداعية إلى الكتابة للسينما، والتليفزيون، فهناك مواهب كثيرة تكتب للتليفزيون تحديدا وهم من خريجى المعهد العالى للفنون المسرحية، بداية من الكاتب الراحل محفوظ عبدالرحمن، الذى توقف عن الكتابة للمسرح واتجه للفيديو، وكذلك الكاتب يسرى الجندى، وغيرهم من القامات الكبيرة الإبداعية، فما بالك الشباب الصغير الذى يسعى لسد احتياجاته لذلك ينظر أن الكتابة للمسرح ليست تحقق مردود مادى عكس السينما، والتليفزيون.

كان من المفترض أن يكون هناك زخم أكبر من كُتّاب المسرح، ولكن هناك مجموعة من شباب الكتاب يكتشفهم البيت الفنى للمسرح، والدليل على ذلك المهرجان القومى للمسرح المصرى فى دورته الرابعة عشرة كانت تحمل اسم «الكاتب المسرحى المصرى» التى شهدت أكثر من تجربة إبداعية واعدة منها: وليد يوسف، إبراهيم الحسينى، متولى حامد، وغيرهم، هناك أسماء كثيرة موجودة بالإضافة إلى الجيل الجديد من الشباب أمثال محمد السوري، والدكتور جمال ياقوت، وغيرهم من الأسماء.

لكن زخم فترة الستينات كان مسرحا للكاتب فقط نذكر منهم: توفيق الحكيم، يوسف إدريس، سعد الدين وهبة، نعمان عاشور، وغيرهم من كبار الكتاب، أما بالنسبة للمخرجين تجد منهم: سعد أردش، كرم مطاوع، وغيرهم، فكان مسرح الستينيات للمؤلف، إنما حاليا المخرجون يقودون العملية المسرحية بشكل أكبر، بالإضافة إلى الورش الفنية التدريبة وفكرة مسرح الارتجال، الذى ينتج عنها نص يخرج من رحم الورشة المسرحية التى بدأت فى أكاديمية الفنون ونفذت على مستوى الاحتراف وشهد عليها المخرج خالد جلال مع «قهوة سادة» وما أعقبها من عروض، حتى أصبحت موجة وبدأ الشباب فى تقليدها، فنحن نعيش مرحلة جديدة يقودها المخرج الممثل، ومن مهام البيت الفنى للمسرح وفق توجهه تصعيد أسماء جديدة من جيل المخرجين منهم: تامر كرم، إسلام إمام، محمد يوسف المنصور، وغيرهم حتى أصبحوا نجوما لامعة على الساحة المسرحية الآن، فنجد إسلام إمام يقدم حاليا عرض جديد بعنوان «فى انتظار بابا» على خشبة المسرح القومى، بالإضافة إلى عرض «حلم جميل» الذى يقدم حاليا على خشبة المسرح الكوميدى فى المنيل، وكذلك بالنسبة لتامر كرم فحدث ولا حرج، أما محمد يوسف المنصور بعد تجربة مسرح الشباب، فنحن فى حالة تصعيد دائم لهذه الطاقات الشابة.

■ كيف ترى استحواذ الشباب على جوائز المهرجان القومى للمسرح على مدى عامين متتاليين؟ 
- منذ إعلان لائحة المهرجان فى العام ٢٠٠٥، وإذا تغيرت أعضاء لجنة التحكيم ستتغير نتائجها، فكل لجنة لها ذائقتها الخاصة، وأن الفائز الحقيقى فى تلك المهرجانات هو الجمهور، فمن الممكن أن تجد تعاطف مع الشباب وفق الإمكانيات المتاحة لهم، وهذا يدل على أن هناك طاقات شبابية كبيرة تغزو الساحة المسرحية سواء من الجامعات، والثقافة الجماهيرية، وأكاديمية الفنون، فكل الأسماء الموجودة كانت بدايتها من الجامعات وحتى الاحتراف، وهى فى النهاية أسرة واحده أى ما تسمى بأطياف العمل المسرحى.

■ ما هى الإشكاليات التى تواجههك كرئيس البيت الفنى للمسرح؟ 
- عندما توليت رئاسة البيت وأنا أعمل بشكل أكثر قانونيا، دون الالتفات إلى للسوشيال ميديا، وما إلى ذلك، فأمتع لحظات سعادتى عندما أنتج عملا مسرحيا أشاهده أمام عينى، فالاختيار لرئاسة البيت ليس سهلا، وذلك يتم عن طريق مسابقة بمشروع فنى ومناقشته أمام قامات وزارة الثقافة وبناء عليها يتحدد بالقبول أو الرفض.

الفنان إسماعيل مختار، رئيس البيت الفني للمسرح

■ آخر ما توصل له مشروع العرائس المائية الآن؟
-هذا المشروع تتوقف مهامه عقب افتتاحه بعرض "إيزيس وأوزوريس" للمخرجة مي مهاب، بسبب قلة توفير حمام للسباحة، لقد حولنا كثيرا مع أماكن عدة، ولكن تواجهنا عدة صعوبات ممثلة فى الإيجارات الباهظة، وكذلك المواعيد غير المناسبة لمواعيد حمام السباحة، فنحن نسعى لتوفير مكان مناسب، وكان من بين هذه المساعى حديقة المسرح العائم، لكن هذا الموضوع يتجه نحو فكرة التراخيص والصدام مع المحافظة.

■ وماذا عن آخر مستجدات مسرح مصر عماد الدين؟
- يواصل البيت الفنى للمسرح جهوده بمراحل كثيرة بشأن هذا المبنى، لقد انتهينا من الأعمال الأساسية الداخلية به، فنحن الآن بمرحلة تركيب كراسى صالة العرض، بالإضافة إلى استيراد الأجهزة الحديثة للإضاءة وغيرها، وفى خلال الثمانية أشهر المقبلة سينتهى هذا المسرح بشكل نهائى، وهو مبنى مُشيد على طراز القاهرة الخديدوية يضم قاعتين الأولى كلاسيكية بها ٤٠٠ كرسى، والآخرى تدريبية بها نحو ١٥٠ كرسيًا، وسيرى النور خلال العام المقبل.