العالم مليء بالأسرار بالرغم من مجهود العلماء لاكتشاف كل جديد وبخاصة عالم البحار وبالرغم من وصول العلم للفضاء واستكشاف الكواكب والصعود للقمر والوصول إلى أبعد نقطة في المحيطات فمزالت هناك نقطة بالرغم من التقدم الذي وصل اليه العالم لم يصل اليها أحد وهي موجودة في المحيط الهادي وتسمى نقطة "نيممو"، وهذه المنطقة تعتبر ابعد نقطة في الأرض وأقرب شي يصل قربها هو محطة الفضاء الدولية.
هذه النقطة بالرغم من وجودها في المحيط لا توجد حياة بحرية فيها الا ما ندر لذلك الوكالات الفضائية تسقط مركباتها فيها وتعتبر مقبرة الأقمار الصناعية بل حتى انها لا تمتلك تيارات تدفعها الى اي مكان والحطام يبقى ثابت فيها، وهذه النقطة بقعة واقعة وسط المحيط الهادئ تعتبر أبعد مكان عن اليابسة في العالم ، وتعرف بقطب المحيط المتعذر الوصول إليه.
وتعد نقطة نيمو من بين الأماكن التي لازالت قيد الإستكشاف نظرا لبعدها التام عن اليابسة وندرة وصعوبة وصول البشر إليها وبذلك تعتبر نقطة نيمو أبعد مكان عن اليابسة علي كوكب الأرض، وتعد نقطة نيمو من أكثر بقاع الأرض غموضا وبعدا عن اليابسة فهي منطقة معزولة عن العالم وتقع بالمحيط الهادي وسط مثلث متساوي الأضلاع من الجزر، وتبلغ مساحة المنطقة حوالي 22 مليون كيلومتر مربع (أكبر من روسيا) وتعادل مساحة الإتحاد السوفياتي سابقا، بينما أقرب الجزر إلي أبعد مكان عن اليابسة تبعد بحوالي 1600 كيلومتر، ونقطة نيمو غير مأهولة بالسكان.
وسميت نقطة نيمو بعد أن كانت تسمى بـ "قطب المحيط المتعذر الوصول إليه" ولكن لطول الأسم ولصعوبة إستخدامه فتمت تسميته (نقطة نيمو) على أسم الكابتن نيمو وهو البطل الشهير بإحدى الروايات الذي أبتكره الكاتب جول فيرن لربانٍ يجوب البحار ويتصف بسمات تختلف عن تلك التي يتسم بها الأبطال الروائيون عادة علي ما يبدو فأن الأسم ملائماً لتلك البقعة التي لا تزار إلا نادراً.
واكتشفت نقطة نيمو رسميا سنة 1992 بواسطة الأقمار الصناعية، وكلمة نيمو تعني باللغة اللاتينية لا أحد، وهذه النقطة بعيدة عن البشر واليابسة لدرجة أن محطة الفضاء الدولية تعتبر أقرب تجمع بشري لهذه المنطقة بحكم أنها مرتفعة عن سطح الارض بحوالي 416 كيلومترا، وأقرب موقع مأهول بالبشر في اليابسة يبعد عنها بحوالي 2700 كيلومتر مربع.
ولأنها بعيدة عن المناطق الماهولة بالبشر وطرق الملاحة بها تكاد تكون معدومة إضافة إلى إنعدام وجود حياة بحرية نشيطة ولهذا يتم إستغلال المنطقة من طرف مختلف وكالات الفضاء الدولية المختلفة بشكل خاص لإستعمالها كمكب للنفايات الخاصة بهم أو حتى لإسقاط مركبات خرجت من الخدمة.